إفتتاح مسجد الإمام الأوزاعي بعد ترميمه

ليلى الصلح: أمانة في عنق «الدار»

6

افتتح برعاية مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان وفي حضور الويزرة السابقة ليلى الصلح حمادة، ​مسجد الامام الاوزاعي​ في منطقة الاوزاعي، لمناسبة ​عيد المولد النبوي​ الشريف بعد ان قامت مؤسسة الوليد للانسانية بترميمه وتوسعته وتأهيله. وفي كلمة لها، شددت الصلح على البعد الديني والوطني لهذا المشروع، معتبرة المسجد «رمزًا للوحدة والتلاقي، مشيرة الى إعادة تأهيل ضريح الرئيس الشهيد رياض الصلح. ووجهت شكرها للمفتي دريان والأمير الوليد بن طلال وكل من ساهم في إنجاز المشروع. وقالت: «منذ آخر زيارة للوليد بن طلال الى لبنان أي من سنوات خلت ونحن نسعى لهذه التوسعة والعقبات تتوالى عليها ولكن «ليس للإنسان إلا ما سعى وان سعيه سوف يُرى»، حتى رآنا سماحة المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان وبفضل حكمته وبفضل تعاليه عن الصغائر استطعنا ونجحنا، وهذه صفات قائد وطني يعيش ايمانه وعقد عزمه، فشكرا لسماحتك وسيرى الله ما سعيت اليه». أضافت: «واليوم ونحن في رحاب الامام الاوزاعي لن ننسى كلمته الى الوالي، كلمة أدخلته تاريخ الدين والوطن إذ قال ان «المسيحيين جيراننا وأهل ذمتنا ولهم ما لنا وعليهم ما علينا»، نداء هذا قاوم تهجير المسيحي ومسجد له قائم هنا حاضر للتوحيد المذهبي ومدفن في صحنه يرقد فيه المفتي الشهيد حسن خالد لرفضه الوصاية وآخر بقربه شهيد الوطن رياض الصلح لرفضه المساومة، هو الذي اختار طوعا هذا الجوار مستنصرا بقدرته في الجهاد، مستبرأ بشفاعته عند الاكتئاب، مستنجدا برسالته عند تأسيس مساجد الاشرفية والبترون بالذات وأخصّ بالذكر رجل الخير المرحوم الدكتور محمد خالد صديق والدي الكبير ومؤسس جامع محمد الأمين في ساحة الشهداء وساكن هذه الروضة المباركة أيضا. كل هؤلاء عاشوا الإسلام كما اعتنقناه اعترافا وتوحيدا وليس ادانة وانفصالا، عاشوا الإسلام كما أحببناه على خُطى الرسول عليه الصلاة والسلام بردا وسلاما وليس غلّا واستنسابا». واشارت الى «أن هذا المسجد أصبح أمانة في عنق دار الفتوى ومديرية الأوقاف الإسلامية، للحفاظ عليه وتحصينه ورعايته. وندعو كل المعنيين للتعاون كي يبقى هذا المكان أرضًا عامرة بالعبادة، ومثالا للوحدة، ومنارةً للمسلمين وغيرهم. وندعو أبناء بيروت جميعًا إلى قصد هذا المسجد للصلاة والتأمل وإعادة الحسابات، لنثبت أن هذه المدينة، التي جمعت الإمام الأوزاعي، ورياض الصلح، ومجمل عائلات بيروت، قادرة أن تبقى مدينة الوحدة والتلاقي، لا التفرقة والتماهي. وان لبنان وطن نهائي للجميع». أما المفتي دريان، فنوه في كلمته بالسيدة ليلى الصلح ، وقال: «(…) صاحبة المعالي عودتنا دائما على الوقوف إلى جانب المؤسسات الإسلامية والإنسانية والخيرية والاجتماعية منذ بداية توليها هذا المهمة الكبيرة في التواصل والعطاء للمؤسسات كافة، كانت بداية العلاقة بيننا وبين صاحبة المعالي عندما كنت رئيسا للمحكمة الشرعية السنية العليا طبعا قصدناها حتى ترمّم مبنى المحكمة بسرعة فائقة هكذا هي عادتها تبدأ بأمور صغيرة ولا تنهيها حتى تنتهي من الأمور الكبيرة (…)». وأكد دريان «أننا أوفياء وأوفياء جدا لكل من وقف إلى جانبنا ولكل من يقف إلى جانبنا، أنا بلسانكم جميعا أقول شكرا صاحبة المعالي من القلب والوجدان والضمير على كل ما تقدّمينه لمؤسساتنا ولن ينتهي مشوارنا سوية عند هذا الحدّ سنكمل نحن وإياك إن شاء الله في المزيد من مشاريع التطوير والتحديث في مؤسساتنا وأملنا بك كبير وكبير جدا». وتقجدم المفتي بالشكر الى الأمير الوليد بن طلال ومؤسسته الإنسانية على كل المبادرات التي تقوم بها ، وقال: «نحن في دار الفتوى، نكنّ كل التقدير والاحترام لهذه المؤسسة ولمؤسّسها سمو الأمير الوليد بن طلال آل سعود. طبعا هذا يوم مبارك أن نلتقي جميعا في افتتاح هذا الصرح ونحن نقف الآن معا بين ضريحين الضريح الأول ضريح دولة الرئيس رياض الصلح رجل الدولة والذي تم اغتياله لأنه كان يؤمن بالدولة ومؤسساتها ونقف أيضا وعلى يميننا مقام الإمام عبد الرحمن الاوزاعي إمام العيش المشترك في لبنان لهما منا كل المحبة والدعاء بأن يتغمدهم الله برحمته» وختم دريان: «وأنا أقول، نحن على درب كبرائنا الذين سبقونا بتقديم الوطنية وتقديم الإيمان وتقديم حماية الاقليات في هذا الوطن المتعدّد والمتنوّع». وختاما، أزيحت الستار عن اللوحة التذكارية والتقطت الصور للمناسبة.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.