إنشاء الاتحاد العربي لوسائل الإعلام بمبادرة كويتية
ريبورتاج الدكتورة
ماجدة الحلاني
في ظل تطور الاعلام الالكتروني والاعلام عموما ولما له من تأثير مهم في تشكيل الرأي العام والوعي إتجاه القضايا السياسية والاقتصادية وغيرها من القضايا، اتت فكرة إنشاء إتحاد عربي لوسائل الاعلام من اجل توحيد الخطاب الاعلامي الواعي والمسؤول والابتعاد عن خطاب الكراهية المنتشر وسيمثل الاتحاد قوة دافعة تهدف الى توحيد الجهود العربية لتعزيز بناء صورة إيجابية للعالم العربي.
للاطلاع أكثرعلى تفاصيل هذه الاتحاد كان لـ «الشرق» لقاء خاص مع صاحب الفكرة الدكتور يوسف العميري.
فكرة الاتحاد
وجوهر عمله
يؤكد الدكتور يوسف العميري ان «الفكرة بدأت العام الماضي خلال قمة الاعلام للشباب العربي التي اقامتها الاكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري في مصر وكنت احد المتحدثين في القمة وقدمت ورقة عمل واقتراح إنشاء إتحاد يضم الصحف الالكترونية العربية لأن الصحف الورقية لها نقابات واتحادات. ولاحظت ان هناك كم هائل من الصحف الالكترونية في الوطن العربي ومنهم من هو حاصل على ترخيص من الدولة ومنهم من ليس لديه ترخيص. إقترحت إنشاء هذا الاتحاد من اجل تنظيم الاعلام والتكلم بلهجة مقبولة والابتعاد عن خطاب الكراهية السائد وخصوصا على السوشيال ميديا بالاضافة الى ان نصبح اعلاما عربيا موحدا ووافق مجلس الوحدة الاقتصادية على الفكرة التي لاقت استحسانا من الجميع خصوصا في جمهورية مصر العربية والكويت، سلطنة عمان، تونس، المغرب، موريتانيا…».
ويتابع العميري «قابلت وزراء خارجية هذه الدول وكانت سعادتي كبيرة عندما لاقت فكرتي استحسانا من قبلهم ورغبة شديدة في هذا الكيان».
الواضح ان جوهر عمل الاتحاد تعاوني-تنظيمي ولهذه الغاية يوضح العميري» سننشىء لهذه الغاية مراكز عدة في عدد من الدول العربية منها مراكز تدريبية للصحافيين الشباب ودورات من اجل تمكينهم في آداء دورهم بكفاءة بالاضافة الى لائحة طويلة من المهام تهدف الى تنظيم الاتحاد بشكل جيد. والاتحاد لن يضم فقط الصحف الالكترونية بل سيضم مختلف انواع الاعلام العربي والذكاء الاصطناعي. وستكون الهيئات الوطنية للاعلام في كل دولة عضو مؤسس لهذا الاتحاد لكي تعطيه قوة بالاضافة الى الدور الفاعل للنقباء في تفعيل هذا الاتحاد الذي ينتظره حوالي 500 صحيفة الكترونية في العالم العربي».
دعم حكومي-أهلي
بالنسبة الى الدعم الذي سيحظى به الاتحاد فإن الدعم الحكومي سيكون حجر الاساس، اما الدعم الاهلي فهو سيأتي من نقابات الصحافة والصحف المخضرمة حيث سيكون هناك اتفاق بين الاتحاد وبين هذه النقابات في الدول التي ستنضم الى الاتحاد او سيكون هناك اتفاق مع صحف كبيرة في هذه الدول بالاضافة الى التعاون في ما بيننا في تنظيم دورات في كل بلد من اجل التدريب بالاضافة الى ملتقى سنوي يجمع اكبر مجموعة من الصحافيين».
حصانة مكتب
الاتحاد العربي
ويكشف الدكتور يوسف العميري ان « في جعبتي ايضا مشروع خليجيون في حب لبنان وهو مشروع انشأت نسخا منه في مصر، في تونس وفي المغرب وهو مشروع اقتصادي-سياحي-تعليمي-ثقافي-صحي وهو عبارة عن هيئة اسثمار صغيرة تدعم الدول التي انشأت فيها وملاذ امان للمستثمر الخليجي».
وبالعودة الى موضوع الاتحاد الاعلامي فيشدد العميري على ضرور ان يتمتع مكتب هذا الاتحاد بالحصانة علما ان الدول التي ستنضم له لها الحرية في ان تمنح هذه الحصانة او ان لا تمنحها. ولكن، الحصانة هذه ضرورية للاعلام كي يستطيع ان يؤدي دوره بشكل كامل وسليم وان يتمتع بحرية الكلمة. ولعل مقر الاتحاد في لبنان دلالة على انه سيكون داعم اول للبنان وللدول العربية وهو بحاجة الى تشجيع من وزارة الاعلام بالدرجة الاولى لكي يستطيع ان يعمل بشكل جيد.
اما الجانب التمويلي للمشروع فيوضح العميري ان « التمويل في البداية نحن سنتولاه في مرحلة التأسيس ولاحقا سيكون التمويل من الاشتراكات من الاستشارات والبعد عن الدعم الحكومي حرصا على عدم التوجيه او التبعية من اجل العمل بشكل سليم يخدم الامة العربية ولبنان. لا بد ان تكون عملية التمويل مستقلة».
الواضح ان الهدف الرئيسي للاتحاد هو عملية تصحيحية لمسار الاعلام العربي وخدمة الدول التي ستنضم اليه واعطاء صورة راقية ومميزة عن العالم العربي عبر الاعلام.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.