إيران بين اغتيال الخامنئي أو ضرب المفاعل النووي؟
كتب عوني الكعكي:
لا يوجد مسلم أو عربي إلاّ ويشعر بفرح كبير عندما يشاهد الصواريخ الإيرانية تتساقط على مدن فلسطين المحتلة، كتل أبيب وحيفا ويافا والنقب.. هذا الفرح سببه أن العالم العربي وخاصة لبنان وسوريا والعراق والأردن ومصر، عانت ما عانته من قتل وتدمير وحروب إبادة.. وهنا أعني ما يجري في فلسطين المحتلة اليوم وتحديداً في غزة… فمنذ حوالى سنتين، وجيش العدو الإسرائيلي يحاول أن يقضي قضاءً كلياً على كل شعب غزة. وأعلن الإسرائيليون ذلك علناً وهم يمارسونه بالفعل. وهنا لا بد من القول إنّ الشعب الفلسطيني العظيم، الذي لا يزال يحارب وحده ويصمد أمام كل العالم الداعم لإسرائيل، شعب حيّ وجبار. على كل حال دخل أبطال غزة التاريخ شاء من شاء وأبى من أبى.
اليوم، تعتبر الحرب الجارية بين العدو الإسرائيلي وبين عدو العرب، وعدو أهل السنّة نظام الملالي في إيران، أمام احتمالين:
الاحتمال الأوّل: اغتيال آية الله خامنئي مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران خاصة بعد وصول صواريخ «بي-2 سبيريت» الى إسرائيل. وهذا يذكرنا باغتيال شهيد فلسطين السيّد حسن نصرالله حيث عندما أعطت أميركا صواريخ خاصة مثل «بي-2 سبيريت» و«GB2-57» وظيفتها خرق 8 الى 10 طوابق، والوصول الى الهدف. وكنت قد كتبت وحذرت من هذه الأسلحة، ولكن على من تقرأ مزاميرك يا داود.
اليوم، آية الله خامنئي وبالرغم من تصريحاته بأنه لا يخاف الموت، وأنّ مثله مثل كل الشهداء…
كلامه صحيح، ولكن أحب أن أسأله سؤالاً واحداً: ماذا يستفيد الشعب الإيراني من اغتيال إسرائيل لآية الله الخامنئي، أليْس المستفيد الوحيد هو العدو الإسرائيلي؟
ثانياً: أليْس اغتياله انتصاراً لإسرائيل، وبأنها تستطيع الوصول لأي زعيم في العالم واغتياله؟
من ناحية ثانية، وحسب منطق الأمور عندما يسقط رأس الهرم يتسبّب بسقوط الهرم. على كل حال لننتظر ونرَ.
الاحتمال الثاني هو ضرب المفاعل النووي الإيراني خاصة بعد وصول قنابل وصواريخ أميركية لهذا الهدف، وهي المخصّصة للوصول الى أعماق المفاعل.
هذا الموضوع يحتمل خيارين:
الخيار الأول: عقد اتفاق دولي ليصبح موضوع المفاعل النووي موضوعاً سلمياً 100/100.
والخيار الثاني: أن تقوم إسرائيل بعملية تدمير المفاعل النووي الإيراني مع أميركا أو من دون أميركا.
حول موضوع دخول أميركا لمساعدة إسرائيل لتدمير المفاعل النووي الإيراني، فإنّ هذا الموضوع لا يمكن أن يعرف أحد ما هو القرار… لأنّ صاحب القرار الوحيد في العالم هو الرئيس دونالد ترامب.
وبالمناسبة، أعلن الرئيس ترامب علناً أنه حذّر إيران من ضرورة الوصول الى حلّ سلمي للمفاعل النووي الايراني، وأنّ أميركا لا يمكن أن تسمح لإيران بامتلاك مفاعل نووي تحت أي ظرف من الظروف. وقال الرئيس ترامب أنه سينتظر مهلة شهرين لكي تصل إيران الى اتفاق حول «مفاعلها النووي».
وبالفعل لم تلتزم إيران بذلك فقامت إسرائيل في اليوم الـ61 بأكبر عملية عسكرية على إيران وبدأت بتدمير 700 هدف من ضمنها مواقع تتعلق بالمفاعل النووي. وأطلقت الدولة العبرية عملية استهدفت المواقع النووية والعسكرية والطاقة الإيرانية في أنحاء البلاد. وقد أدّت الضربة الإسرائيلية غير المسبوقة على مقر وزارة الدفاع الإيرانية في طهران، الى جانب مواقع أخرى مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني، الى تبادل للهجمات الصاروخية لا يزال مستمراً.. كما تصاعدت التوترات منذ ذلك الحين وارتفع عدد القتلى.
لقد أصابت الغارات الإسرائيلية -كما ذكرنا- مواقع عسكرية وبنية تحتية في طهران، بالإضافة الى مبانٍ سكنية، مما دفع العديد من السكان الى الفرار من المدينة.
وفي أعقاب الهجوم الإسرائيلي، شنّت إيران موجة من الضربات الانتقامية استهدفت مواقع متعددة في أنحاء إسرائيل.
وقد سقطت صواريخ إيرانية على حي سكني في مدينة بات يام وسط إسرائيل ومدينة طمرة الفلسطينية شمال البلاد وفي حيفا وتل أبيب.
إلى ذلك، أصابت غارات إسرائيلية منشآت نووية في إيران وهي:
– منشأة فوردو لتخصيب الوقود… وهي منشأة مدفونة في أعماق الارض وتستخدم 2200 جهاز طرد مركزي لإنتاج يورانيوم مخصّب بنسبة تصل الى 60%.
– مجمع نطنز لتخصيب اليورانيوم: وقد ضربته غارة عنيفة، والمجمع يضم 14 ألف جهاز طرد مركزي تحت الأرض، قادر على تخصيب اليورانيوم بنسبة 60% أيضاً.
مركز أصفهان للتكنولوجيا النووية، وهو يضم العديد من المرافق التي تحوّل الكعكة الصفراء (خام اليورانيوم المركز) الى سادس فلوريد اليورانيوم، وتنتج وقود المفاعلات، وتصنع معدن اليورانيوم للأسلحة النووية.
– محطة بوشهر للطاقة النووية: وهي محطة الطاقة النووية الوحيدة العاملة في إيران، والتي تولّد الكهرباء باستخدام وقود روسي.
إشارة الى أن صوَر الأقمار الصناعية من شركة «ماكسار تكنولوجيا» أظهرت أن العديد من منشأة نطنز تضرّرت بالضربات.
كما تضررت أربعة مبانٍ حيوية في موقع أصفهان النووي.
وتشمل البنية التحتية المتضررة منشآت صواريخ في كرمانشاه وشيراز… وأسفرت الغارات الإسرائيلية أيضاً عن مقتل عدد من الشخصيات البارزة والعلماء النوويين الايرانيين.
وأخيراً، ما يُقال عن أن حزب الله سوف يدخل مسانداً لإيران، فإنّ القول أضحكني لسبب: إن الحزب اليوم وقبله كان يعتمد على إيران وليس العكس.. فبأي سلاح وبأية قوة يستطيع الحزب اليوم أن يفعل بعد أن دمّرت إسرائيل خلال عملية «البيجر» القوة المميزة، وقتلت الصف الأوّل من الحزب، واغتالت قائد المقاومة، ودمّرت 800 موقع، حتى قال لي أحدهم لم يعد للحزب منصة واحدة يستطيع أن يطلق منها صاروخاً واحداً.
aounikaaki@elshark.com
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.