إيران تحارب إسرائيل بالحزب والحوثيين!!!

4

كتب عوني الكعكي:

لفتني هذا الأسبوع ما قاله أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني: إنّ حزب الله اللبناني ما زال قويّاً عسكرياً،رغم أنه تعرّض لـ«ضربة موجعة».

وقال المسؤول الإيراني: «لا يمكن إنكار أنّ حزب الله تلقى ضربة قوية باغتيال قائده حسن نصرالله. لكن هذه الضربة لم تؤثر تماماً على الحزب، بل زادته قوة… فحزب الله ما زال قادراً على قلب الموازين… لكنه يلتزم الصمت حالياً في مواجهته خروقات وقف إطلاق النار».

وتابع لاريجاني: «إنّ عدم تحرّك حزب الله في الوقت الحالي يرجع الى أنه لا يريد خرق التزامه بوقف إطلاق النار مع إسرائيل، لكنه يمتلك القوة والقدرة على تغيير مسار الأحداث».

وكان نائب منسّق «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني، العميد ايرج مسجدي، أعلن أنّ نزع سلاح المقاومة في لبنان هو «حلم سيدفن» مع المخططين له، وأنّ الحوثيين في اليمن صامدون ومستمرون في نضالهم ضد إسرائيل. هذا ما لفتني قبل أيام.

ولأعد بالذاكرة الى ما طرحه نظام «الملالي» منذ وصوله الى الحكم في 3 ديسمبر (كانون الأول) عام 1979:

– الموت لأميركا

– الموت لإسرائيل

– أميركا الشيطان الأكبر

– إسرائيل الشيطان الأصغر

وها نحن اليوم وبعد مرور ما يقارب الـ46 عاماً على هذا النظام… نتوقف أمام ما أنجزه النظام من أعمال «هي في الحقيقة إنجازات وهمية» انعكست وبالاً على الشعب الإيراني وشعوب المنطقة على حدّ سواء:

أولاً: الحرب على الشعب العراقي بغية تشييع سنّة المنطقة، والنتيجة مليون شهيد عراقي، وتدمير العراق، وخسارة ألف مليار دولار ثمن سلاح، وألف مليار دولار إعادة الإعمار… هذا بالنسبة للعراق… أما بالنسبة لإيران فحدّث ولا حرج:

– مليون شهيد إيراني لبسوا أكفانهم قبل الشهادة وتوجهوا الى الحرب مع الأخذ بالاعتبار أنّ آية الله الخميني قد فتح «شركة عقارية لبيع بيوت في الجنة».

– خسارة عسكرية تقدّر بـ1000 مليار دولار.

– 1000 مليار لإعادة بناء ما دمرته الحرب.

ثانياً: إقامة علاقات مع سوريا من أجل تأمين الأموال والأسلحة للبنان.. كذلك قام النظام الإيراني بمحاولات حثيثة ودفع المليارات من أجل التشييع… والمضحك أنّ عدداً كبيراً من الفقراء في المناطق البعيدة أخذوا الأموال من الإيرانيين وبعدها غيّروا رأيهم.

إضافة الى دعم بشار الأسد ودفع المليارات لبقائه في الحكم… وفي أسبوع واحد سقط النظام ومعه الحرس الثوري الذي كان يدعم بقاء بشار الهارب.. والجيش والضباط الإيرانيين ومعهم «الحزب العظيم».

أما في لبنان: فقد دخل نظام «الملاّلي» الى لبنان بحجة دعم المقاومة بعد الإحتلال الاسرائيلي الذي وصل الى بيروت عام 1982… والحقيقة أنّ إيران دفعت 70 مليار دولار لدعم الحزب، وتحرير لبنان بخروج إسرائيل من لبنان عام 2000 بعد 18 سنة احتلال… ولأوّل مرّة في تاريخ إسرائيل يتم خروجها من دون شروط. أما بعد ذلك فقد عُرض على لبنان اتفاق سلام رفضه اللبنانيون الذين كانوا يحكمون لبنان من السوريين ومن الحزب.

والجميع يتذكر عندما أراد الرئيس الشهيد رفيق الحريري أن يطلب من الجيش اللبناني التوجّه الى الجنوب قامت الدنيا ولم تقعد واعتبروه خائناً.

ثم جاءت حرب 2006 «لو كنت أعلم» التي كانت محاولة من الحزب لاسترجاع المخطوفين.. فخسرنا الحرب التي تسبّبت بقتل 7000 مواطن لبناني ومن الجيش اللبناني ومن الحزب، وخسارة 15 مليار دولار لإعادة إعمار ما دمّرته إسرائيل في تلك الحرب.

ثم كانت الطامة الكبرى عند دخول الحزب الحرب لمساندة غزة في 8 أكتوبر 2023، وهنا لا بدّ من الاعتراف أنّ هذا القرار كان الفضل الكبير فيه الى شهيد فلسطين القائد السيّد حسن نصرالله… وكان قراراً أخلاقياً بامتياز.

وبقينا على هذه الحالة الى أن تمّت عملية «البيجر»، وعملية القضاء على شهيد فلسطين ومعه كامل قياديي الحزب.

وجاء دور إيران بعد مفاوضات دامت أكثر من عشرات السنوات، وبعد جملة من التهديدات أقدمت إسرائيل على شنّ أكبر عملية عسكرية ضد إيران لمدة إثني عشر يوماً.. جرى فيها تدمير ثلاث منشآت نووية وهي: 1- فوردو. 2- ونطنز. 3- وأصفهان.

والشيء الكبير الذي حصل أن تقوم الطائرات الإسرائيلية العسكرية بالتحليق آلاف الكيلومترات لتدمير وقتل من تريد في طهران بل في كل أنحاء إيران.

فماذا فعلت إيران؟؟

تصريحات وتهديدات، وكلام لا يغني ولا يسمن، والأنكى أنها تطلب من الحزب أن يستعد للحرب ضد إسرائيل، والإشارة على لسان علي لاريجاني -كما ذكرنا- بأنّ الحزب أصبح أقوى بعد تدميره وهو قادر على محاربة إسرائيل… كما تشجع إيران الحوثيين على الصمود، رغم أن الحوثيين يتلقون ضربات موجعة في صنعاء والحديدة. حتى أنّ ثلاثة أرباع أعضاء حكومتهم استشهدوا.

نترك للقارئ أن يقرّر ماذا يجب على الحزب أن يفعل؟

ولكل حادث حديث.

aounikaaki@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.