إيران ستحارب إسرائيل حتى آخر لبناني!!!
كتب عوني الكعكي:
بغض النظر عن الكلام السخيف الذي يردّده الإعلام الصهيوني، ومفاده أن الحزب يعيد تنمية وتعزيز قدراته القتالية. فإني أقول لهؤلاء: إنّ الكلام هذا مهم وسخيف في الوقت نفسه، مهم لأنّه لو كانت هناك قدرة على تنفيذ هذا التمني الذي أصبح حلماً، وسخيفاً لتغيّر الأحوال، فهو لا يمت الى الحقيقة بصلة لا من قريب ولا من بعيد.
قبل أن نتحدّث عن هذا الموضوع، لا بدّ من طرح سؤال بسيط هو: لو كانت لدى إيران القدرة على إعادة تأهيل الحزب عسكرياً فإنني أتساءل:
أولاً: أين كان الطيران الإيراني يوم اعتدت إسرائيل على إيران ولمدة 12 يوماً وطيرانها يغرّد في الأجواء الإيرانية؟ بالفعل هذا الموضوع وحده يجب التوقف عنده ودراسته دراسة جدّية، قبل أي كلمة يقولها أي مسؤول إيراني أكان صغيراً أو كبيراً، على سبيل المثال آية الله خامنئي أو رئيس الحرس الثوري وغيرهما من المسؤولين.
كذلك، من كان يتصوّر أنّ الطائرات الإسرائيلية قطعت مسافة 3000 كيلومتر لقصف جميع المدن الإيرانية بدءاً من العاصمة طهران الى مدينة قم الدينية، الى أصفهان الى تبريز، دون أن يستطيع الطيّار الإيراني التصدّي للمقاتلات الإسرائيلية التي تسرح وتمرح فوق الأراضي الإيرانية كلها.
ثانياً: أين الصواريخ التي كان يُفاخر بها شهيد فلسطين السيّد حسن نصرالله، وقوله الشهير: ما بعد بعد بعد حيفا؟ هل تبخّرت الصواريخ؟ وطالما نحن نتحدّث عن الصواريخ الإيرانية التي كان يهدّد بها إسرائيل خاصة في حرب إسناد غزة.
وأما القول بأنّ الإيرانيين لم يعطوا للحزب الـcode أو الشيفرة للصواريخ، فيمكن أن يكن ذلك مطابقاً لقول «أبو العبد» «ليوم الحشرة»..
ثالثاً: المسيّرات وما أدراك ما المسيّرات؟ وهنا لا بدّ من العودة الى كلام السيّد حسن نصرالله شهيد فلسطين بعد عملية «البيجر»، حين قال: إنّ التفوّق الإسرائيلي علينا خاصة بعد عملية «البيجر» بالتكنولوجيا، لقد بدا واضحاً وأكيداً، بدأنا الاستعداد للتغلب على إسرائيل منذ عام 2006.
والسؤال هنا: ماذا فعلنا لكي نتجنّب هذا الخطر الكبير؟
لذلك، إذا كانت إيران الدولة العظمى التي كانت تفاخر بقول آية الله الخامنئي: إننا نسيطر على 4 عواصم عربية هي: دمشق وبغداد وبيروت وصنعاء، عاجزة عن السيطرة على الأراضي الإيرانية ولا على الأجواء الإيرانية، فكيف سيساعدونا في الدفاع عن أنفسنا في لبنان؟
بالفعل ربحنا مرّة واحدة في تاريخ حروبنا مع العدو الإسرائيلي يوم كانت المقاومة تدافع عن لبنان. بالفعل يوم كانت المقاومة الوطنية اللبنانية تدافع عن لبنان وقضيته بدءاً من العام 1982 وحتى عام 2000. 18 عاماً واللبنانيون المقاومون استطاعوا أن يجبروا إسرائيل على الانسحاب لأوّل مرّة في تاريخ العدو الإسرائيلي دون قيد أو شرط.
أما عندما تخلّى الحزب عن مبدأ المقاومة الوطنية والتحق بالدولة ليصبح حاكماً، هناك كانت السقطة الكبرى، خصوصاً أنّ الانتصار العظيم لم يستطع أن يعرف كيف يتعامل معه.
كلمة أخيرة، إيران عسكرياً كانت أيام الشاه تعتبر أهم دولة بالنسبة لأميركا، وكانت تزوّدها بأحدث الطائرات وأجهزة الدفاع، لأنها كانت الخط الأول بمواجهة الاتحاد السوڤياتي. أما اليوم، أين أصبحت إيران عسكرياً، خصوصاً أنها صرفت أموال الشعب الإيراني على مشروعين فاشلين:
أولاً: التشييع الذي كلفها أكثر من مليار دولار خلال حربها ضد العراق، ويكفي أن تكون قد دمّرت الجيش الإيراني ودمّرت معه الجيش العراقي الذي كان يشكل الخطر الأكبر على إسرائيل، إذ كان يهدّدها وهذا باعتراف مهندس السياسة الأميركية هنري كيسنجر.
ثانياً: مشروع إيران النووي الذي كلّف مئات المليارات وعشرات السنين لتأتي إسرائيل وتدمّره خلال 12 يوماً… ذلك خير دليل على عجز إيران.
لو كان هناك من يحاسب أظن أنّ هذا النظام سيكون حسابه عسيراً من شعبه.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.