إيران : قوانين الحجاب تبقى سارية وسط جدل حول تطبيقها وتزايد مظاهر التمرّد ضدّها
أكد المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية الثلاثاء أن قوانين الحجاب لا تزال سارية، وسط جدل متجدد حول تطبيق الحجاب الإلزامي في الجمهورية الإسلامية حيث يبدو أن التمرد العام على السياسة أصبح أكثر انتشارًا.
ووفق موقع “إيران إنترناشونال” جاءت تصريحات علي أصغر جهانغير بعد أن اقترح السياسي المحافظ محمد رضا باهنر أنه لا يوجد قانون ملزم للحجاب، وهو تعليق أثار جدلاً بين الشخصيات المتشددة، قبل أن يتراجع عنه لاحقاً. وبحسبه قال جهانغير إن باهنر قد “صحح بيانه” منذ ذلك الحين، مضيفًا أن تطبيق العقوبات المتعلقة بالحجاب يستمر بموجب القوانين الحالية.
في وقت سابق من هذا الشهر، قال باهنر إن قانون الحجاب والعفة، الذي “علقته بهدوء” لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في إيران في أيار، لم يعد “قابلًا للتنفيذ قانونيًا”.
وذكر أن بعض الأشخاص في إيران يصرون على أن الحجاب يجب أن يكون إلزامياً، لكنه هو نفسه “لم يؤمن أبداً بالحجاب الإلزامي ― لا من البداية، ولا الآن.”
ووفق الموقع بعد ردود الفعل العنيفة من المتشددين في طهران، تراجع باهنر يوم السبت الماضي عن تصريحاته المعارضة للحجاب الإلزامي، واصفًا إياه بأنه “ضرورة اجتماعية” وحث على معاقبة من يتحدون إلزاميته.
وجاء تراجع باهنر عن موقفه بعد رد فعل سريع من الشخصيات الإعلامية المحافظة، بما في ذلك صحيفة كيهان، التي تعمل تحت إشراف مكتب القائد الأعلى علي خامنئي. وقد كتب المتحدث باسم مجلس تشخيص مصلحة النظام، محسن دهقاني، فصل المجلس عن تصريحات باهنر، على منصة “أكس” أن تعليقات الأخير “لا تعكس الآراء الرسمية أو الوضع القانوني للمجلس.”
ويأتي تراجع باهنر في ظل موجة من الإجراءات الحكومية ضد المحلات المتهمة بعدم تطبيق قواعد الحجاب في جميع أنحاء إيران، بما في ذلك إغلاق المقاهي والمطاعم. وقد أصدرت الشرطة توجيهاً جديداً في 9 أكتوبر الحالي، تحذر فيه جميع الأماكن العامة من الالتزام بقواعد الحجاب أو مواجهة الإغلاق.
وقد أثار رئيس الجمهورية مسعود بزشكيان، جدلا بدوره بعدما قال في مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز”” الأميركية إنه لا يؤمن بـ”فرض الحجاب” وإنه يرى أن “الإكراه لا يمكن أن يحافظ على القيم الدينية”.
وأضاف بزشكيان أن حكومته لا تسعى للتصعيد في هذا الملف، بل إلى “خفض التوتر الاجتماعي والسياسي المرتبط به”.
وتظل قضية الحجاب مشتعلة في إيران منذ وفاة مهسا أميني في عام 2022، التي أشعلت احتجاجات على مستوى البلاد، حيث ترفض المزيد من النساء الامتثال لقواعد الحجاب الإلزامي في الأماكن العامة على الرغم من التحذيرات والغرامات والمراقبة.
وفي المدن الكبرى، تُرى النساء بشكل متزايد بدون حجاب في الأماكن العامة، وغالبًا ما ينشرن مقاطع فيديو على الإنترنت في ما اعتبرت مظاهر من العصيان المدني.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.