إيمان الشعب الفلسطيني أقوى من أي سلاح

32

كتب عوني الكعكي:

قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس مهدداً الفلسطينيين بأنّ «إسرائيل» لن تسمح بقيام كيان فلسطيني يهدّد أمن دولته العبرية ووجودها. كما تمادى كاتس في حديثه مهدّداً بأنه لن يسمح للفلسطينيين بأن يمسّوا حق اليهود في أرض إسرائيل (على حد قوله).

أضاف: «إذا لم تُفرج حماس عن المخطوفين ستفتح إسرائيل عليهم أبواب الجحيم».

عجيب غريب أمر هذا الوزير، وكأنه يعيش في عالم آخر، ألا يعلم هذا الوزير أن إسرائيل لم تترك نوعاً من أنواع الأسلحة والصواريخ الذكية وغير الذكية، إلاّ واستعملتها ضد الشعب الفلسطيني، الذي يجابه قذائف الموت بصدره، منذ حوالى السنتين. ولم يمر يوم واحد إلاّ وهناك غارات وقصف وتهديدات إسرائيلية. وفوق هذا كله، فإنّ إسرائيل تحاول أسبوعياً اجتياح غزة من جديد. رغم أن هذا القطاع لم يبقَ فيه حجر على حجر. ورغم أن جيش العدو لم يترك منزلاً ولا مستشفى (25 مستشفى مدمر)، ولا كنائس أو مساجد ولا مدارس ولا الجامعات، كلها لم تسلم من همجية العدو وآلة حربه. أكثر من مائة ألف قتيل، معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ، وبالرغم من ذلك كله نرى الشعب الفلسطيني البطل صامداً… ولا يمرّ يوم واحد إلاّ وهناك عمليات للمقاومة الباسلة وكمائن، مما عرّض الجيش الإسرائيلي وفرقة الجولاني للقتل المستمر، إذ يُقتل يومياً عدداً لا بأس به من الجنود. حتى أن العالم كله، لم يصدّق أن هناك شعباً كالفلسطينيين لا يزال يقاوم أكثر الجيوش تسليحاً بأحدث أنواع الأسلحة. وهذا الجيش لم يستطع حتى اليوم تحرير مخطوف واحد، ولا استطاع سحق المقاومة الفلسطينية الباسلة. فكم وكم من التهديدات التي يطلقها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وغيره من أركان حكومته اليمينية المتطرفة، وهم يتوعدون بأنهم سيلغون أهل غزة من الوجود.

وكم وكم مرة، أعلن نتنياهو أنّ هدفيه هما:

الأول- القضاء على «حماس».

الثاني- هو تحرير الرهائن.

كل هذا وأبطال «طوفان الأقصى» مستمرون في مقارعة العدو والتصدّي للاعتداءات الإسرائيلية، ويكبّدون جيش العدو الإسرائيلي خسائر فادحة.

وفي دراسة إحصائية  بسيطة خلال 700 يوم، منذ بدء عملية «طوفان الأقصى»، قتل ما لا يقل عن 1400 جندي إسرائيلي، إضافة الى المصابين والمعوقين والجرحى.

لذلك نسأل سؤالاً، كان من المفروض أن يسأله الشعب الإسرائيلي:

ماذا حقق نتنياهو من حملاته العسكرية؟ ألم يكن من الأفضل له لو قام بالاتفاق مع حركة حماس منذ البداية، ولكان وفّر على نفسه الكثير؟

نحن نعلم أنّ إسرائيل لا تستطيع أن تعيش بسلام، لأنّ السلام ينهي إسرائيل. والأخطر انه لو توقفت هذه الحرب، فإنّ هناك حرباً أعنف وأشد ستكون هذه المرّة داخل إسرائيل بين معارضي الحرب وأهالي المخطوفين. في ظل أصوات تتصاعد لمحاسبة الحكومة ورئيس الوزراء لما جرّت من خسائر، خصوصاً أن الأهداف لم تتحقق.

وهناك من يقول: إنّ نتنياهو مطلوب من محكمة العدل الدولية في لاهاي، كما أنه مطلوب بتهم عديدة من القضاء الإسرائيلي نفسه، وهو يعلم تماماً أنّ وقف الحرب ستكون نهايته السياسية.

كلمة أخيرة نقولها: إنّ الشعب الفلسطيني هو شعب جبار وعظيم… مهما قتلوا ودمّروا وسجنوا… فالإيمان الذي تتسلح به المقاومة الفلسطينية أقوى من أي سلاح.

هذا الإيمان سيحقق النصر للفلسطينيين، لأنهم يدافعون عن شعبهم وأرضهم… فالنصر حليفهم بالتأكيد.. ولن يستطيع أحد هزيمتهم. فتحية لأبطال هذا الشعب الصابر الصامد الذي يجابه القتل والتدمير والجوع وحرب الإبادة بإيمان بالله عميق.

aounikaaki@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.