اجتماع عون وبري يضع اللمسات الأخيرة على الردّ اللبناني

11

على ايقاع تقلبات الوضع السوري وتطور المواجهات في السويداء، يمضي المشهد اللبناني، بحثاً عن كيفية سدّ اي ثغرة في الداخل قد تنفذ منها محاولات نقل الفتنة السنية- الدرزية الى مناطق لبنانية تتسم بحساسية معينة. وحول مركزية هذه النقطة بالذات تمحورت حركة الاتصالات والاجتماعات اليوم متنقلة بين بعبدا والسراي وداري الفتوى والطائفة الدرزية.

وفيما تتخذ الأجهزة الامنية والعسكرية والمخابراتية اقصى درجات الحذر والحيطة لوأد اي محاولة من هذا النوع على مساحة لبنان، يتابع الرؤساء والوزراء المعنيون والقادة الروحيون التطورات ويعطون التوجيهات في الميدان لمنع تعكير الإستقرار.

اعمال العنف السورية حصدت حتى الساعة اكثر من 321 شخصاً،وافيد أن قوات العشائر السورية دخلت مدينة السويداء وأن مسيرات إسرائيلية استهدفت محيط المحافظة فجر امس . كما انتشرت فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر توجه مقاتلين من العشائر للمشاركة في معارك السويداء. ويأتي ذلك بعدما أعلنت القبائل العربية في سوريا الخميس النفير العام، وقالت إن ذلك “لنجدة عشائر البدو في المحافظة الجنوبية”.

لقاء رئاسي

 التطورات السورية، فرضت اجتماعاً بين رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ، عقد امس في قصر بعبدا. و تناول البحث الأوضاع العامة في البلاد من مختلف وجوهها، والتطورات الإقليمية الراهنة. وغادر الرئيس بري قصر بعبدا من دون ان يدلي بأي تصريح. وأفيد ان عون وبري وضعا اللمسات الأخيرة على الردّ الأميركي بشأن حصر السلاح، كما تشاورا في سبل درء الخطر الامني عن البلاد. وتوقعت مصادر دبلوماسية عودة المبعوث الاميركي توماس برّاك الى بيروت نهاية الشهر الجاري لتبلغ الرد اللبناني.

سلام يثني

 وفي موازاة المساعي المبذولة لوقف النار في سوريا، تتواصل الاتصالات في الداخل اللبناني لمنع انتقال شرارة المواجهات اليه. وللغاية، اجرى رئيس مجلس الوزراء نواف سلام اتصالاً بشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى، وأثنى على الدور المسؤول والرصين الذي أدّته المرجعيات الروحية، وفي طليعتها الشيخ أبي المنى، في تهدئة النفوس ووأد الفتنة والحفاظ على السلم الأهلي. كما تم التأكيد المشترك على أهمية صون وحدة سوريا، ورفض أي محاولة لزرع الانقسام بين أبنائها، والتشديد على أن ما يجري خارج حدود لبنان لا ينبغي أن يتحوّل إلى مادة للتأجيج الداخلي. وختم الرئيس سلام بالإعراب عن تقديره العميق لحرص شيخ العقل الدائم على وحدة اللبنانيين تحت مظلة الدولة.

دريان- ابي المنى

 وفي السياق، صدر عن المكتب الإعلامي في مشيخة العقل لطائفة الموحدين الدروز بيان اشار الى ان” شيخ العقل تلقى اتصالا هاتفيا امس من مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، للتأكيد في رسالة مشتركة على “الأخوّة الإسلامية والوطنية التي تجمع ما بين الطائفتين الكريمتين السنيّة والدرزية، من علاقات ودّ واحترام وتاريخ طويل من المصير المشترك، وإعتبار الأسى والحزن العميق إزاء ما يحصل في مدينة السويداء من نزف للدماء الزكية بين اخوة في الوطن الواحد ألماً واحداً يصيب الجميع”. واشار شيخ العقل إلى أنه وسماحة المفتي دريان أكدا خلال الاتصال، “رفضهما التام الانجرار وراء اية خطابات تحريضية، وتغطية أية أعمال استفزازية من شأنها ان تؤجج التوتر المذهبي وان تعطي صورة غير حقيقية عن علاقة الطائفتين بعضهما ببعض”.ودعيا الى “تفادي الوقوع في فخ الفتنة التي يريدها أعداء الإنسانية، في ظل مرحلة عصيبة جدا يغذّي سلبياتها بعض الإعلام بمعلومات خاطئة ومضللة احيانا كثيرة، الأمر الذي يحتاج من الجميع تغليب صوت العقل والحكمة والصبر والتحلّي بروح المسؤولية، لدرء خطر الفتنة وحقنا للدماء”. كما شددا على “رفض أية تدخلات خارجية واعتداءات تسهم في زعزعة تلك الوحدة، التي لطالما حكمت العلاقة التاريخية بين الطائفتين”. واهابا “بجميع المعنيين، بدءا من الدولة السورية التي تقع عليها المسؤولية الاولى، ومن مشايخ العقل في جبل العرب والمراجع والفاعليات الدينية والعشائر، العمل الجدّي والمجدي من اجل وقف فوري للعنف الدائر، وعدم الاستمرار في القتال بين الأخوة، وطرد المتطرّفين من بين أظهرهم، الذين يعملون على تأجيج الأزمة وتقويض الاستقرار ويساهمون عن قصد او غير قصد في تنفيذ المخططات المشبوهة”.

وعي وتضامن

 من جهتها، أعلنت قيادة الجيش – مديرية التوجيه في بيان ان “لبنان يواجه في المرحلة الراهنة مجموعة من الظروف الاستثنائية، أبرزها استمرار الاعتداءات وانتهاكات السيادة الوطنية من جانب العدو الإسرائيلي، إضافةً إلى تحديات حفظ الأمن في الداخل وضبط الحدود، فضلًا عن التطورات المعقدة في المنطقة.

إنّ الجيش لن يسمح بأي إخلال بالأمن أو مساس بالسلم الأهلي، ويؤكد في الوقت نفسه أنّ تجاوُز هذه المرحلة يتطلّب وحدة اللبنانيين وتضامنهم ووعيهم لخطورة المرحلة والتحلّي بالمسؤولية، وعدم القيام بأي عمل من شأنه أن يترك تداعيات غير محسوبة على أمن اللبنانيين”.

لجنة المراقبة

 الى ذلك، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة ، الممثّل الجديد لفرنسا في لجنة الإشراف على تطبيق وقف إطلاق النار، الجنرال فالنتين سايلير (Valentin Seiler)، بحضور السفير الفرنسي ومستشار رئيس المجلس الدكتور محمود بري، حيث تمّ استعراض الأوضاع الراهنة لاسيما الميدانية منها في ضوء مواصلة إسرائيل خرقها لوقف اطلاق النار والقرار 1701 وعمل لجنة المراقبة.

اجتماع امني

 وفي قصر بعبدا، رأس رئيس الجمهورية جوزاف عون اجتماعًا وزاريًا وأمنيًا خُصّص للبحث في الوضع الأمني، ودراسة مسألة الاكتظاظ في السجون اللبنانية نتيجة ارتفاع عدد السجناء، بمن فيهم السجناء السوريون، والإجراءات الواجب اتخاذها لمعالجة هذا الأمر، ووضع الأطر القانونية كافة التي تتيح تسريع المعالجة.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.