استياء ديبلوماسي عربي من «حدث الروشة»

كسر لقرارات الحكومة ولا يبني دولة قوية

9

الشرق – تيريز القسيس صعب

أبدت مصادر ديبلوماسية عربية في بيروت استياءها الشديد من التطورات الميدانية التي حصلت امس الاول في منطقة الروشة.

واكدت المصادر التي تعتمد بيروت مقرا لسفارتها ان هذا الاستخفاف والتعامل «غير الأخلاقي» في كسر قرارات حكومية لا يصب اطلاقا في مصلحة بناء دولة حقيقية وقوية، دولة قانون وعدالة.

واشارت المصادر التي لم تشأ ذكر اسمها: ان لبنان اليوم يمر بأدق الظروف، وهو يمتحن على المستويات كافة فإما ان تكون الدولة قادرة على فرض سيطرتها وقوتها عبر احترام قراراتها، وإما فان لبنان معرض للتفتيت والتقسيم والشرذمة، وربما تدحرج الأحداث قد يوصله الى طريق لا أحد يعلم اين تنتهي». المراجع الديبلوماسية، كشفت ان دولا اقليمية لها وزنها وثقلها على الساحة الداخلية، فتحت أقنية التواصل والاتصال مع بيروت، ونقلت عن مسؤوليها ان الدعسة الناقصة التي تعرضت لها حكومة الرئيس سلام، لا تعني اطلاقا ان عمر الحكومة قد توقف، او انه  سيصار الى سحب الدعم الخارجي والدولي لها، بل على العكس فان هذه الحادثة المستهجنة من قبل المجتمعات الدولية ستزيد من عزيمة الدولة الاستمرار في اتخاذ القرارات والإجراءات الصارمة لبناء وطن حقيقي لجميع أبنائه.، كما ستزيد من استمرار الدعم والمساعدة للحكومة لتحقيق انجازاتها لاسيما ما يتعلق بحصر السلاح بيد الدولة، والاستمرار بالاصلاحات المطلوبة.

وقالت المصادر ان الرئيس سلام تواصل مع مراجع عربية وغربية شارحا حقيقة ما حصل منذ الإعلان عن رفع صورة السيد نصرالله الى حين صدور التعميم الحكومي وإعطاء الترخيص للتجمع، وكيف تم الاخلال بالاتفاق الذي اعتمد.

الا ان مصدرا رفيعا في إحدى الدول العربية نقل عن مسؤول في حكومته ان ما حصل في الروشة ليس مجرد ذكرى بقدر ما هي رسالة سياسية واضحة أراد حزب الله ايصالها الى المهتمين على الساحة السياسية، انه لا يمكن التوصل الى اي اتفاقات او خيارات او مشاريع في لبنان بمعزل عن إشراك الحزب او التحاور معه ووضع أفق سياسي يخدم المصلحة الوطنية للجميع.

وحول الكلام عن تصعيد إسرائيلي محتمل على لبنان وعلى نطاق أوسع، استبعدت المراجع اعلاه شن اسرائيل حربا جديدة في الوقت القريب، لكنها اكدت في المقابل ان الكل يدرك ان اسرائيل لا تستأذن احدا ولا تطلب اذن احد للقيام بعملية عسكرية. فالمنطقة كلها على حافة بركان، وكل الجهود والمساعي الديبلوماسية لا تشير اطلاقا الى ان السلام المنشود الذي تسعى اليه الولايات المتحدة اصبح على قاب قوسين.

لذلك فعلى المسؤولين في بيروت التمعن في قراءة ومتابعة الاحداث والمستجدات الدولية والاقليمية.

فللبنان دور اساسي وريادي في المنطقة، ولا يمكن ان يكون منعزلا عن المتغيرات التي ستبدل معالم المنطقة باسرها.

Tk6saab@hotmail.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.