البساط ممثلاً سلام في مناسبة عودة البعثة الاقتصادية للفرنكوفونيّة

3

عُقد صباح امس مؤتمر لمناسبة عودة البعثة الاقتصادية التجارية للمنظمة الدولية للفرنكوفونيّة الى لبنان، برعاية رئيس مجلس الوزراء نواف سلام ممثلا بوزير الاقتصاد والتجارة عامر البساط، في “فندق جفينور روتانا”، حضره ممثل المنظمة الدولية للفرنكوفونية ليفون اميرجيان، الممثلة الشخصية لرئيس الجمهورية لدى الفرنكوفونية الدكتورة كارلا اده، ممثلو الشركات الفرنكوفونية واللبنانية والبعثات الديبلوماسية والاقتصادية والمنظمة الدولية للفرنكوفونية.
في البداية القى الوزير البساط كلمة قال فيها: “إنه لشرف عظيم ومسؤولية عميقة أن أقف أمامكم اليوم ممثل دولة الرئيس نواف سلام في هذا المؤتمر الافتتاحي البالغ الأهمية. إن عودة البعثة الاقتصادية للفرنكوفونية إلى لبنان ليست مجرد مؤتمر، بل هي بيان ثقة، وشهادة على الصمود، وجسر نحو ازدهارنا المشترك”.
اضاف: أتقدم بأحر عبارات الشكر للمنظمة الدولية للفرنكوفونية في الشرق الأوسط، على التزامها الثابت تجاه لبنان، وعلى إيمانها بأن وطننا، رغم ما مر به من محن، لا يزال أرضا للفرص والإمكانات. دعوني أتكلم بصراحة عن واقع لبنان اليوم. لقد مر وطننا بإحدى أشد الأزمات الاقتصادية في التاريخ الحديث: انهيار مالي شامل، وانهيار في العملة الوطنية، وشلل سياسي، وتأثيرات مدمرة للنزاعات. منذ عام 2019، شهدنا تقلصاً كبيرا في الناتج المحلي الإجمالي، وتعثر القطاع المصرفي، ومعاناة شعبنا من ظروف قاسية غير مسبوقة”.
وتابع: لكن ما أريد أن أؤكد عليه هو أن لبنان لم يكسر. لقد خضع للاختبار، وخرج أكثر صلابة، وهو اليوم في مرحلة تحول حقيقية. اسمحوا لي أن أوجز الخطوات الملموسة التي بدأنا بها:
1. إعادة هيكلة القطاع المالي.
2. تعزيز الانضباط المالي.
3. التعاون مع صندوق النقد الدولي.
4. حماية حقوق المودعين.
ولفت البساط إلى أن “جوهر رسالتنا هو: لبنان مفتوح للأعمال والاستثمار. اقتصادنا الحر، ومناخنا الاستثماري المنفتح، وقوانا العاملة المتعلّمة والمتعددة اللغات، تشكّل بيئة تزدهر فيها الشركات”.
واشار إلى وجود أربعة محاور أساسية لأي رؤية اقتصادية لبنانية:
– أولاً: رأس المال البشري والثقافي في لبنان يشكل أرضاً خصبة للتنمية:
الأعمال الإبداعية التي تعتمد على ثروتنا الثقافية والفكرية (كالضيافة، الموسيقى، السينما، والفنون).
الشركات التي تستفيد من “العلامة اللبنانية” في الضيافة والصادرات المتخصصة.
الأعمال ذات القيمة المضافة العالية (خصوصاً في الخدمات، المال، والتكنولوجيا) التي ترتكز على الكفاءات البشرية لا المادية.
الأعمال التي تستفيد من جودة الحياة في لبنان، خاصة لرواد الأعمال والشركات الناشئة.
الشركات المرتبطة بمؤسساتنا الجامعية الرائدة (من حاضنات ومراكز ابتكار).
– ثانيا: الروابط الإقليمية للبنان، جغرافيا ومن خلال الانتشار اللبناني، تفتح فرصا كبيرة للاقتصاد الوطني: خدمات النقل واللوجستيات، التصدير إلى الجوار القريب سريع النمو.
– ثالثا: مجموعات الحرفيين والمهارات المتخصصة التي يمكن توحيدها ضمن تجمعات إنتاجية تستفيد من اقتصاد الحجم.
رابعا وأخيرا: التركيز على ما يمكن تحقيقه الآن: القطاع الزراعي الغذائي بجودة عالية وعلامة تجارية قوية، السياحة الطبية والعلاجية المرتبطة بمستشفياتنا، الصناعات الإبداعية ― السينما، الموسيقى، التصميم.
وأكد البساط أن “حكومة الرئيس نواف سلام ملتزمة بخلق مناخ استثماري يستحق ثقتكم. نحن لا نطلب المساعدة، بل نقترح شراكة لبناء مستقبل من الازدهار المتبادل”. وقال “إن عودة البعثة الاقتصادية للفرنكوفونية إلى لبنان تأتي في الوقت المناسب تماما، حين تتوافر لدينا الإرادة السياسية والزخم الإصلاحي لضمان أن تكون استثماراتكم آمنة ومثمرة”.
وتوجه الى الحاضرين بالقول: ستلتقون برواد أعمال لبنانيين يملكون إبداعا ومرونة لا مثيل لهما، وستشاهدون بأعينكم شعبا مصمما ليس فقط على البقاء، بل على الازدهار.
بدوره، قال أميرجيان: يسرنا أن نطلق اليوم، هنا في بيروت، عودة البعثة الاقتصادية للفرنكوفونية، التي تنظم برعاية دولة الرئيس نواف سلام، بعد عامين من البعثة الأولى التي قادتها السيدة كارولين سانت إيلير، المديرة الإدارية للمنظمة الدولية للفرنكوفونية، في تشرين الأول 2023، تجسد هذه المرحلة الجديدة استمرارية في الالتزام والعمل، تهدف إلى تحويل الحوارات التي بدأناها إلى مشاريع ملموسة وشراكات مستدامة، وتعزيز الروابط الاقتصادية بين لبنان وجميع بلدان الفضاء الفرنكوفوني. لكنها قبل كل شيء، تجسد وفاء الفرنكوفونية وثباتها وتضامنها مع لبنان.
وتمحورت الجلسة الأولى حول: “لبنان: ملتقى الفرص والقطاعات الاستراتيجية”، اما الجلسة النقاشية الثانية كانت تحت عنوان: “أمن المعاملات المصرفية والرقمنة الإدارية: الإصلاحات الاقتصادية، ضمانة ثقة للمستثمرين”.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.