التجديد لـ”اليونيفيل” لا اعتراض عليه ويسير دون تعديلات لمهامها

29

الشرق – تيريز القسيس صعب

 

خطفت الاعتداءات المتكررة على القوة الدولية العاملة في الجنوب، والتي تزامنت مع زيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان كل الاحداث، وفتحت قنوات الاتصال الديبلوماسي بين بيروت ونيويورك للجم هذه الاحداث “غير المبررة والمدسوسة” بحسب مصدر ديبلوماسي غربي في الامم المتحدة.

وقال الديبلوماسي الذي يشغل منصبا أوروبيا في الامم المتحدة ان قوات اليونيقيل تقوم بواجباتها في الجنوب وهي تطبق القرارات الدولية الموكلة لها، وبالتالي فإن الاعتداءات المتكررة واليومية عليها تشكل حافزا خطرا على استمرار عملها وأهمية دورها.

واذ اعتبر الديبلوماسي انه مع اقتراب التجديد لهذه القوات ككل عام، تبدأ الاستفزازات والاعتداءات على القبعات الزرق من قبل مواطنين جنوبيين غير مدركين أهمية وجود هذه القوات في الجنوب والدور الذي يؤدونه جنودها لحماية الجنوبيين والحدود مع اسرائيل.

وبالتالي فإن ما يحصل ضد القبعات الزرق أمر مرفوض ومستهجن، وهو يشكل خطرا امنيا كبيرا على لبنان في حال تم سحب هذه القوات من المناطق الحدودية مع اسرئيل.

وهذا الامر تم إبلاغه للمسؤولين ولاعلى المراجع السياسية في الحكومة اللبنانية.

واشار المرجع الديبلوماسي إلى أن الامم المتحدة تتابع عن كثب التطورات الميدانية مع اليونيفيل، وهي على تواصل مستمر مع القيادة العسكرية، كما أن التنسيق قائم بشكل منتظم مع الجيش اللبناني الذي لا يتوانى في القيام بدوره وتطبيق القرارات الدولية لاسيما القرار 1701.

وختم المصدر بالقول: هناك قرارات دولية صادرة عن اعلى المراجع الديبلوماسية الدولية، وعلى جميع الأطراف دون استثناء، وتحديدا لبنان واسرائيل الالتزام بتنفيذ تلك القرارات لاسيما 1701، وذلك لمصلحة الطرفيين معا.

فالتجديد المقبل للقوات الدولية سار في اروقة الأمم المتحدة، ولا اعتراض عليه، كما أن لا تعديلات او تغيرات لدور هذه القوات او لمهماتها الميدانية.

على خط آخر، اكتسبت زيارة لودريان متابعة حثيثة من قبل المراجع السياسية خصوصا وانها تأتي  في إطار المتابعة الفرنسية للمتغيرات التي حصلت منذ تشكيل الحكومة إلى اليوم.

ورات مصادر أوروبية متابعة لزيارة الموفد الفرنسي ان هذا الأخير دعا وحث المسؤولين على أهمية استكمال الإصلاحات الاقتصادية والمالية المطلوبة، كي يتسنى للبنان الاستفادة من الدعم الخارجي والاستثمارات الأجنبية.

واكدت الجهات الديبلوماسية ان لودريان كان واضحا وشفافا لدرجة انه نقل عن لسانه قوله: “ان الإصلاحات باتت اليوم مطلبا دوليا وعربيا، والا لا يمكن لاي جهة كانت الوقوف إلى جانب لبنان ومؤازرته في اعادة الاعمار ما لم يتم التأكد من الانتهاء من الإصلاحات الملزمة”.

صحيح ان هناك انزعاجا دوليا من طريقة تعاطي الحكومة اللبنانية مع التطورات والاصلاحات، لكن في المقابل تثمن المراجع اعلاه ما انجزته الحكومة من اصلاحات حتى اليوم لكنها وصفتها بانها “غير كافية قبل أن يرتقي لبنان إلى مصافي الدول الموثوق بها. وهذا الامر ان دل على شيئ فهو ينعكس سلبا على تمكن لبنان من الحصول على المساعدات المالية المطلوبة”.

الا ان الجهات الغربية رات ان هناك تباينا واضحا في مقاربة الامور بين واشنطن وباريس.

فالولايات المتحدة تمسك بورقة تسليم سلاح “حزب الله” الى السلطة اللبنانية، وتحاول الإدارة الاميركية ممارسة اقصى الضغوط على لبنان  عبر منع تقديم المساعدات لاعادة الاعمار، حتى ولو ان بعض الإصلاحات المطلوبة قد أنجزت.

في حين ان باريس تحاول فصل المساعدات عن الشأن السياسي اي مسألة السلاح، وهي تدعو الى معالجته ضمن الاطر الحوارية والديبلوماسية.

حتى الآن، فإن عقد مؤتمر لدعم لبنان والمتوقع اوائل الخريف المقبل في فرنسا، ما زال يتخبط بامواج التجاذبات والمطالب، وتحاول باريس خرق الحواجز والعراقيل من خلال دعوة لبنان الى استكمال عملية الإصلاحات التي بدأها وتنفيذ القرار 1701.

اضافة الى ان اعين دول مجلس التعاون الخليجي مصوبة نحو الخطوات الاصلاحية المطلوبة، والاهم نحو تسليم السلاح، النقطة الاهم والاصعب لمساعدة لبنان واعادة اعمار الجنوب.

 

Tk6saab@hotmail.com

 

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.