التحضير جار لمؤتمري دعم لبنان والاولوية للجيش

لودريان يواكب بمروحة لقاءات واسعة قرارات الحكومة

4

“الشرق” – تيريز القسيس صعب

على الرغم من الأزمة السياسية والاضطرابات الشعبية التي تواجهها فرنسا، فان الاهتمام الفرنسي بلبنان، وبشخص الرئيس امانويل ماكرون يبقى مدار متابعة واهتمام بالغ لدي المراجع السياسية في بيروت .

فالموفد الرئاسي الفرنسي الى لبنان جان ايف لودريان يبدأ اليوم جولاته على المسؤولين في بيروت، حيث سيلتقي الرئيس جوزف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري والحكومة نواف سلام، كما سيزور اليرزة ويجتمع بقائد الجيش العماد رودولف هيكل.

بطبيعة الحال، فان لودريان المولج متابعة الملفات اللبنانية على المستويات كافة، بات يدرك جيدا كيفية التعاطي والتعامل مع كل الشرائح السياسية والحزبية، وهو بديبلوماسيته “المحنكة”، يستطيع إيصال الرسائل السياسية والدولية بوضوح وصراحة، واضعا نصب اهدافه مصلحة الدولة ومؤسساتها، كما الشعب اللبناني.

فزيارة لودريان ستقتصر على المسؤولين فقط، ولن يلتقي رؤساء الاحزاب والكتل البرلمانية والدينية.

اضافة الى انه لن يزور الجنوب هذه المرة، ولن يجتمع مع عناصر القوة الفرنسية العاملة في قوات حفظ السلام.

واعتبر مصدر سياسي مطلع في العاصمة الفرنسية ان زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي لها طابع مميز هذه المرة على الرغم من انشغال الاوساط السياسية والديبلوماسية في فرنسا بالمتغيرات والتطورات الداخلية.

وقالت في اتصال مع “الشرق” ان هذه الزيارة تأتي بعد القرارات المهمة والمنتظرة التي اتخذتها  الحكومة اللبنانية حول مسالة حصرية السلاح، والموافقة على خطة الجيش اللبناني في تنفيذ المهمة التي اوكلت له، اضافة الى الإجراءات التي حصلت على مستوى الإصلاح الداخلي سياسيا كان ام اقتصاديا ام قضائيا، والتي لم تستكمل بعد على الرغم من الوعود اللبنانية في تنفيذها.

واكدت المراجع التي لم تكشف عن هويتها، ان لودريان سيناقش مع المسؤولين مراحل الخطة التي وضعتها قيادة الجيش حول حصرية السلاح بيد الدولة، وكيفية تنفيذها لتتمكن الدولة من فرض سيطرتها على كامل الأرض اللبنانية، وان تكون هي الوحيدة المؤهلة لحمل السلاح والدفاع عن سيادة لبنان.

وكشفت ان المسؤول الفرنسي سينقل للمسؤولين في لبنان، الموقف الفرنسي الداعم للمؤسسات اللبنانية، وان الرئيس ماكرون يجري اتصالاته مع المراجع العربية والدولية لانجاح مؤتمر الدعم للجيش اللبناني، والذي يعتبر أولوية اليوم، وهو يتقدم على ما سواه من مؤتمرات لدعم لبنان، نظرا لاهميته في مساعدة ودعم الجيش اللبناني، وتفعيل دوره ليتمكن من بسط سيادته واستقراره على كامل التراب اللبناني.

واشارت الى ان باريس لا تربط بتاتا بين عقد مؤتمرين في نفس التوقيت، الاول لدعم الجيش، والثاني لاعادة الاعمار، وهي تقوم بما لديها من اتصالات ومشاورات مع الدول المانحة والمساهمة لانجاح المؤتمرين.

وقالت ان تحديد موعد لعقد هاذين المؤتمرين ما زال قيد الدرس، ولكن يبدو ان عقد مؤتمر دعم الجيش أولوية بالنسبة لفرنسا نظرا للمهمات التي تقع على عاتق الجيش اولا في هذه المرحلة، وهو يتقدم مؤتمر الاعمار الذي ما يزال ينتظر إصلاحات وإجراءات اضافية لم تنفذها الحكومة بعد.

من هنا، توقعت المصادر ان يعقد مؤتمر دعم الجيش في تشرين الأول المقبل على ان يليه مؤتمر إعادة الاعمار قبل نهاية العام الجاري.

واشارت الى ان الرئيسين اللبناني جوزف عون، والفرنسي ايمانويل ماكرون قد يناقشان هذا الأمر خلال القمة اللبنانية الفرنسية التي ستجمعهما في نيويورك على هامش اعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في النصف الثاني من أيلول المقبل.

وقالت المصادر اعلاه ان باريس تعول كثيرا على الخطوات “الجريئة والمهمة” التي اتخذتها الحكومة اللبنانية، وهي في الوقت نفسه تترقب الاجراءات التي ستتخذ وكيفية تطبيقها، لا سيما وأن بدء تنفيذ حصرية السلاح يعتبر الانطلاقة الفعلية نحو بناء دولة حقيقية ذات سيادة وطنية. فلا مؤتمرات دعم، ولا مساعدات لاعادة الاعمار من دون حصرية السلاح، وهذا الأمر بات مفهوما لدى كل الاقطاب من دون استثناء. فمن لديه آذان فليسمع، يختم المصدر كلامه.

Tk6saab@hotmail.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.