التفاوض ليس “جامعاً”.. تخبّط وتناقض ما كان ينقصهما إلّا بيان الحزب!
لارا يزبك
يعلن رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون منذ اسابيع، ومنذ قمة شرم الشيخ تحديدا، استعداد لبنان للتفاوض مع اسرائيل. مطلع الاسبوع، أكد خلال استقباله وفدا بريطانيا ان خيار التفاوض الذي دعا اليه لانهاء الاحتلال الاسرائيلي في الجنوب وتداعياته هو خيار وطني لبناني جامع، لكن إسرائيل لم تحدد موقفها بعد وتستمر في اعتداءاتها.
الخيار جامعٌ ووطني، بحسب الرئيس عون، لكن في الواقع، لا يبدو ان ثمة اجماعا داخليا حقيقيا عليه، كما لا تفاهم ولو بالحد الادنى، على شكل هذا التفاوض او مستواه او شروطه، وفق ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية”.
رئيس مجلس النواب نبيه بري مثلا، لا يزال يتمسك بالميكانيزم كمنصة للتفاوض، وقد كرر الثلاثاء ان “هناك آلية تسمى الميكانيزم التي تجتمع ويجب أن تجتمع بشكل دوري ويمكن الاستعانة بأصحاب الاختصاصات من مدنيين أو عسكريين إذا ما استدعى الأمر ذلك على غرار ما حصل في ترسيم الخط الأزرق أو الحدود البحرية”. بري يرفض المفاوضات المباشرة، ويرفض وفق المصادر، ان يشارك فيها اي مدني لبناني لا يكون من الخبراء او التقنيين… في المقابل، يبدو ان ثمة رأيا آخر في السلطة التنفيذية، لا يمانع مشاركة مدنيين بصفات أخرى كدبلوماسيين مثلا، اذا كان الامر يسهّل المفاوضات.
وليكتمل “صحن الفتّوش” التفاوضي، وبينما يفترض ان يكون بري ينطق، بموقفه وموقف الحزب، خرج حزب الله ببيان مسهب اليوم وجهه الى الرؤساء الثلاثة اعلن فيه ان “في التورط والانزلاق إلى أفخاخ تفاوضية مطروحة، المزيدَ من المكتسبات لمصلحة العدو الإسرائيلي الذي يأخذ دائماً ولا يلتزم بما عليه، بل لا يعطي شيئاً. ومع هذا العدو المتوحش والمدعوم من الطاغوت الأميركي لا تستقيم معه مناورة أو تشاطر”، مضيفا “لبنان معني راهناً بوقف العدوان بموجب نص إعلان وقف النار والضغط على العدو الصهيوني للالتزام بتنفيذه، وليس معنياً على الإطلاق بالخضوع للابتزاز العدواني والاستدارج نحو تفاوض سياسي مع العدو الصهيوني على الإطلاق، فذلك ما لا مصلحة وطنية فيه وينطوي على مخاطر وجودية تهدد الكيان اللبناني وسيادته”.
لا وضوح اذا ولا وحدة موقف لبناني ازاء المفاوضات بل مواقف وتخبط. لهذا السبب ربما، لا تعليق اميركيا بعد على انفتاح لبنان على خيار التفاوض.
ويبقى الاهم وفق المصادر، ان لبنان متلهٍّ بأمور كثيرة ويحاول الهروب الى الامام واغراء الأميركيين بأنه منفتح على التفاوض، علّ ذلك يقيه من الحرب، فيما المطلوب منه واحد، حصر السلاح.
بعد تصلّب حزب الله اليوم، هل يضع لبنان الرسمي حدا له؟ هل تتمسك الحكومة بتنفيذ قرار حصر السلاح ويقول الرئيس عون، الذي بيده صلاحية التفاوض، “الامر لي”؟ ربما بعد ذلك، “يرد” علينا الاميركيون ونحمي انفسنا من الحرب الآتية، تختم المصادر.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.