التنير “للشرق” نعوّل على الزوار الخليجيين متوقعا زيادة النشاط التجاري وعبود، لقرار رفع الحظر أهمية كبرى في المفهوم السياحي متوقعا موسم واعد

بعد الإمارات الأنظار تتجه الى الكويت والمملكة  العربية السعودية

40

كتبت ريتا شمعون

بعد حظر استمرّ منذ العام 2021، حطّت ثلاث طائرات إماراتية الأربعاء الماضي في مطار بيروت، على متنها عدد من الإعلاميين والمواطنين الاماراتيين، ، تنفيذا لقرار دولة الإمارات العربية المتحدة  الذي يسمح لمواطنيها بالسفر الى لبنان، والذي دخل حيذ التنفيذ ابتداءً من 7 أيار الجاري.

قرار رفع حظر السفر شكّل  واحداً من القضايا التي ناقشها الرئيس جوزف عون مع الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في إطار تطوير مستوى العلاقات اللبنانية- الإماراتية خلال زيارته الى أبوظبي.

فعلى رغم أن الأوضاع الأمنية لا تزال متقلبة، يتطلع الكل الى موسم سياحي واعد، فتعددت الخطوات من أجل نجاحه ومعلومات متداولة أشارت الى أنه  سيتم إنشاء غرفة عمليات سياحية بالتنسيق بين وزارات السياحة والداخلية والدفاع والأشغال العامة وايضا سيتم التنسيق مع وزارة الإقتصاد لمتابعة موضوع الأسعار وعدم إستغلال السياح.

وعلى أمل ان تحذو الدول الخليجية الأخرى حذوها ليكون صيف لبنان 2025 عارما يعوّض من خلاله القطاع السياحي والإقتصاد خسائر ما حرمته منه الظروف الأمنية، كيف ستكون تداعيات القرار الإماراتي على صيف 2025 المرتقب؟ وهل هذا القرار سيكون مقدمة لعودة السياح الخليجيين خصوصا مع تلميحات سعودية وكويتية للحاق بالخطوة عينها قريبا؟

نائب رئيس جمعية تجار بيروت جهاد التنير رحّب بالخطوة، وقال في حديث لجريدة ” الشرق” إنها تؤكد على عودة لبنان الى محيطه العربي، وتسهم في رفع مستوى التعاون الاقتصادي بين لبنان ودولة الإمارات.

وأضاف، تحتفظ دولة الإمارات العربية المتحدة بموقعها في صدارة قائمة الدول العربية الإقتصادية ، وتمتلك واحداً من أكثر الاقتصادات نموا في غرب آسيا،  مشيرا الى ان هذا القرار من شأنه أن يساعد في عملية النهوض الإقتصادي في لبنان ، لتتصل بعملية الدعم السياحي، مضيفا: بلا أدنى شكّ فإن قرار وقف حظر سفر المواطنين الإماراتيين اللى لبنان سيفتح آفاقا جديدة من التعاون بين الدولتين،  آملاَ ان  ينسحب هذا الدعم الإماراتي على دول خليجية واقليمية مثل السعودية والكويت، مضيفا: الأنظار تتجه الآن الى الكويت التي يزورها الرئيس جوزف عون لاعادة وصل ما انقطع مع دول الخليج، خصوصا ان الكويت أصرّت على الدعم الدائم للبنان،  وكذلك المملكة العربية السعودية علّ قرارات رفع الحظر تتوالى ليستعيد لبنان موقعه الطبيعي كبلد سياحي، مثنيا على الجهود  التي يقوم بها رئيس الجمهورية والحكومة في هذا الإتجاه.

اقتصاديا يرى التنير، أن القرار الذي دخل حيّز التنفيذ لا يقتصر على إعادة حركة الطيران فقط، بل يعتبر رسالة واضحة تؤكد عودة الثقة  الى لبنان والإنفتاح على تعاون اقتصادي وسياحي، الذي يعوّل على الزوار الخليجيين خصوصا في مواسم الصيف، متوقعا زيادة النشاط التجاري، ويزدهر فيه التسوق، وهو الأمر الذي نتوقع حصوله.

وبالعودة الى تاريخ وجود الماركات العالمية في بيروت، يؤكد التنير، أنه في العام 2005 كان لبنان وجهة الماركات العالمية الأجنبية لدرجة أن أي ماركة إن لم تكن موجودة في لبنان فهي غير موجودة في الشرق الأوسط،  اليوم اختلف الحال فالأزمات  الإقتصادية – المالية المتلاحقة  والظروف الامنية قضت على وجود عدد كبير من الماركات العالمية في حين انتشرت في دول الخليج لا سيما دبي واتخذت قرارها تبعا لعدة أسباب أحدها الآداء وليس فقط الأزمة الإقتصادية، وتقدمت دولة الإمارت العربية والسعودية وقطر وغيرها من الدول العربية على الدور الريادي للبنان في هذا المجال دون ان يفقد ميزته الاستقطابية لهذه العلامات التي عززت القطاع الوحيد الذي كان يرتكز عليه الاقتصاد اللبناني.

وتمنّى التنير، أن تواكب وزارة الإقتصاد أسعار الفنادق والمطاعم وغيرها من الخدمات  باتخاذ إجراءات تمنع إستغلال السياح والمصطافين الخليجيين، حيث يعتبر السائح الإماراتي من الأكثر إنفاقا خلال تواجده في لبنان، نسبة للسياح الآخرين، كاشفا عن ان بعض الإماراتيين بدا بإعادة تأهيل ممتلكاته في لبنان في مناطق عدة، الأمر الذي سيحرك العجلة الإقتصادية، مشيرا الى ان عدد السائحين الإماراتيين في لبنان بلغ في العام 2019  نحو 47 ألف سائح، قائلاَ: نأمل أن يعيش القطاع السياحي هذا الصيف مجد العام 2019.

واعتبر أن عودة السياح الخليجيين سترتد بشكل إيجابي على القطاع السياحي، مع الإشارة ان الدورة السياحية ، تبدأ بمكاتب السياحة والسفر، من ثم مكاتب ايجار السيارات،  وتكتمل بالفنادق وتنتهي بالShopping  في المناطق اللبنانية كافة، وإذا كان لبنان متأثرا في هذه المرحلة بضجيج التحضيرات للصيف وبات كل شيء فيه ينبض بالإستعداد للمواسم المقبلة، فالأهم انه مطالب بتعزيز الإستقرار الإقتصادي والأمني والإجتماعي.

وعلى امل أن تسير باقي الدول العربية على خطى الإمارات ليبقى السؤال: كيف سيكون المشهد لجهة عدد السياح والحركة التي قد يشهدها الإقتصاد اللبناني؟

في الواقع يجيب نقيب أصحاب مكاتب السفر والسياحة  في لبنان جان عبود متفائلاً: ويؤكد في حديث لجريدة ” الشرق” أن هناك مؤشرات إيجابية تبشر بموسم صيف واعد ، خصوصا مع قرار دولة الإمارات العربية رفع الحظر عن سفر مواطنيها الى لبنان ، وهو ما يمكن أن يحدث تغييرا حقيقيا في اقتصاد القطاعات السياحية.

ويرى عبود،  أن خبر رفع الحظر عن سفر الإماراتيين الى لبنان، بعث التفاؤل في النفوس، فمن شأن قرار مماثل أن ينعكس إيجابا على الموسم السياحي المقبل.

ويذكر عبود، أن  الموسم السياحي يبدأ عادة من تاريخ 21 من نيسان من كل عام، ومع اقتراب أشهر الصيف يزيد عدد الحجوزات تدريجا، إلا ان الأرقام تبلغ الذروة في الموسم السياحي لجهة السياحة وحركة المطار بين 15 من حزيران الى 15 من شهر أيلول، بالتالي ، تعتبر أشهر الصيف أساس للسياحة في لبنان.

ويقول عبود، لقرار رفع الحظر أهمية كبرى، ففي المفهوم السياحي تشكل الجالية العربية 40% من مجموع السياحة الواردة، كما كان الخليجيون يسهمون بنسبة 22% من السياحة العربية مشيرا الى ان مدة إقامة الخليجي في لبنان تتجاوز تلك التي يمضيها سياح آخرون على اختلاف جنسياتهم وقد تصل الى 25 يوما وعلى رغم أن المصريين والأردنيين والعراقيين استمروا بالقدوم الى لبنان، إلا ان مدة إقامتهم لا تطول وقد تتخطى أربعة أيام كمعدل عام، كما أن نسبة الإنفاق اليومي بالنسبة اليهم قد لا تتخطى 300 دولار أميركي في اليوم، فيما معدل الإنفاق اليومي للخليجي كان يقارب 5 آلاف دولار أميركي،  لذلك ففي الفترات التي كان الخليجيون يحضرون فيها الى لبنان يلفت عبود، كانت مساهمة السياحة في الإقتصاد تبلغ 11 مليار دولار أميركي.

إلا انه وخلال السنوات الأخيرة الذي شهد لبنان تقلبات سياسية وأمنية  شكل المغتربون اللبنانيون الركيزة المستدامة والرافعة الأساسية للقطاع السياحي وللإقتصاد على الرغم من الأخطار وارتفاع الأكلاف.

ويتابع  عبود، مع رفع حظر سفر الخليجيين كافة الى لبنان ، يتوقع أن تزيد معدلات الإنفاق وأن يشهد لبنان موسما سياحيا غير مسبوق، والتاثير لا يقف عند القطاعات المباشرة، قائلاً: إن عودة الزخم السياحي ستنعكس على قطاعات غير مباشرة مثل النقل، خدمات الدعم والحرف اليدوية المحلية، ونشهد حركة جيدة في الأسواق في محاولة لاستعادة مكانة لبنان كوجهة سياحية عالمية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.