«الحفاظ على صور» ترفع الصوت عالياً ضد انتهاكات الجيش للأماكن الأثرية

21

عقدت الجمعية اللبنانية للحفاظ على صور مؤتمرا صحافيا في نقابة الصحافة، تناولت فيه المخالفات الجارية في محمية صور الطبيعية، في حضور نقيبي الصحافة والمحررين عوني الكعكي وجوزيف القصيفي وشخصيات ثقافية واجتماعية.

بداية النشيد الوطني، فترحيب من نقيب الصحافة الذي أشار الى أن «صور هي من المدن التراثية المهمة في لبنان ومن لا يتعرف عليها لا يعرف لبنان». وحيا «الرجل الوطني كاظم الخليل بما له من مواقف وطنية مؤثرة في لبنان».

ثم تحدثت رئيسة الجمعية الدكتورة مهى الخليل الشلبي، مشيرة الى «ان ما نشهده من اعتداءات ممنهجة على منطقة جفتلك رأس العين يستدعي وقفة ضمير، وهو ما يدفعنا إلى إطلاق نداء للإضاءة على الانتهاكات ومطالبة الجهات الرسمية بتحمّل مسؤولياتها قبل أن يُمحى ما تبقى من هذا التراث الحي». وقالت: «نطلق هذا النداء، دون أن نغفل عن الوضع المأساوي في الجنوب، وعن الجرائم الإسرائيلية المتواصلة وتهجير سكان المناطق الحدودية، ما يزيد من فداحة ما يواجهه أهلنا وبيئتنا وتراثنا من أخطار مصيرية».

وعرضت الخليل لما يجري منذ مطلع أيلول 2024  من تنفيذ إنشاءات لبناء مشروع كبير في منطقة جفتلك رأس العين الشواكير، يتضمن ابنية مخصصة بشكل رئيسي كبير للاستعمال المدني والتجاري (يقال بانه يتضمن إنشاء نحو 150 محلا تجاريا ومطعما، وشقق سكنية)، ويتضمن كما يقال ناديا للجيش وثكنة، وذلك على املاك الدولة المخصصة لاستعمال قيادة الجيش العليا. وهذه الاشغال واقعة على عقارات مدرجة على قائمة الجرد العام للأبنية الاثرية (…)». وأشارت إلى أن «الأسبوع الماضي، وتحديدا في 28 أيار، شهد اندلاع حريق كبير في المحمية الطبيعية، أسفر عن التهام مساحات شاسعة من الغطاء النباتي، في حلقة جديدة من مسلسل الإهمال والتعدّي على أحد أبرز كنوز لبنان، رغبة بإخلاء ممر الى شاطىء البحر مباشرة».

وإذ أسفت  «لزج وزارة الدفاع الوطني والجيش في مثل هذه العملية التجارية (…)»، طالبت بالوقف الفوري للمشروع تطبيقا لأحكام القانون، واعتماد الشفافية الكاملة بشأن العقود والوثائق (…) وقالت: «يبدو أن الجرائم بحق صور لا سقف لها، وكأن هناك من يسعى عمدا إلى تشويه وطمس آثار هذه المنطقة التاريخية الفريدة، متجاهلا تماما قيمتها كإرث عالمي يستحق الحماية (…)».

وسألت: «إلى متى يستمر هذا الاستهتار بالبيئة والتراث وبالقانون وبالقضاء؟ ومتى يعتمد المسؤولون في لبنان مقاربة علمية مدروسة بدلا من العشوائية المُدمرة؟». وقالت: «نحن اليوم أمام لحظة مفصلية، فإما أن ننهض معا لحماية ما تبقى من ثروات الوطن، وتراثه هو الثروة الكبرى بلا منازع وإما أن نصمت ونترك الإهمال والتعدي يقضيان على ما لا يمكن تعويضه. إن محمية شاطئ صور الطبيعية ليست قضية محلية فحسب، بل مسؤولية وطنية وحتى دولية».

وختمت الخليل بتوجيه «نداء عال إلى فخامة رئيس البلاد العماد جوزاف عون، نطالبه بتطبيق القانون، إيمانا بما وعد به أن لا أحد فوق القانون. ونحن على ثقة تامة بأن الانتهاكات الحاصلة في محمية شاطئ صور لا تمت بصلة إلى نهج فخامته، هي الغريبة عنه. نداؤنا موجه إلى كل مسؤول وصاحب ضمير، الوقت لا يحتمل المزيد من التسويف أو التواطؤ بالصمت».

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.