“الخليج”: إسرائيل تتعامل مع المنطقة كفضاء قابل للتقسيم على أسس طائفية وعرقية

12

أشارت صحيفة “الخليج” الإماراتية، إلى أن “رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وأعضاء حكومته المتطرفة لا يعدموا وسيلة لتأكيد إصرارهم على رفض السلام، والتمسك بفكرهم الصهيوني القائم على التوسع، واللجوء إلى القوة لتحقيق حلم إسرائيل الكبرى، لذلك كانت حربهم المدمرة على قطاع غزة ولبنان، وهم في سلوكهم هذا لا يلتزمون بالاتفاقات والقرارات والمواثيق الدولية من منطلق أنهم خارج أية مساءلة وحساب أو عقاب”.

وأوضحت أنه في قمة شرم الشيخ الأخيرة تم التوقيع على “وثيقة السلام”، لعلها تشكل مدخلاً لنهاية حرب الإبادة في قطاع غزة، و”إحلال سلام دائم في الشرق الأوسط، وتحقيق الأمن والاستقرار والفرص لجميع شعوب المنطقة”، لافتة إلى أن “هذا الالتزام يبدو لم يصل إلى مسامع نتانياهو، أو أنه لا يعنيه، وهو في الغالب يرى أن المقصود به غيره وليس هو، لأنه يريد تشكيل منطقة على مقاسه تخدم المشروع الصهيوني الذي يجاهر به في أن تكون إسرائيل صاحبة اليد الطولى التي تقرر مصيرها، بحيث تخضع المنطقة لترتيبات القوة. والخريطة التي يحلم بها نتانياهو وحكومته تتسع للتعامل مع دول المنطقة كفضاء حيوي مفتوح لإعادة تشكيل ما تيسر”.

وأشارت إلى أنه “في آخر مواقف نتانياهو التي تعّبر عن الهدف، وهو موقف ليس جديداً في كل حال، تأكيده أمس بأن القوات الإسرائيلية ستبقى في المناطق التي سيطرت عليها في سوريا بعد سقوط النظام السابق في اكانون الأولا الماضي، وتجريد جنوب سوريا من السلاح، وحماية الدروز في منطقة السويداء. وزعم أن الاحتلال الإسرائيلي للمنطقة يأتي بدعوى منع التهديدات الأمنية”.

ورأت أن “إسرائيل تمارس هذه الغطرسة من منطق القوة، واستثمار الهشاشة التي تنخر الإقليم، وهي تستند إلى استراتيجية متدرجة لقضم المزيد من الأرض العربية وتجاوز كل الخطوط الحمر، وإجبار الدول العربية على توقيع اتفاقات سلام من خلال الابتزاز والتوسع وعمليات الردع، والتعامل مع المنطقة كفضاء قابل للتقسيم على أسس طائفية وعرقية. وما مزاعم حماية طائفة الموحدين الدروز في سوريا إلا أحد أوجهه”.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.