الرئيس الأميركي ترامب يوجه رسالة إلى الخامنئي

21

كتب عوني الكعكي:

وجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسالة شفهية الى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران عبر وزير الداخلية الباكستاني سيّد نتوري… أكد الرئيس الأميركي فيها ما يردّده علناً، أنه لا يسعى الى حرب مع إيران، بل يريد لها أن تستعيد مكانتها في المنطقة والمجتمع الدولي، وأنّ عليها النظر الى حرب الـ12 يوماً كدرس عملي قيّم، وأنه لا يمكنها التعويل على روسيا أو الصين، ولا حتى على أذرعها في العراق ولبنان وغيرهما. وأنها ستكون وحيدة في أي مواجهة جديدة مع تلّ أبيب وواشنطن.

إلى ذلك، نصح ترامب المرشد بالتفكير جيداً، في الطريقة التي تخّلت فيها موسكو عن الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد. واعتبر أن طهران لن تكون أكثر أهمية لموسكو من سوريا التي كانت حليفتها الرئيسية، وبالتأكيد فإنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيتخلى عن إيران، كما أن الصين لن تتجرّأ على مواجهة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

كما تحدّث الرئيس الأميركي في رسالته عن شرطين فقط للاتفاق مع طهران:

الأول: أن توقف بشكل ملموس سعيها الى تصنيع سلاح نووي.

الثاني: أن تضع حدّاً لعدائها مع إسرائيل، وتندمج بالشكل الذي نراه مناسباً مع مشروع السلام الإقليمي الذي تقوده واشنطن. وأنه في حال وافقت على هذا الإطار العام فإنه يمكن تحضير لقاء بأسرع وقت بين المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف ووزير الخارجية عباس عراقجي للحديث عن التفاصيل، وأنه مستعد شخصياً للقاء المرشد لتوقيع اتفاق تاريخي.

وبيّـن ترامب أنّ إيران أمام خيارين:

– الذهاب الى مستقبل زاهر إذا وافقت على الانخراط الإيجابي مع المطالب الأميركية.

– أو أنّ ما سيصيبها سيكون أعظم بكثير مما شهدته، في إشارة الى شنّ ضربات جديدة ضدّها.

وفي رسالة ضمنية الى موسكو وبكين، قال خامنئي وكأنّه ردّ على رسالة ترامب: «على الأصدقاء والأعداء أن يعلموا أنّ إيران لن تكون ضعيفة، فيدها مملوءة في الساحة العسكرية والساحة الديبلوماسية».

إشارة الى ما بثته شبكة «ان بي سي نيوز N.B.C» الإخبارية الأميركية أنّ ترامب رفض الشهر الماضي ضربة أكثر شمولاً لإيران، عرضتها عليه القيادة الوسطى في الجيش الأميركي.

وبحسب الشبكة الأميركية، فإنّ هناك نقاشات داخل كل من الحكومتين الأميركية والإسرائيلية، حول ما إذا كان ينبغي تنفيذ ضربات إضافية على المنشأتين اللتين لم تدمّرا كلياً، إذا لم توافق إيران قريباً على استئناف المفاوضات مع إدارة ترامب بشأن الاتفاق النووي، أو إذا ظهرت مؤشرات على أنها تحاول (أي طهران) إعادة بناء المنشآت.

إنطلاقاً مما جاء في رسالة الرئيس الأميركي الى مرشد الثورة الإسلامية في طهران، نرى أنه على إيران أن تذهب الى الحل السلمي.. لأنها لا تملك الإمكانيات لمجابهة أقوى دولة في العالم، والتي تتمتع بمؤهلات عسكرية غير موجودة في أي بلد ثانٍ في العالم.

والحقيقة التي لا لبس فيها، أن أميركا اليوم هي أقوى دولة في العالم، وللعلم فإنها الدولة الوحيدة في العالم التي ينتشر جيشها في كل أنحاء المعمورة.

aounikaaki@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.