الرئيس الإيراني بزشكيان يعيش في كوكب زُحَل
كتب عوني الكعكي:
الرئيس دونالد ترامب يرغب أن يحلّ موضوع المفاعل النووي الإيراني بطريقة سلمية، وقد أعلن ذلك عدّة مرّات، خصوصاً عندما جاءه رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو طالباً الإذن بضرب المفاعل النووي الإيراني، فقال له: «الأمور تعالج بشكل إيجابي».
وعلى ما يبدو، فإنّ الإيجابية التي يبديها الرئيس ترامب لم تُفهم نظام الملالي أنّ صبر الرئيس ترامب لن يكون بلا حدود.
لذلك، فإنّ تصريح الرئيس مسعود بزشكيان: «لن نموت من الجوع. وإنّ إيران قادرة على الصمود ولن تحتاج الى أحد إذا انتهت المفاوضات مع أميركا بشأن البرنامج النووي من دون اتفاق».
أضاف مسعود قائلاً: «سنجد مئات الطرق للصمود والتغلب على الحظر والمشاكل».. أما في الجانب الايراني، فعلى ما يبدو فإنّ الرئيس الايراني مسعود بزشكيان لا يعلم ماذا حدث لمشروع ولاية الفقيه.. وأين كان وأين أصبح؟
لذلك رأيت أن أذكّره ببعض الكوارث التي تعرّض لها مشروع ولاية الفقيه، وأبدأ بسوريا ثم أتابع…
هل يعلم الرئيس الإيراني ان الرئيس الهارب بشار الأسد ترك سوريا هارباً تاركاً جيشه وشعبه في حالة انهيار كامل؟
وهل يعلم كم دفعت إيران في سبيل المحافظة على نظام الأسد… حيث تقول المعلومات إنّ الدعم الإيراني المباشر كلف إيران حوالى 1000 مليار دولار، بين أموال وأسلحة ومشاريع في سوريا… وبناء مناطق خاصة للتشييع كلها سقطت في أسبوع واحد بعد صراع دام 14 سنة؟
وبسقوط سوريا سقط معها مشروع ولاية الفقيه في لبنان، لأنّ لا سلاح سيصل الى حزب الله.
الصدمة الكبرى الثانية، كانت سقوط حزب الله بدءاً بعمليات القضاء على 4000 مقاتل من نخب «الحزب» الذين تعرّضوا لعملية التفجير بـ «البيجر»، وقضت على 1000 مقاتل و1000 فقدوا أبصارهم و1000 فقدوا أرجلهم و100 لا يزالون يعانون من أمراض نفسية بسبب الانفجار.
من ناحية ثانية، أذكّر أن الانهيار الكبير الثالث هو القضاء على قائد المقاومة شهيد فلسطين السيّد حسن نصرالله ومعه جميع قادة الصف الأول من الحزب ونائبه وخليفته السيّد هاشم صفي الدين.
وأمام الانهيار العسكري للحزب، اضطر الحزب الى توقيع اتفاقية وقف إطلاق نار مع إسرائيل أقل ما يُقال فيها إنها اتفاقية إذلال للحزب.
وهنا لا بُدّ من التذكير بالفرص التي عُرضت على الحزب.. ولو قبل بها لكان الحزب اليوم هو الحاكم الوحيد للدولة اللبنانية… بدءاً بالانسحاب الإسرائيلي عام 2000 من دون أية شروط، وهذه كانت المرّة الاولى التي ينسحب فيها الجيش الإسرائيلي من أراضٍ عربية احتلها بدون أي شرط مسبق… و11 فرصة خلال أعوام 2023 و2024 و2025.
إذ جاء الى المنطقة المبعوث الأميركي آموس هوكستين بعد 7 أكتوبر 2023، وعرض على الحزب انسحاباً إسرائيلياً كاملاً من لبنان بما فيها النقاط الخمس والـ23 التي يدور الخلاف حولها، بالإضافة الى إعادة النظر في اتفاق الترسيم البحري الذي أبرم سابقاً وتحسين شروطه لصالح لبنان.
وللمعلومات فقط، نذكّر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان ان حزب الله تكبّد منذ عام 1983 حوالى 70 مليار دولار كمصاريف وذلك حسب تصريحات السيد القائد حسن نصرالله حين قال: «إنّ أموالنا تأتي من الجمهورية الإسلامية في إيران، وكذلك سلاحنا وأكلنا وشربنا وكل ما نحتاج إليه». كل هذا يا سيادة الرئيس ذهب ولم يعد.
كذلك سقط مشروع ولاية الفقيه في العراق وهو يعاني هناك الكثير من الصعوبات والمضايقات، ولم تعد السلطة تستجيب لإيران، إضافة الى أن إيران طلبت من ميليشياتها الطائفية الشيعية التي أسّستها أن لا تتحرّك.
يبقى من مشروع ولاية الفقيه فقط في اليمن الذي أصبح منكوباً بسبب الصواريخ التي يرسلها الى مطار بن غوريون، فيأتي الرد العنيف من إسرائيل، حيث دمّر محطات توليد الكهرباء ودمّر عدداً كبيراً من المدن اليمنية، وأصبحت حالة اليمن سيّئة جداً، لا بل أصيب اليمن بنكبات بدون أي نتائج إيجابية تُذكر.
وفي ظلّ هذه الانهيارات المتلاحقة لولاية الفقيه، نعيد ما ذكرناه في عنواننا: هل الرئيس الإيراني بزشكيان يعيش في كوكب زُحَل، مبتعداً عن الواقع؟
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.