الرئيس القبرصي يعرض مع بارودي ملف الطاقة في لبنان والشرق الأوسط

3

في ظل محادثات ترسيم الحدود البحرية في شرق المتوسط، استقبل الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس  امس الخبير في سياسات الطاقة الدولية رودي بارودي الذي سلّمه نسخًا من أحدث كتابَين له: “تسوية الحدود البحرية في شرق البحر الأبيض المتوسط: مَن التالي؟”، و”مفتاح واحد، جوائز متعددة: تسوية الحدود البحرية بين قبرص ولبنان وسوريا”.

وأوردت الصحافية القبرصية أن “بارودي، المعروف بدعمه الطويل للحوار والدبلوماسية والتنمية السلمية كأفضل السبل لتحقيق الاستقرار في منطقة الاورو-المتوسط، قال إنه شعر بـ”الشرف والفخر لاستقباله من قبل الرئيس القبرصي”.

وأشرت إلى أن “الرئيس خريستودوليدس ونظيره اللبناني الرئيس جوزيف عون، قد اتفقا في تموز الماضي على بدء مفاوضات فنية بين بلديهما بهدف التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن خط الحدود البحرية. ويأمل الجانبان أن يجني كل منهما فوائد كبيرة من هذا الاتفاق، لا سيّما أن وجود حدود بحرية مرسّمة ومعترف بها سيسهّل جذب الاستثمارات الأجنبية اللازمة لتطوير موارد النفط والغاز في المياه الإقليمية لكل من قبرص ولبنان.

وقال بارودي بعد الاجتماع: إن التوصل إلى اتفاق بين البلدين سيفتح أبوابًا واسعة أمام قبرص ولبنان معًا. الرئيس القبرصي يمتلك رؤية طموحة في السياسة الخارجية، وخصوصًا في ما يتعلق بخطط بلاده خلال النصف الأول من عام 2026، عندما ستتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي.

وأضاف: كما انتهزت الفرصة لأتمنى لفخامة الرئيس كل التوفيق في هذه المهمة، خصوصًا أنه من المتوقع أن تركز ليس فقط على تعزيز تماسك أوروبا، بل أيضًا على تعزيز دور قبرص كجسر يربط بين أوروبا وجيرانها.

وبحسب الصحافة القبرصية، “تعمل نيقوسيا على إعداد جدول أعمال طموح لفترة رئاستها، بالتنسيق مع الدنمارك، الرئيس الحالي للاتحاد، وبولندا التي ستتسلم الرئاسة بعدها. وتُعرف هذه الشراكة بـ”الرئاسة الثلاثية”، وتهدف إلى ضمان الاستمرارية والتنسيق بين الدول المتعاقبة على قيادة الاتحاد الأوروبي”.

وتذكّر بأن “بارودي، ومنذ العام 2011، حين بدأت تظهر الإمكانات الكاملة لموارد الهيدروكربونات البحرية في شرق المتوسط، لعب دورًا رياديًا في دعم مشاريع ومقترحات تهدف إلى تحويل قبرص إلى مركز إقليمي للطاقة. فقد قدّم في عشرات الدراسات والمقابلات والمؤتمرات، تحليلات اقتصادية تدعم فكرة تحويل الجزيرة إلى مركز لمعالجة وتوزيع الغاز لدول الجوار وأوروبا.

وتشمل هذه الرؤية مشاريع كبرى مثل:

– إنشاء خط أنابيب غاز تحت البحر يصل إلى البرّ الأوروبي،

– إقامة مصنع للغاز الطبيعي المسال يُعد الأكبر في تاريخ قبرص،

– إنشاء وحدات تخزين وتغويز عائمة في عرض البحر لتزويد الأسواق البعيدة عبر السفن”.

وقال بارودي في هذا السياق: كل هذه الدراسات والعوامل التي تناولناها، ما زالت تحتفظ بأهميتها لغاية اليوم. فقبرص تمتلك الموقع الجغرافي المثالي، وتكاليف الأراضي المناسبة، والعلاقات الجيدة مع جيرانها، ما يجعلها شريكًا مثاليًا في تصدير الطاقة، وقاعدة قوية لمنطقة أكثر استقرارًا وازدهارًا.

وختمت الصحافة القبرصية: الجدير ذكره بأن السيد رودي بارودي قد ألّف كتباً ودراسات عدة تناولت كيفية الاستفادة من أدوات الأمم المتحدة القائمة لمساعدة الدول الساحلية على ترسيم حدود بحرية عادلة ومنصفة، مما يسهم في خفض التوترات وتحقيق مكاسب اقتصادية واجتماعية كبرى.

كما كتب وتحدث علنًا عن فرص متعددة للتعاون الإقليمي، من شبكات الكهرباء المترابطة ومزارع الرياح البحرية، إلى الإدارة المشتركة للمناطق البحرية المحمية.

وفي عام 2023، مُنح بارودي جائزة القيادة عبر الأطلسي من شبكة القيادة عبر الأطلسي، وهي مؤسسة فكرية مقرّها واشنطن، وذلك تقديرًا لـ”مساهماته القيّمة في بناء شرق متوسط سلمي ومزدهر”.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.