الراعي: الأوطان لا تُبنى بالشعارات والوعود بل بالعطاء

CREATOR: gd-jpeg v1.0 (using IJG JPEG v62), quality = 100
5

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، والقى عظة بعنوان: «كنت جائعا فأطعمتموني». وقال :(…) «كنت جائعًا» لا تعني فقط من جاع إلى الطعام، بل من جاع إلى الكلمة، إلى العدالة، إلى الحقيقة، إلى الاحترام. «كنت عطشانًا» لا تُختصر بالماء، بل بكل من عطش إلى المحبة، إلى الحنان، إلى الأمان (…)».

وتحدث عن لبنان، فقال: «(…) إن لبنان، وطن الرسالة، يُمتحن اليوم أمام الله والتاريخ. يُمتحن في مدى التزام مسؤوليته بخدمة الإنسان، وفي مدى وفاء شعبه لقيم الحقّ والكرامة والعدالة (…)».

ورأى ان «المسؤولية الوطنية في لبنان تبدو، أكثر من واجب إداري أو سياسي، إنها واجب روحي وأخلاقي» . فلبنان ليس ملكا لأحد، بل هو وديعة الله في أيدينا جميعًا. كل مسؤول هو وكيل، وكل مواطن هو خادم»(…)». لافتا الى ان «الإنجيل يذكّرنا بأن خلاص الأوطان يبدأ من خدمة الإنسان. فمن يطعم الجائع، يسند وطنًا، ومن يسقي العطشان يروي جذور الكرامة، ومن يفتح بابًا للرجاء يغلق باب الجحيم».

وقال: «هكذا تُبنى الأوطان، لا بالشعارات بل بالفعل، لا بالوعود بل بالعطاء، لا بالخوف بل بالإيمان. نريد وطنًا يضمّد جراحه بالصلاة، ويستعيد عافيته بالمحبة، ويواجه الظلم بالحق، وينهض من بين الركام بإرادة الحياة». أضاف: «لبنان مدعوّ إلى قيامة جديدة، لا بالسياسة فقط، بل بروح الخدمة التي تحدّث عنها الإنجيل اليوم: خدمة متواضعة، صادقة، نقيّة، تُعيد إلى مؤسساتنا معناها، وإلى سلطتنا بعدها الأخلاقي، وإلى شعبنا كرامته المفقودة. فلنسمع جميعًا صوت الدينونة الآن قبل أن يُقال لنا يومًا: «كنتُ جائعًا فلم تطعموني، عطشانًا فلم تسقوني، غريبًا فلم تؤووني».

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.