الراعي: لاستخلاص العِبر من تجربة الحرب في زمن تتفتّت فيه المنطقة وتنهار الدّول
رأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قداسا احتفاليا في كنيسة سيدة ايليج سلطانة الشهداء في ميفوق – القطارة قضاء جبيل، بدعوة من رابطة سيدة ايليج، عاونه فيه راعي ابرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون، رئيس دير سيدة ميفوق الاب ناجي ابي سلوم، في حضور المطرانين الياس نصار وخليل علوان، ولفيف من الكهنة والآباء وخدمته جوقة الأحبّة بقيادة مرسال بدوي. بعد الانجيل المقدس القى البطريرك الراعي عظة: «نقف اليوم عند الذكرى الخمسين لاندلاع الحرب اللبنانيّة (1975 -2025). نصف قرن مرّ على حرب عصفت بلبنان، دمّرت الحجر والبشر، وخلّفت جراحًا لم تلتئم بعد. هذه الذكرى ليست مناسبة لفتح الأحقاد، بل هي محطّة لاستخلاص العبر. خمسون عامًا كشفت لنا حقيقة واحدة: أنَّ لبنان، رغم النّزاعات والاحتلالات والمؤامرات، ظلّ صامدًا لأنَّ الله حماه بيده. «صانه ربُّه لمدى الأزمان»، شهداؤنا الأبرار هم الذين جسّدوا هذه الحقيقة بأجسادهم ودمائهم ، قاوموا الإلغاء والاحتلال والتّقسيم، وسقطوا لكي يبقى الوطن حيًّا، إنَّ ذكراهم ليست مجرّد صفحة من الماضي، بل هي ضمير حاضر ينادينا جميعًا: أن نصون ما ضحّوا لأجله، وأن نبني وطنًا يليق بتضحياتهم. في زمن تتفتّت فيه المنطقة، وتنهار فيه الدّول، وأمام رياح العنف والاقتتال، يبقى لبنان علامة فارقة ورسالة رجاء. لبنان ليس ساحة، بل وطن رسالة، دوره أن يكون واحة حريّة وتعدّديّة وكرامة إنسانيّة. لكن هذا الدّور يتطلّب وحدة وطنيّة، والتزامًا بالعيش المشترك الحقيقي، لا بالشّعارات، بل بالفعل والإرادة».
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.