الراعي: لبنان ليس ذاهباً إلى الزوال وواقعه الدقيق يدعو إلى الحياد

الكعكي: التعايش في لبنان حضاري ونقيض للنموذج العنصري في الكيان الصهيوني

13

التقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل امس، في الصرح البطريركي في بكركي، رؤساء تحرير، محررين واعلاميين من عدد من الوسائل الإعلامية اللبنانية، بحضور وزير الإعلام د. بول مرقص، نقيبي الصحافة والمحررين عوني الكعكي وجوزيف القصيفي، رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران أنطوان نبيل العنداري، مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري عبدو ابو كسم، رئيس «تجمع موارنة من أجل لبنان» المحامي بول كنعان، وذلك في اطار اليوم العالمي التاسع والخمسين لوسائل الإعلام ورسالة قداسة البابا فرنسيس بالمناسبة، والتي حملت عنوان «شاركوا بلطف الرجاء الذي في قلوبكم».
استهل اللقاء الذي تخلله حوار بين الحاضرين والراعي وقاده الإعلامي وليد عبود، بتلاوة قانون الإيمان للإعلاميين الذي اعده المركز الكاثوليكي للإعلام في لبنان، والذي شدد فيه على «ضرورة ان تكون قضية الإعلام اللبناني هي لتثبيت اللبنانيين في ارضهم وتعزيز وحدتهم وصولا الى بناء جمهورية الاستقرار والرخاء والسعادة».
ورحب العنداري بالحضور، داعيا الى «تجنب الإساءات والتشهير في الإعلام واعتماد لغة احترام الآخر والمجتمع».
مرقص
وكانت كلمة لوزير الاعلام بول مرقص، توجه فيها الى الاعلاميين: «نلتقي اليوم ونحن في عهد جديد، يحمل وعدا بمصالحة اللبناني مع ذاته، مع دولته، مع تاريخه وحاضره وغده ومستقبله. عهد يقوده فخامة الرئيس جوزاف عون، بروح اصلاحية، وبوصلة سيادية، وارادة قوية، ارادة بإعادة بناء الدولة كقيمة ومعنى. ومن هذا الرجاء الجديد، نتطلع الى اعلام متجدد، يصنع الوعي، يشارك في الشأن العام، ويرعى الهوية الثقافية والروحية والوطنية للبنان «. أنحني امام صمود الاعلام اللبناني، امام تعبه، امام ايمانه بأن لبنان ليس قضية خاسرة، بل وطن يقاوم بالنور، ويشفى بالحقيقة.
الراعي
وأكد الراعي في كلمته ان «لبنان ليس ذاهبا إلى الزوال»، وقال: «ان يدا الهية ترعاه والا كان تفكك»، مشيرا الى ان «واقعه الدقيق يدعو إلى الحياد وقد ذكره رئيس الجمهورية في خطاب القسم ومن الضروري ان تدعمنا الدول لتحقيق ذلك».
وشدد البطريرك الراعي في اللقاء الاعلامي الخاص الذي ينظمه المركز الكاثوليكي للإعلام، لمناسبة «اليوم العالمي الـ59 لوسائل الإعلام» والسنة اليوبيلية «الرجاء لا يخيب» في بكركي على وجوب انسحاب اسرائيل من التلال التي تحتلها كي يفعل رئيس الجمهورية فعله في نزع سلاح حزب الله».
اضاف: «عندما يعيش لبنان استقرارا اقتصاديا وسياسيا يستفيد من هذا الوضع الجميع، والهجرة اليوم تطال المسلمين والمسيحيين، وللأسف لبنان لا يقدم الفرص للشباب، وهذه مأساتنا، ولكنهم استطاعوا تحقيق ذاتهم، و نأمل أن تقوم الدولة اقتصاديا ليبقى شبابنا في وطنهم».
وسأل الراعي: «لماذا اسرائيل لا تزال في الجنوب ولماذا حزب الله لا يسلّم سلاحه وبالتالي لا إعادة اعمار».
ورأى ان على الدولة القيام بالاصلاحات اللازمة للمحافظة على الشعب اللبناني.
ودعا «الإعلاميين والاعلاميات الى ان يكونوا ناقلي الرجاء، ولكن في بعض الأحيان التواصل لا يولد الرجاء، إنما الخوف ،اللاثقة، الشك، الاثارة، والأذية لذلك وكما يقول قداسة البابا يجب نزع سلاح الإعلام وتطهير التواصل من كل روح عدوانية».
قصيفي
وكانت مداخلة لنقيب المحررين تمنى فيها: «ان تشمل اللقاءات المقبلة زملاء لنا من مختلف الطوائف والاتجاهات وأن يسودها عصف فكري تتمخض عنه افكار جديدة يمكن أن تؤسس إلى فهم مختلف لبعضنا البعض، يساعد على إعادة وصل جسور التفاهم العميق بما يؤدي إلى تثبيت أسس الوطن على قاعدة اكثر صلابة من تلك التي نحن فيها. ونحن نعول على حكمتكم ومكانتكم المتقدمة وطنيا وروحيا في إطلاق ديناميات حوار وتواصل بعيدا من التجاذبات السياسية الضيقة الافق، والمعقدة والمتداخلة، لأنه لا قيامة للبنان من دون نقاش جاد، وهادف، يحترم الحق في الاختلاف وقبول آلاخر، والرغبة في التوافق على النقاط الجامعة التي تحتضننا تحت خيمة وطن الارز الذي ارتضيناه جميعا وطنا نهائيا لجميع ابنائه».
الكعكي
وكانت مداخلة للنقيب الكعكي الذي هنأ الراعي على سلامته بعد الحادث الذي تعرض له ، وتمنى له دوام الصحة . كما شكر المطران العنداري والخوري ابو كسم على تنظيم هذا اللقاء .
ونوه الكعكي بكلمة البطريرك الراعي لما تضمنته من قيم وحقائق.
وتوجه الكعكي الى القصيفي مؤكدا ان وجود نقيب الصحافة في هذا اللقاء يعني ان كل الطوائف اللبنانية ممثلة لا سيما وانني مسلم وامي مارونية ، وهذه مفخرة ، ونحن نجسد القيمة الحقيقية للبنان ، وهي التعايش الاسلامي المسيحي.
واستذكر النقيب الكعكي كلام الرئيس الشهيد رفيق الحريري عندما قال : لقد اوقفنا العد ، وايا تكن الارقام فاننا نتمسك بالمناصفة والتعايش .
واضاف : لبنان من دون المسيحيين ليس لبنان، والكلام عن هجرة عالية عند المسيحيين لا يغير في حقيقة ان لبنان لا يمكن ان يقوم وبستمر من دون مسيحيين.
واعتبر ان لبنان يدفع ثمن خطأ كبير ارتكبه العرب بحقه من خلال اتفاق القاهرة الذي جلب النزاع الى ارضه فجاء الاسرائيلي ثم الايراني ووقع الخراب. واليوم فان موضوع السلاح انتهى من حيث الجدوى ولا بد من بسط سلطة الدولة على كل الاراضي اللبنانية.
وحذر النقيب الكعكي من مخططات اسرائيل تجاه لبنان فقال: ان النموذج اللبناني بالتعايش الحضاري والديني هو نقيض للكيان العنصري الصهيوني ، ومن هنا هذه الرغبة الاسرائيلية الدائمة بتدمير لبنان ، وليس من قبيل الصدفة انه عند بداية كل صيف تشن اسرائيل الحرب لتقضي على موسم الاصطياف عندنا.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.