الراعي: لبنان يحتاج رحمة سياسة ليست ضعفاً بل قوة تصنع التغيير
ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس» اليوم الدولي للأشخاص ذوي إعاقة»، في بكركي، وألقى عظة شكر فيها مكتب راعوية الأشخاص ذوي إعاقة في الدائرة البطريركية، على تنظيم هذا الاحتفال». وقال: «نرفع صوتنا اليوم عاليا لنقول: إن الأشخاص ذوي إعاقة ليسوا على هامش المجتمع، ولا على أطراف الدولة، بل في قلبها (…) وتأمين حاجاتهم، وتأمين أجورهم، وتسهيل حياتهم، ليس خدمة اجتماعية، بل واجب وطني وإنساني، وربح كبير لمجتمعنا (…)».
وتطرق الى زيارة البابا لاوون الرابع عشر، التي «ستبقى محفورة في تاريخ بلدنا»، وقال: «(…) كانت كلمات البابا، في عظاته وخطاباته، دعوة واضحة إلى المصالحة، إلى إعادة بناء الثقة، إلى أن يعيش لبنان رسالته في التنوع، وأن يصنع من جراحه جسرا للحوار (…)».
أِضاف: «لبنان اليوم محتاج إلى الرحمة، رحمة تفهم حاجته، وتداوي أزماته، وتعيد إليه وجهه الحقيقي (…)». لبنان يحتاج إلى رحمة على مستوى السياسة كي تتحول السلطة إلى خدمة، والحكم إلى مسؤولية، والقرار إلى ضمير. على مستوى الاقتصاد كي تفتح أبواب العمل، وتنقذ العائلات من أثقال الأزمة. على مستوى المجتمع كي يبقى الإنسان في قلب الاهتمام، بكرامته، وقدرته، وحقوقه. على مستوى الشراكة الوطنية كي تعود الثقة بين مكونات الوطن، ويعود لبنان بلد العيش معا، لا بلد الانغلاق والخوف».
ورأى ان «الرحمة ليست ضعفا في السياسة، بل هي قوة تصنع التغيير (…) نحن في لبنان: نحتاج إلى صوت يشبه صوت يوحنا، صوت يوقظ الضمير، وينادي بالعدالة، ويعلن أن المستقبل ممكن، وأن القيامة تبدأ من كلمة، ومن جرأة، ومن قرار».
وقال: «إن اسم المرحلة رحمة، واسم الحكم خدمة، واسم السياسة ضمير، واسم الدولة كرامة الإنسان. نحن بحاجة إلى رحمة تترجم بمسؤولية صادقة، احترام القانون، حماية الضعيف، دعم المؤسسات، خلق فرص للمستقبل، ورؤية لا ردات فعل».
وختم الراعي: «العالم كله اليوم يبحث عن رحمة، لكن لبنان أكثر من يحتاج إليها، لأن الرحمة وحدها تغير المسار وتفتح الطريق (…)». يمكن لرحمتنا السياسية والاجتماعية أن تفتح طريق القيامة الوطنية. فلنصل، كي تكون ولادة يوحنا علامة لولادة لبنانية جديدة، وكي يتحول بكم الواقع إلى كلمة حق، وصمت المؤسسات إلى مبادرات، وعقم السياسة إلى مشاريع حياة».
ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها المطران الياس عوده خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس. وألقى عظة، مما قال فيها: «لأن وطننا منحن بسبب ثقل ما عاناه من خضات وفراغات ومآس وحروب، وما ناله خلال عقود من زعمائه وحكامه وأحزابه المنشغلين بمصالحهم، غير آبهين بمصلحة الوطن، على أبنائه وحكامه وكل الزعماء والمسؤولين، الوقوف بتواضع وانسحاق أمام الله وضمائرهم، وطلب الشفاء من الإنحناء المزمن والأمراض الخبيثة، معلنين توبتهم عن كل المعاصي، وتغيير سلوكهم، وفتح صفحة جديدة مبنية على الصدق والمحبة والرحمة والتواضع، والشهادة للحق والخير، والتزام قضايا المجتمع والإنسان».
كما شدد على «الحفاظ على القيم الروحية والأخلاقية، واعتماد الحوار عوض التقوقع، والإنفتاح عوض الحرب، وابتغاء الخير العام عوض المصلحة الشخصية، عل الرب يشفي بلدنا، ويشرق عليه نوره السماوي، ويمنحه السلام والإستقرار اللذين يصبو إليهما أبناؤه، فيستعيد حريته ودوره وتألقه».
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.