الراعي: لنرفع صوتنا في وجه كل من يهدّد وجودنا وكياننا ورسالتنا ولا يمكن للوطن أن ينهض إلاّ إذا اجتمع أبناؤه حول مشروع وطني
ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد الثاني عشر من زمن العنصرة في كنيسة الصرح البطريركي في الديمان. وألقى عظة ، وجه فيها دعوة الى “كلّ مسؤول في الدولة، إلى كلّ سياسيّ، إلى كلّ مواطن، ليدركوا أنّ الإيمان الحقيقيّ يُترجم في الأمانة، في الإصلاح، في التمسّك بالوحدة الوطنيّة، وفي العمل لأجل الخير العام لا المصالح الضيّقة”.
ولفت الى ان “الوطن لا يُبنى بالصراعات بل بالثقة. لا ينهض بالوعود بل بالأفعال. لا يحيا بالشعارات بل بالعدل والحقّ”، (…)”، وقال: “نحن مدعوون للخروج من حدود إنقساماتنا ومخاوفنا، لنرفع صوتنا بوجه كلّ من يهدّد وجودنا وكياننا ورسالتنا”.
أضاف: “يحتاج لبنان اليوم إلى إيمان حيّ يُترجم بالثبات في الأرض، بالمحافظة على الكرامة الوطنيّة، بالدفاع عن سيادته على كامل أرضه، وعن حرّيته، وبإيجاد سياسات اقتصاديّة واجتماعيّة تقي أبناءه من الهجرة، ومن بيع أراضيهم”.
ورأى ان “مسؤوليّة القيّمين على الشأن العام كبيرة؛ فعليهم أن يتخطّوا منطق المصالح الشخصيّة، وأن ينفتحوا على الخير العام، ويضعوا خدمة الشعب قبل خدمة الذات”، مشددا على السايسيين “الإصغاء إلى صرخة الشعب المقهور، ووضع يدهم بيد الآخرين من أجل قيام دولة السيادة الكاملة والعدالة والقانون. ولا يمكن للوطن أن ينهض من أزماته، إلّا اذا استعاد قيم الإيمان والرجاء، وإذا اجتمع أبناؤه حول مشروع وطنيّ جامع، لا حول مصالح ضيّقة وانقسامات قاتلة (…)”.
الخازن مشيداً بكلام البطريرك:
وضع الأصبع على جوهر الأزمة
علق عميد المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، على ما قاله البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي في عظة الأحد، مشيدا “بالكلمة الجريئة التي أطلقها، والتي وضعت الإصبع على جوهر الأزمة التي يعيشها لبنان، مذكّرة الجميع بأنّ الوحدة الوطنية والتفاهم هما الخيار الوحيد لإنقاذ الوطن”.
أضاف: “لكنّ المخاطر التي تتهدّد لبنان اليوم لم تعد مجرّد احتمالات، بل باتت أخطارًا داهمة تهدّد كيانه ومستقبله. إنّ الانقسام الداخلي، والانهيار الاقتصادي، والتجاذبات السياسية، والتدخلات الخارجية، كلها عوامل تتكامل لتدفع بالوطن نحو المجهول”.
ورأى الخازن “إنّ الاستمرار في المماطلة، والرهان على الوقت، والتعاطي بخفّة مع هذه التحدّيات، لن يقود إلا إلى الانفجار الكبير الذي لا ينجو منه أحد”، داعيا كل القوى السياسية والروحية والاجتماعية إلى “الإصغاء بجدية إلى نداء غبطته، والتخلّي عن الحسابات الضيقة قبل فوات الأوان. فلبنان يقف اليوم على حافة الانهيار الشامل، وأي تهاون أو تجاهل سيجعلنا نخسر ما تبقّى من مقوّمات الدولة والكيان”.
وختم: “إنّ كلمة اليوم هي جرس إنذار أخير: إمّا أن نتوحّد لإنقاذ لبنان، أو نتحمّل جميعًا مسؤولية سقوطه أمام التاريخ والأجيال القادمة”.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.