الردّ اللبناني الموحّد على ورقة باراك: الانسحاب والأسرى مقابل تسليم السلاح

12

الشرق- تيريز القسيس صعب

يتحضر لبنان الرسمي للرد على ورقة المطالب الأميركية التي حملها المبعوث الأميركي الى الشرق الاوسط توم باراك عندما زار بيروت للمرة الاولى.

فلبنان الذي يتحصن بالموقف الموحد لتقديم رده، ينتظر وصول باراك في النصف الأول من تموز الحالي، وهو في هذه الفترة يجري سلسلة اتصالات ومشاورات داخلية يقودها الرئيس جوزف عون ورئيس مجلس الوزراء نواف سلام، ليبنى على الشيء مقتضاه.

وتتحدث المعلومات بان لبنان لن يتنازل عن حقه وسيادته مقابل ضغوط اميركية تمارس عليه سياسيا واقتصاديا. وان رده سيكون تسليم السلاح مقابل انسحاب من النقاط الخمس.

صحيح ان هذا الأمر لن يكون دفعة واحدة بل على مراحل، لكن نوايا تسليم سلاح الحزب أصبحت اليوم أكثر تفعيلا، وأن السياسة الدبلوماسية باتت سياسة تنفيذية اكثر من انها سياسية تحاورية.

فزيارة المبعوث الأميركي، والمتوقعة قريبا ستحسم الجدل القائم حول مسألة تسليم سلاح الحزب، وسيتم  تقديم رؤية لبنانية موحدة تتضمن خطة واضحة لآلية حصر السلاح بيد الدولة.

اما بالنسبة الى المهلة الزمنية، فلا مؤشرات واضحة حتى الساعة في انتظار إقرار هذا الموضوع في مجلس الوزراء.

هذا وتحدثت معلومات موثوقة في الإدارة الأميركية، والتي رفضت تسميتها خلال اتصال لـ»الشرق» أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد يرسل خلال الأيام المقبلة مسؤولا رفيع المستوى إلى اسرائيل لاجراء محادثات تتعلق بوقف الحرب في قطاع غزة، ووقف الاعتداءات والخروق الأمنية الإسرائيلية في لبنان، وصولا إلى اتفاق نهائي.

وقال المرجع أعلاه أن الولايات المتحدة تكثف اتصالاتها ومشاوراتها مع الجهات الدولية والعربية معا، والمؤثرة على الجبهة الداخلية اللبنانية، وهي بالتالي تركز على كيفية وضع الآلية الممكنة للضغط أكثر على الدولة اللبنانية وعلى حزب الله لإجبارهما على سلوك المسار الذي يفرضه الأميركيون، مع التشديد على ضرورة اجراء الإصلاحات التي يطالب المجتمع الدولي والعربي بانجازها وإقرارها لاسيما الإصلاحات المالية التي تهدف إلى إغلاق مؤسسة القرض الحسن، ومكافحة اقتصاد «الكاش» ومراقبة شركات الصرافة المرتبطة مباشرة بالتحويلات المالية العائدة إلى حزب الله.

وتتوقع المراجع الأميركية أنه في حال التوافق على الرد اللبناني، فمن المفترض أن تبدأ الولايات المتحدة بالضغط على إسرائيل للانسحاب من إحدى النقاط التي تحتلها، تضامنا مع بدء الجيش اللبناني العمل على تسلّم أسلحة من مخازن ومواقع للحزب في شمال نهر الليطاني.

وهكذا يستمر تطبيق الاتفاق من كلا الطرفيين تسليم وانسحاب، ليصار من بعدها البحث في مسألة تسليم الأسرى ثم المرحله النهائية ترسيم الحدود البرية.

أمام هذا الواقع هل سيتمكن حزب الله من إظهار النوايا الحسنة، وتطبيق ما هو مطلوب منه، ام ان خاصرة لبنان ستبقى ضعيفة تستقوي عليها النزاعات الدولية والاقليمية لمكاسب تتمسك بها على طاولة التفاوض؟

الجواب سيتوضح خلال الأسابيع المقبلة، عله يحمل في مضمونه طريقا للخلاص من عذابات اللبنانيين، كل اللبنانيين من دون استثناء.

Tk6saab@hotmail.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.