الرفاعي: الذي يريد الخير لهذا البلد لا يشعل فيه ناراً

8

اعتبر مفتي محافظة بعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي أن «فتن الداخل تكاد تُعمينا عن مشهد العدو، وتُحيل أنين الغزيين إلى مجرد صوت باهت في خلفية المشهد. نقاتل بعضنا، ونتبارى في تجريح الظهر الواحد، بينما عيون العدو تراقب وتضحك».

ورأى في خطبة الجمعة أن «الذي يريد الخير لهذا البلد لا يشعل فيه نارًا. لا يبيع خصومه للفتنة، ولا يجمّل العجز بالشعارات. نحتاج إلى حكمة، لا إلى صراخ. إلى صدق، لا إلى مزايدات (…)». وقال: «مع اشتداد الفتن، لا نجاة إلا بإتقان الرؤية والعمل. لا نُخدع بالشعارات ولا تجرّنا العواطف. نُحكّم شرع الله، نلزم جماعة العلماء، نزن الأمور بالمصلحة الشرعية، ونقف حيث يجب الوقوف».

أضاف: «نحتاج إلى من يُتقن الكلمة قبل أن ينطقها، والموقف قبل أن يُعلنه، والفعل قبل أن يباشره. الإتقان ليس رفاهية، بل هو طوق النجاة، وسلاح من لا سلاح له، وخط الدفاع الأول عن الأمة في زمن العجز والخيانة».

واعتبر أن «ما يجري في سوريا، والتمادي الصهيوني فيها، يُظهر أن العدو لا يميز. من تحالف معه فهو خائن، لا يُمثّل طائفة ولا مذهبًا. والعدو يُجهز للضربة المقبلة، ولا يُبقي حليفًا له إلا وقد استنفد أغراضه منه».

وأشار إلى أن «غزة هي المَثل. قلة متقنة صنعت ملحمة. بلا طعام ولا دواء، لكنها تملك الإخلاص، والبصيرة، وحسن العمل. لذلك صمدت، وفضحت، وكشفت، وأرعبت. غزة ليست بقعة، بل بوصلة، ومنهج، ودرس للأمم».

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.