السلاح في لبنان ليس لبنانياً… إنه إيراني
كتب عوني الكعكي:
من يظن أن السلاح الموجود عند حزب الله هو سلاح لبناني، واهم، واهم، لأنّ الحقيقة هي أن هذا السلاح هو سلاح إيراني.
لو عدنا الى ما قاله شهيد فلسطين السيّد حسن نصرالله في أحد خطاباته حين قال: «إنّ أموالنا وأكلنا وشربنا وسلاحنا وطبابتنا كلها تأتي من الجمهورية الإسلامية في إيران».. لعرفنا أن السلاح بين أيدي الحزب هو سلاح إيراني. فهل يوجد كلام أوضح من هذا الكلام…
من ناحية ثانية، المناسبة التي تحدّث بها الشيخ نعيم قاسم هي مناسبة استشهاد أحد أبرز المقاتلين أو المسؤولين في الحرس الثوري ويدعى محمد سعيد إيزدي، والمعروف لدى الجميع باسم «الحاج رمضان».
إنّ ما جرى في مجلس الوزراء لم يكن عادياً، لأنه أكد أن البلد منقسم الى فريقين: فريق يرفض أي سلاح خارج الدولة، أي خارج الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي. وفريق يريد أن يكون تابعاً للجمهورية الإسلامية في إيران لسببين:
السبب الأوّل هو أن هذا السلاح جاء من إيران، وأشرف عليه عدد من ضباط الحرس الثوري وعلى كيفية استعماله.. وهم لغاية اليوم لا يزالون موجودين، وقد قتلت إسرائيل عدداً كبيراً منهم آخرهم الحاج رمضان.
السبب الثاني هو أنّ إيران هي التي تعطي السلاح والأموال للحزب… لذلك كما يقول المثل الفرنسي: الذي يعطي هو الذي يأمر (Qui donne ordonne).
لم يكن توقيت خطاب الأمين العام الجديد للحزب الشيخ نعيم قاسم صدفة، بل كان مخططاً له مسبقاً، والاتهامات التي أطلقها ليست جديدة، لكن الجديد هو تهديد إسرائيل بصواريخ تصل الى تل أبيب.
السؤال البسيط: إذا كان الحزب يملك صواريخ تصل الى تل أبيب، فلماذا لم يستعملها؟ وما الغاية من تخبئتها؟ وهذا يذكرني بنكتة أبو العبد وهو يحمل مسدسين، حين سُئل: لماذا تضع مسدسين على خصرك؟ فأجاب: «لوقت الحشرة». فقال له صديقه: «يا أبا العبد وهل يوجد حشرة أكثر من هذه الحشرة، لقد اعتدوا على أم العبد».
بالعودة الى تهديد الشيخ نعيم قاسم، لا بدّ من السؤال: لماذا لم يطلق الصواريخ التي هدّد بها الشيخ نعيم على إسرائيل منذ دخول الحزب المعركة مع إسرائيل في 8 أكتوبر عام 2023 يوم قرّر شهيد فلسطين السيّد حسن نصرالله الدخول في معركة إسناد غزة؟
الغريب العجيب أنّ ما يُقال هو إن الصواريخ الدقيقة التي يملكها الحزب بحاجة الى معرفة الـcode «الشيفرة» وهي بأيدي ضباط إيرانيين من الحرس الثوري، وهم الذين منعوا الحزب من استعمالها.
إنطلاقاً مما حدث في مجلس الوزراء، علينا أن ندرك أنّ الرئيس جوزاف عون والرئيس نواف سلام انطلاقاً من حرصهما على الأمن القومي، وعلى دخول البلد في حرب أهلية، انطلقا من خوفهما على السلم الأهلي، لذلك استنتجا أن بضعة أيام لا تقدّم ولا تؤخر مقابل الوصول الى حلّ لقضية السلاح، خصوصاً أنه يوجد إجماع على أنّ سلاح الحزب والذي يتلقى أوامر إطلاقه من إيران لم يعد صالحاً، وأنّ الأحداث الأخيرة بدءاً من دخول الحزب في حرب مساندة غزة بتاريخ 8 أكتوبر عام 2023 ولغاية إعلان وقف إطلاق النار بتاريخ 27 تشرين الثاني (نوفمبر) 2024.
لقد ثبت أنّ سلاح الحزب لم تعد له فعالية، وأنّ ما حصل في عام 2000 في 25 أيار (مايو) يوم أعلنت إسرائيل انسحابها من الأراضي اللبنانية بدون أي شرط، وكانت المرّة الأولى في تاريخ إسرائيل التي تنسحب من أراضٍ محتلة بدون شروط. وهنا يمكن القول إن عهد السلاح قد انتهى، وحقّق أمنية كل لبناني شريف.
أما ما حصل عام 2006 يوم قرر الحزب خطف جنديين من جيش العدو الإسرائيلي تحت نظرية «تحرير أسرانا»، يومذاك تأكد أن السلاح الموجود بيد الحزب لم يعد يجدي. وللتذكير فإنّ حرب 2006 كلفت اللبنانيين 5000 قتيل وجريح من الشعب ومن الجيش ومن المقاومة، إضافة الى 15 مليار دولار لإعادة الإعمار تحت نظرية «لو كنت أعلم».
وتأكيد المؤكد، ما حصل مؤخراً يوم قرّر شهيد فلسطين السيّد حسن نصرالله دخول حرب مساندة أهل غزة، إذ وصلنا الى انهيار كامل على الصعيدين البشري والعسكري.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.