الفلسطيني يتمسّك بأرضه.. واليهودي يهرب

2

كتب عوني الكعكي:

لا نبالغ حين نقول إنّ الفلسطيني متمسّك بأرضه. وأكبر دليل على ذلك أن الجيش الإسرائيلي ومنذ عملية «طوفان الأقصى» في 7 أكتوبر 2023 وحتى اليوم بآلته العسكرية ورغم القتل والتدمير الذي لا يتوقف ولو ليوم واحد، ظلّ الفلسطينيون صامدين. والأخطر أن مليوني فلسطيني يعانون من المجاعة حسب تقرير المنظمات الإنسانية العالمية. وبالرغم من ذلك، فإنّ الفلسطينيين كما ذكرت، لا يزالون متمسّكين بأرضهم ويعتبرون أنّ لا بديل غير أرض فلسطين.

بالمقابل، تفيد تقارير إسرائيلية أنّ الهجرة الإسرائيلية ومنذ اليوم الأول لعملية «طوفان الأقصى»، بدأت تتضاعف، وعندما تدخل «الحزب» في 8 أكتوبر بناءً على قرار شهيد فلسطين أمين عام الحزب السيّد حسن نصرالله هرب 80 ألف مواطن من شمال فلسطين.

لقد أدّى تصاعد العنف وحملات القتل والتدمير في غزة، الى موجة من الهجرة حيث تواجه الدولة العبرية هجرة الأدمغة وانكماش النمو السكاني.

وتفيد معلومات «ميدل إيست آي» Middle East Eye أنّ أكثر من 82 ألف مواطن إسرائيلي غادروا البلاد في عام 2024، نظراً لاستمرار الحكومة في حربها الوحشية على غزة.

وأفاد المكتب المركزي للإحصاء في إسرائيل أنّ 82700 شخص غادروا إسرائيل في عام 2024، بينما عاد 23800 منهم فقط.

وربط المكتب بين ازدياد عدد المهاجرين بالحروب التي تخوضها وتشنها إسرائيل في لبنان وغزة وسوريا واليمن.

كذلك، كشف المكتب عن معلومات تفصيلية تفيد بأنّ:

أ- 40600 إسرائيلي غادروا البلاد على المدى الطويل في سبعة أشهر فقط. وهو ارتفاع مذهل بنسبة 59 % مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023 عندما غادر 25500 شخص فقط.

إلى ذلك، تسلّط هجرة العقول التي غالباً ما تكون من الأطباء والمهنيين ذوي المهارات العالية بالضوء على توجّّه سائد بين النخبة الاسرائيلية، الذين يعتقدون بشكل متزايد أنّ لا مستقبل لهم في البلاد وبدونهم قد يكون مستقبل إسرائيل نفسه على المحك وفي خطر.

ب- أصبحت الجنسية الإسرائيلية عبئاً ثقيلاً على المواطنين في الدولة العبرية. فقد ازدادت أعمال العنف بين المواطنين، وشعر الإسرائيليون بأنّ نهاية دولتهم باتت قريبة.

ج- إحدى الدول التي يتوجه إليها الإسرائيليون هي ألمانيا. فالمهاجرون يتقدمون بطلبات للحصول على الجنسية الألمانية. وقد كثر الطلب في الأشهر التسعة الأولى من عام 2024. وهو رقم قياسي أكثر من ضعف 9178 طلباً تم تقديمها عام 2023، ويتجاوز بكثير 5705 طلبات تم تقديمها عام 2022.

د- تستثني الأرقام الأخيرة للإحصاء المواطنين الإسرائيليين المقيمين في بلدان أخرى مثل الولايات المتحدة.

هـ- يؤكد الارتفاع الحاد في أعداد المغادرين خيبة الأمل المتزايدة تجاه إسرائيل، حيث تدفع الحرب المدمّرة على غزة الكثيرين الى البحث عن أماكن للهجرة.

و- صحيح أنّ الإسرائيليين كانوا يهاجرون قبل «طوفان الأقصى» في السابع من أكتوبر، لكن كثرة المغادرين توحي أنّ الحرب على غزة هي سبب هجرة الإسرائيليين بهذه الأعداد. وقد زادت الحرب على إيران من تصميم الإسرائيليين على مغادرة «فلسطين المحتلة».

ز- في المقابل، نرى أن الفلسطينيين يرفضون ترك الأرض، رغم الحصار وحرب التجويع والإبادة، مما يؤكد أنهم أصحاب الأرض الحقيقيين. وهم مؤمنون بأنهم قادرون على استعادتها ولو طال الزمن.

باختصار… تصرفات نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة، وحرب الإبادة التي تشنّ على غزة… ستكون المسمار الأقوى الذي سيدق في نعش الدولة العبرية قريباً.

وأخيراً، ما يثير غضب نتنياهو أن الهدفين اللذين حددهما فشل في تحقيق أي منهما. والهدفان هما: أولاً تحرير الأسرى.

ثانياً: القضاء على «حماس».

وهذا يؤكد أن الشعب الفلسطيني لا يقهر، وأنه ثابت مرابط في أرضه ولم تفتر عزيمته ولم يخفّ صموده… وهو سيحقق النصر بإذن الله.

aounikaaki@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.