المقاومة حرّرت لبنان عام 2000 وانتهت..

5

كتب عوني الكعكي:

لا يختلف إثنان بأنّ المقاومة حققت أكبر إنجاز في تاريخ لبنان ألا وهو تحرير الأراضي بعد 18 سنة من النضال والتضحية والاستشهاد، حيث أجبرت العدو الإسرائيلي أن يعلن بتاريخ 25 أيار عام 2000 الانسحاب من لبنان دون أي شرط مسبق، وهذا يحدث لأوّل مرّة في تاريخ إسرائيل.

وللأسف الشديد… هذا الانتصار الكبير لم نستفد منه وننتقل لبناء دولة بل بالعكس، استغلت المقاومة الانتصار لتحوّله الى سيطرة لها على لبنان وقراراته. لذلك وكما حدث، انتقلت المقاومة الى العمل السياسي بالمشاركة في المجلس النيابي وبعدها الى دخول الحكومة.

من هنا، نطرح سؤالاً: كيف يمكن أن تكون مقاوماً وتكون نائباً في مجلس النواب، أو كيف تكون وزيراً وأنت مقاوم؟

على كل حال، لو سأل الحزب نفسه: هل نجح خلال 25 سنة من حكم لبنان في بناء الدولة؟

الجواب: كلا… وذلك حسب النتائج التي وصل إليها الوضع الاقتصادي والوضعين المالي والاجتماعي.

أولاً: فشل الحزب في إدارة البلد. ويكفي أن لا يُنتخب رئيس جمهورية إلاّ بعد مرور موعد الاستحقاق بمدة سنة أو سنتين. كما حدث مع الرئيسين ميشال سليمان وميشال عون.

ثانياً: على الصعيد الحكومي، لم تكن تتشكل الحكومات إلاّ بعد مرور سنة، ويظل لبنان في فراغ قاتل. وهذا طبعاً ينعكس على الاقتصاد وعلى انتظام الدولة.

ثالثاً: لا يمكن أن يُعيّـن وزير للطاقة إلاّ ضمن مواصفات «السرقة والفشل وهدر الأموال» كما حصل، إذ كلفت الكهرباء 65 مليار دولار خسائر تكبدتها الدولة اللبنانية، هي أرباح للمسؤولين بالتأكيد، إضافة الى صفقات الفيول واستئجار البواخر وعمولات وخوّات وغيرها من السبل التي تسبب الهدر.

رابعاً: طيلة هذه الفترة أسيئت العلاقات اللبنانية مع المملكة العربية السعودية والكويت والإمارات العربية ودولة قطر وغيرها من دول الخليج، حيث وصلت بفضل محور المقاومة والممانعة الى أسوأ علاقات عبر التاريخ، بسبب أنّ حكام إيران كانوا يتباهون بقولهم: إنهم يسيطرون على أربع عواصم عربية هي: بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء.

خامساً: انهيار العملة الوطنية من 1500 ل.ل. للدولار الى 89500 ل.ل. فمن المسؤول عن هذا الانهيار؟ أليْس الحكم الفاشل؟

سادساً: بلغت ديون الدولة 95 مليار دولار من الكهرباء ومن عجز في الموازنة.

أكتفي بالقول إنّ تجربة المقاومة بإدارة الدولة كانت فاشلة الى أقصى الحدود…

لا أريد أن أتحدّث عن الفرص، ولكن لا بدّ من التذكير بالفرص الضائعة ليتذكر أصحاب الشعارات من محور المقاومة والممانعة وشعار «شعب جيش مقاومة» أهمية ما فقدناه من فرص متاحة:

1- الفرصة الأولى يوم الانسحاب.

2- الفرصة الثانية حرب 2006 «لو كنت أعلم» حيث خسر لبنان 5000 قتيل وجريح من الشعب والجيش والمقاومة، و15 مليار دولار بسبب ما هدّمته إسرائيل.

3- أما الطامة الكبرى فكانت يوم دخول المقاومة بناءً لقرار من شهيد فلسطين القائد السيّد حسن نصرالله، وبدل أن نستفيد من العرض الأميركي الذي جاء بعد شهر من دخول المقاومة حرب مساندة أهل غزة، وبعدها لاحت إحدى عشرة فرصة خلال رحلة المندوب الأميركي آموس هوكشتين، وللتذكير بالعرض الذي جاء به الى لبنان.. ومفاده:

1- إنسحاب إسرائيل من 5 نقاط يطالب بها لبنان بالاضافة الى 18 نقطة، أبدى العدو الإسرائيلي موافقته على الانسحاب منها أيضاً.

2- إعادة النظر بالاتفاق البحري الموقع مع العدو، والعودة عن خط «29» الذي حصلت عليه إسرائيل بالقوة، مقابل وقف مساندة غزة والعودة الى اتفاق الهدنة بين لبنان والعدو.

أخيراً، لا نقول هذا الكلام من موقع الشماتة، بل نقوله عسى وعلّ أن يستفيق أهل المقاومة فيعودوا الى صوابهم.

aounikaaki@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.