النجومية الزجاجية
سليمان أصفهاني
تبدو النجومية في عالم الفن او الاعلام او حتى السياسة براقة وملفتة ومثيرة للجدل، لكن في العمق هي زجاجية ممكن أن تنهار وتتناثر عند أول حجر يرمى عليها او تصيبها شرخ مهما تم تلوينه او تغطيته لن يعيد الزجاج اللامع الى سابق عهده وهناك نماذج كثيرة سقطت ورغم أعمال الترميم لم يتبدل شكلها الذي أصبح مشوهاً .
النجومية حقاً زجاجية حتى لو حاول البعض (تصفيح) زجاجه يبقى معرضاً للكسر والاختراق والشرخ، فالواجهة تعتبر إنتصاراً للذين يريدون الشهرة، الا أن الامر ليس نزهة ويحتاج الى عناية فائقة تبدأ من إدارة الاعمال والوعي والخبرة والقدرة على قراءة المستقبل بشكل غير عشوائي حتى لو كان في الافق مزاجية بين الحين و الاخر، خاصة أن ثمة تاريخ يسجل أحداث المشاهير ومع التطور التكنولوجي لم يعد هناك إمكانية لحذف الاخطاء في حال تسربت الى العلن، والمتضرر الاول في حال الدفاع او الهجوم هو الذي يقف في الواجهة وربما الفن أكثر مجال يشهد مثل هذه الامور وبشكل يومي حول العالم .
غرور بعض المشاهير يؤهلهم للتعرض لوابل من الحجارة والانكى أن هذه الفئة لا تتعلم من دروس السقوط، وتمضي نحو المزيد من الاخفاقات على أساس أن الجمهور يقف في صفهم بالسراء والضراء، لكن هذه المعادلة تبدلت ومن يتحول الى شظايا مع نجوميته الزجاجية لن يعود كما كان لان في الساحة الفنية ازدحام وموجات عديدة تتلون وتتغير في كل فترة، ومن يتراجع سيجد صعوبة في العودة الى موقعه حتى لو دفع ملايين الدولارات، الان يأتي مغني مثلاً مع كلمات لاغنية غريبة عجيبة ويتحول الى نجم، بعد أشهر نجد بدلاً له مع أغنية أكثر غرابة، والدوامة مستمرة دون توقف والنجومية مازالت زجاجية قابلة للكسر .
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.