اليد التي امتدّت إلى “اليونيفيل” يجب أن تكسر!!!

50

كتب عوني الكعكي:

ردّة فعل الرئيس نبيه برّي على عملية الاعتداء على عناصر قوات «اليونيفيل»، كانت عنيفة. وذلك يعود الى أن الرئيس بري يدرك تمام الإدراك ردود فعل المجتمع الدولي على ذلك الاعتداء وتداعياته السلبية.

وقبل أن ندخل في الأسباب التي أدّت الى أن يقوم مواطن، طبعاً عنده انتماء كأي مواطن، ولكن ذلك المواطن كان ينفّذ أوامر جهات تقف وراءه وتحرّضه. والمصيبة الحقيقية أن الذي يقف وراء هذا العمل لا بدّ أن يُسْأل سؤالاً بسيطاً: ما هي الأسباب لهذا العمل؟ هذا أولاً… والسبب الثاني: ماذا سيحقق هذا العمل، وما هي تداعياته؟

طبعاً الشيء الوحيد الذي يحققه هذا الاعتداء، أنه يظهر أن اللبنانيين شعب لا يستحق أن يكون ضمن الشعوب المتحضرة، خصوصاً أن الديانات السماوية كلها تُـجمع على احترام الغير واحترام الإنسان.

فهذا العنصر من القوات الدولية يقف على الحدود بين العدو الإسرائيلي وبين الشعب اللبناني، وغاية السلاح البسيط الوحيدة الذي يحمله أنه يفصل بين المواطن اللبناني المغلوب على أمره، بعد أن خسر الحرب مع إسرائيل واضطر أن يوقع اتفاق وقف نار، أقل ما يُقال فيه أنه اعتراف بالهزيمة، وبين العدو الإسرائيلي.

المصيبة الكبرى أن «الحزب» ومن يقف وراءه، توحي بأنّ هناك مخططاً ليضع لبنان أمام اختيارات تفيد الغير في التفاوض مع أميركا حول موضوع «النووي» الذي قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب: إنه لن يسمح لإيران بأن تمتلك سلاحاً نووياً.

إيران كعادتها تبيع «سجاداً» تقول أشياء وتفعل عكسها، تحت نظرية «التقيّة» التي كان أوّل من تحدّث عنها الرئيس أنور السادات.

إيران تحاول أن تكون دولة عظمى. لذلك فإنها تحاول بأي طريقة أن تمتلك سلاحاً نووياً. وأميركا بالمقابل لن تسمح بذلك، لأنّ الاجتماعات التي تجريها أميركا في عمان مع إيران، تسودها التقيّة التي تلعب دوراً كبيراً. إذ من ناحية تبدي إيران الاستعداد لبحث الموضوع، لكنها في الحقيقة تريد وتحاول كسب الوقت علّ الظروف تتغيّر.

بالمناسبة، يبدو أنّ مشروع التشييع الذي بدأه مشروع ولاية الفقيه أصيب بإخفاقات كبرى، بدءاً من خسارة سوريا بعد أن دفع ما يقارب 1000 مليار دولار دعماً واستثمارات كلها ذهبت أدراج الرياح. كذلك فإنّ ذلك انعكس على موضوع «الحزب» الذي أصبح محاصراً، ولا يستطيع أن يحصل، لا على السلاح ولا على الأموال كما كان يحصل سابقاً.

لذلك، فإنّ كل الأعمال التي يقوم بها «الحزب» اليوم هي فقط إثبات أنه لا يزال موجوداً، وأنه يستعد ويتحضر خاصة أن القليلين من أفراد قيادة الحزب يدركون أن العملية انتهت، وأنّ الخسائر الكبرى التي وقعت لا يمكن تعويضها.

وبالعودة الى موقف الرئيس برّي الذي كان ينصح ويحاول أن يقنع شهيد فلسطين القائد حسن نصرالله منذ اليوم الأول لدخول الحزب في معركة عنوانها «مساندة غزة» بالرجوع عن قراره. وفي الحقيقة، لا يمكن إلاّ أن نحترم موقف السيّد حسن نصرالله لأنه كان موقفاً وطنياً ومبدئياً، ولكن كان بالأحرى أن يعيد النظر خاصة أن موضوع وقف الحرب مع إسرائيل عُرض عليه 11 مرّة.

والأنكى من كل هذا وذاك، أن الاتفاق لو حصل لجنّب الحزب الويلات، وكان الحزب اليوم في أوضاع أخرى. وهكذا خسر الحزب الحرب، وخسر فرصاً كانت يمكن أن تحقق أحلامه، باسترجاع الأراضي اللبنانية التي تحتلها إسرائيل كلها، حتى الـ21 نقطة المختلف عليها. بالإضافة الى إعادة النظر بالاتفاق البحري الذي ظلم فيه لبنان.

أخيراً، فإنّ اليد التي امتدت الى عنصر من قوات حفظ السلام أي «اليونيفيل»، يجب أن تكسر، بالإضافة الى الأيادي التي تقف خلف العملية.

aounikaaki@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.