برّاك يغادر بحزمة أمل رغم “التعقيد الكبير” ويعد بالعودة: أصبروا
بلاسخارت في اسرائيل.. و"الحزب " يصعّد: لن نسلّم السلاح
ما إن يغادر المبعوث الاميركي توم برّاك لبنان منهياً زيارة هي الثالثة اليه متوجهاً الى باريس، حتى يطير الى العاصمة الفرنسية ايضاً رئيس الحكومة نواف سلام للاجتماع مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في قصر الاليزيه، في زيارة تندرج في اطار المساعي المبذولة لمساعدة لبنان على النهوض من ازماته السياسية والاقتصادية والمالية والامنية وما يتناسل منها، فيما يُجري رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون محادثات في البحرين لبناء شراكات مستدامة تسهم في تعافي ونهوض لبنان.
وما بين الحوادث الثلاثة، حدث برلماني تمثل برفع الحصانة عن النائب والوزير السابق جورج بوشكيان افساحا في المجال للقضاء للتحقيق معه، وإحالة وزراء اتصالات سابقين الى لجنة تحقيق برلمانية.
برّاك سأعود
في يومه الثالث والاخير في لبنان، إلتقى الموفد الاميركي توم برّاك البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي. وقال البطريرك لزائره إن اللبنانيين ينتظرون ما ستكون عليه نتائج مهمته، فأجاب برّاك “لا أعلم ماذا ستكون النهاية، لكننا نواصل العمل للوصول إلى الاستقرار”. من جانبه، قال براك “زيارتي حملت أملًا وهذا ما يجب التركيز عليه بدل التركيز على ما يقوله الأطراف وأتيت إلى الراعي لينصحني”. أضاف “يمكن أن نقدم الأمل والمال والدعم لأن الخليج والعالم معنا” مشيرا الى ان حصرية السلاح نصّ عليها القانون ويجب تطبيقها. وقال ” ما نقوم به هو عملية متواصلة وليس حدثًا والجميع يقوم ما في وسعه والجميع يحاول كل ما بإمكانه لتسوية الأمور في لبنان إلا أن الأمور معقّدة بالنسبة للقادة اللبنانيين كما بالنسبة للجميع وآمل أن يستمر التواصل وأتفهم الصعوبات”. وردا على سؤال، قال “بالطبع سأعود إلى لبنان كلّما تطلبت الحاجة إلى ذلك والحكومة عليها أن تقرر ما يجب فعله، وليس أميركا فقط من يريد مساعدة لبنان إنما أيضاً الخليج ودول الجوار لكن من أجل المساعدة، على اللبنانيين تحقيق الاستقرار وبري يقوم بما بوسعه رغم تعقيد الأمور”. ولفت برّاك الى ان هناك مشاكل تمنع التطبيق الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار ووجهات النظر متعددة في هذا المجال وهناك خيارات عدة على الحكومة اللبنانية القيام بها. وشدد على ان المطلوب الصبر ليستمر الحوار دون خسائر.
بلاسخارت الى اسرائيل
وفي شأن غير بعيد من محور زيارة براك لبيروت، بدأت امس المنسقة الخاصّة للأمم المتّحدة في لبنان، جينين هينيس-بلاسخارت، زيارة إلى إسرائيل حيث من المقرر أن تلتقي بالمسؤولين الإسرائيليين الكبار. وأوضح بيان لمكتبها الإعلامي ان هذه الزيارة “تندرج ضمن إطار المشاورات الدورية التي تجريها المنسقة الخاصّة مع الجهات المعنية بشأن تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 (2006) وتفاهم وقف الأعمال العدائية الذي تم التوصل اليه في تشرين الثاني/نوفمبر 2024. في ظلّ أجواء من الاضطرابات الإقليمية، تواصل المنسّقة الخاصّة دعوة جميع الأطراف إلى الالتزام الكامل بتعهداتهم ضمن إطار وقف الأعمال العدائية وتعزيز تنفيذ القرار 1701، الذي لا يزال يشكّل حجر الأساس للأمن والاستقرار الدائمين على طول الخط الأزرق”.
جاهز للتصادم
وكانت معطيات صحافية اشارت الى أنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري أبلغ الموفد الأميركي توم برّاك بأنه لا يعد بحصر السلاح شمال الليطاني قبل نهاية العام حتى لو انسحبت اسرائيل. ولفتت الى غضب داخل الدولة اللبنانية تجاه إصرار حزب الله على إضاعة الفرصة. وقالت انّ حزب الله أكد انه لن يسلم السلاح حتى لو انسحبت إسرائيل، مشيرًا الى انّ الجناح العسكري لحزب الله أبلغ بري أنه لن يسلم السلاح، وأنّه لن يمضي في أي قرار حتى لو تعهد به أي أحد وانه غير مهتم بمؤتمر اقتصادي أو إعمار. وشدّدت على أنّ حزب الله يقول إن لا أحد في الحزب قادر على اتخاذ قرار تسليم السلاح مؤكدا إنه جاهز إذا أرادت الدولة اللبنانية التصادم. وأكّدت أنّ الاجواء في الرئاستين تشير الى ان لبنان لن يخسر فرصة العودة لمحيطه العربي والدولي بسبب عناد اشخاص في حزب الله. وأعلنت عن توجه لدى رئاستي الجمهورية والحكومة بالمضي قدما في اعلان التعهد بحصر السلاح بحد اقصى نهاية العام.
ملفات زيارة باريس
اما زيارت سلام الى فرنسا، فأفادت مصادر حكومية “المركزية” انها ستتناول الملفات التي هي موضع اهتمام فرنسي، ان بالنسبة للاصلاحات بما يتعلق بالمؤتمر الذي تعد له باريس لاعادة الاعمار وتقديم المساعدات للبنان اضافة الى العناية الكبرى التي توليها للملف المالي لا سيما اعادة هيكلة المصارف، ومسألة التجديد لقوات اليونيفيل، اذ تبذل باريس جهدا كبيرا في مجال اعادة التجديد لها في جلسة مجلس الامن الشهر المقبل وارساء الاستقرار في الجنوب.
شراكات مستدامة
على صعيد آخر، اكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ان لبنان لا يطلب مساعدة ظرفية، بل يسعى إلى شراكات مستدامة مع أشقائه، مبنية على تبادل المصالح والثقة المتبادلة، وإيمان مشترك بأن تعافيه واستقراره يصبان في مصلحة المنطقة بأسرها.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.