بين «حانا» و «مانا» ماذا تستطيع الحكومة أن تفعل؟
كتب عوني الكعكي:
المضحك المبكي، أنّ إخواننا أو شركاءنا في الوطن يهدّدون الحكومة، ويتوعّدون بكبائر الأمور ويطلبون من الدولة أن تحارب إسرائيل.
بكل صراحة نقول ونتساءل: ماذا تستطيع الحكومة اللبنانية أن تفعل؟
هل تملك الدولة اللبنانية الإمكانيات العسكرية لتمنع الاعتداءات الإسرائيلية التي لم تتوقف لحظة واحدة منذ دخول الحزب بقرار من شهيد فلسطين القائد حسن نصرالله في 8 أكتوبر 2023 مساندة لغزة؟
الجواب: كلا.. وهذا معروف. والأنكى أن الحزب عندما حقق انتصاراً على إسرائيل وأجبرها على الانسحاب بدون قيد أو شرط عام 2000، رفض أن يُبْرم اتفاقاً بحجة «مسمار جحاى وهو مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، فأقام الدنيا ولم يقعدها على الشهيد دولة الرئيس رفيق الحريري واتهموه بالتآمر على لبنان، لأنّ سوريا في ذلك الوقت كانت تحتاج الى بوابة جنوب لبنان لإرسال الرسائل الى إسرائيل…
كذلك، قام الحزب عام 2006 بخطف جنديين إسرائيليين… تلك العملية كلفت اللبنانيين 7000 قتيل وجريح من الجيش اللبناني والحزب ومن الشعب اللبناني.. يومذاك قال شهيد فلسطين السيّد حسن نصرالله مقولته الشهيرة: «لو كنت أعلم». إضافة الى خسائر من تهديم أبنية وجسور وطرقات ومحطات كهرباء، وصلت الى أكثر من 15 مليار دولار على الشعب اللبناني أن يدفعها.
ولم يكتفِ الحزب بالقيام بتلك المغامرة، بل ذهب الى مزيد من السيطرة على حكم البلد.. حيث كما نعلم أنه دخل الى المجلس النيابي عام 1992 وإلى الحكومة عام 2005.
وأصبح مسؤولاً عن تعيين رئيس الجمهورية، والجميع يتذكر قول شهيد فلسطين السيّد حسن: «يا ميشال عون رئيساً يا ما في رئيس».
كذلك، أصبحت الحكومات لا تتشكّل إلاّ بموافقة الحزب. حتى تعيين الوزراء والوزارات صار كله كما يريد وكما يأمر الحزب.
بكل صراحة، أصبح الحزب هو الآمر والناهي في حكم البلد.
حتى جاءت عملية «البيجر» التي قتلت 6000 من عناصر «فرقة الرضوان»، وشوّهت الكثيرين منهم وأصابتهم بإعاقات جسدية.
والعملية الثانية اغتيال السيّد حسن نصرالله ومعظم أعضاء وقادة المجلس السياسي، وبعدها اغتيال ابن خالة السيّد حسن هاشم صفي الدين الذي عُيّـن محل السيّد حسن.
العملية الثالثة وهي سقوط نظام بشار الأسد خلال أسبوع واحد على يديّ الرئيس الجديد أحمد الشرع، وهروب بشار الى موسكو بعد أن قام بحرب أهلية منذ عام 2011، وتمّ فيها اغتيال مليون وخمسماية ألف مواطن وتهجير 12 مليون مواطن سوري، وتدمير مدن رئيسية كالعاصمة دمشق والعاصمة الثانية حلب والثالثة حمص واللاذقية وطرطوس وغيرها من المدن التي كنت زاهرة عامرة.
الوضع في لبنان اليوم ليس كما كان سابقاً.. وما نريد قوله: إننا لم نستفد من الفرصة الأولى عام 2000، ولا من الفرصة الثانية بعد شهر من حرب 2023 (7 أكتوبر) يوم جاء آموس هوكشتين الى لبنان يحمل اتفاقاً تاريخياً، وتكرّر هذا المشهد 11 مرّة، والسيّد الشهيد يرفض، حتى وصلنا الى اتفاق وقف إطلاق النار بتاريخ 27 نوڤمبر (تشرين الثاني) 2024.
وها نحن اليوم نعيش حالاً من الإسقاط… فالحكومة تريد إثبات وجودها والحزب يطالبها بما لا تقدر عليه الآن. فوا للعجب.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.