ترامب يستجيب للأمير محمد بن سلمان ويرفع العقوبات عن سوريا

12

وصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى السعودية صباح الثلاثاء في مستهل جولة بمنطقة الخليج تستغرق أربعة أيام، تشمل الإمارات وقطر، يتم التركيز فيها على الصفقات الاقتصادية الكبرى، لكن الوضع في المنطقة، وخاصة في غزة، والملف النووي الإيراني يلقي بظلاله على الجولة. وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في استقبال ترامب على مدرج المطار في الرياض.

وينص البروتوكول السعودي على استقبال أمراء المناطق لقادة الدول الزائرين، لكنّ ذلك يتم تجاوزه خلال زيارات قادة الدول التي تربطها علاقات وثيقة مع المملكة، حيث يكون ولي العهد في استقبالهم.

ووسط مظاهر استقبال كبيرة وصل دونالد ترامب بعدها إلى قصر اليمامة في الرياض لعقد محادثات رسمية مع ولي العهد السعودي.

ووقع البلدان بعدها صفقة أسلحة ضخمة وصفها البيت الأبيض بأنها “الأكبر في التاريخ”، وذلك ضمن سلسلة اتفاقيات وقّعها ترامب ومحمد بن سلمان، وقال البيت الأبيض إن السعودية ستستثمر 600 مليار دولار في الولايات المتحدة، فيما قالت تقارير إعلامية إن “ترامب مازح ولي العهد السعودي برفع المبلغ إلى ترليون دولار”.

وذكر البيت الأبيض في بيان “وقّعت الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية أكبر صفقة مبيعات دفاعية في التاريخ، بقيمة تقارب 142 مليار دولار”، لتزويد المملكة الخليجية “بمعدات قتالية متطورة”. وأشار ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بعد جولة والرئيس الأميركي دونالد ترامب في المعرض المصاحب لمنتدى الاستثمار السعودي الأميركي، الى أننا “نعمل على فرص شراكة مع الولايات المتحدة بقيمة 600 مليار دولار، من بينها اتفاقيات تزيد عن 300 مليار دولار تم الإعلان عنها خلال المنتدى السعودي الأميركي، وسنعمل خلال الأشهر المقبلة على رفعها إلى تريليون دولار”.

واشار ترامب في كلمة له في منتدى الاستثمار السعودي الأميركي في الرياض، الى اننا نحتفل بمرور ثمانين عاما من العلاقات الوثيقة مع السعودية، ونتخذ خطوات لتقوية الشراكة. ولفت لى ان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان رجل عظيم لا مثيل له، ولن أنسى أبدا الضيافة الاستثنائية التي أكرمني بها الملك سلمان قبل 8 سنوات.

مضيفا “أنني وولي العهد السعودي محمد بن سلمان نكن لبعضنا الكثير من الود”.

واردف ترامب “مستعدون لمساعدة لبنان في بناء مستقبل من التنمية الاقتصادية والسلام مع جيرانه، وعلينا جميعا أن نأمل أن تنجح الحكومة السورية الجديدة في تحقيق الاستقرار في البلاد، وأرغب في أن أعرض على إيران مسارا جديدا وأفضل نحو مستقبل مأمول”. في السياق قال مصدران مطلعان لـ”رويترز” إن الولايات المتحدة والسعودية ناقشتا احتمال شراء الرياض طائرات إف-35 التي تنتجها شركة لوكهيد مارتن، في إشارة إلى الطائرة المقاتلة التي تحدثت تقارير عن اهتمام المملكة بها منذ سنوات.

وكان ولي العهد السعودي والرئيس الأميركي وقعا “وثيقة الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية” بين البلدين، ضمن سلسلة اتفاقات ثنائية وقعها البلدان على هامش الزيارة، وشملت مجالات عدة بينها الطاقة والدفاع، حسب قناة “الإخبارية” السعودية الرسمية.

وقالت القناة إن بن سلمان وترامب “وقعا وثيقة الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية بين الحكومتين السعودية والأميركية”.

وأضافت أن البلدين وقعا اتفاقيات أخرى في مجالي الطاقة والدفاع، أبرزها اتفاقية بين وزارتي الدفاع في البلدين بشأن تطوير وتحديث قدرات القوات المسلحة السعودية.

كما وقعا مذكرة تعاون في مجال التعدين والموارد التعدينية بين وزارة الصناعة والثروة المعدنية في المملكة ووزارة الطاقة بالولايات المتحدة.

وجولة ترامب التي تستمر حتى 16 أيار، هي الأولى له خارج الولايات المتحدة في ولايته الرئاسية الثانية، علما بأنه قام بزيارة مقتضبة لروما لحضور جنازة البابا فرنسيس. وأكّد البيت الأبيض بأنه يتطلع إلى “عودة تاريخية” إلى المنطقة.

وخلال الأيام التي سبقت الرحلة الخليجية، لعب البيت الأبيض دورا محوريا في التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين الهند وباكستان، وإفراج حركة المقاومة الفلسطينية “حماس” عن رهينة إسرائيلي-أميركي في غزة، وعقد جولة أخرى من المحادثات النووية مع إيران.

جاءت هذه المبادرات الديبلوماسية بعد إعلان مفاجئ من ترامب الأسبوع الماضي بموافقته على هدنة مع الحوثيين في اليمن، بعد نحو شهرين من استهدافهم بغارات جوية شبه يومية.

ورسّخ قادة دول الخليج مكانتهم كشركاء ديبلوماسيين رئيسيين خلال ولاية ترامب الثانية.

ولا تزال الدوحة وسيطا رئيسيا في المفاوضات بين إسرائيل وحماس، بينما توسطت السعودية في المحادثات بشأن الحرب في أوكرانيا.

“كنا رائعين معهم”

وفي الرياض، يلتقي ترامب أيضا بقادة دول مجلس التعاون الخليجي الست: السعودية، والإمارات، والبحرين، وقطر، والكويت، وسلطنة عُمان.

ومن غير المرجح أن تكون جهود دفع السعودية للاعتراف بإسرائيل على رأس جدول أعمال هذه الرحلة، إذ باتت الرياض تصر على ضرورة إقامة دولة فلسطينية قبل مناقشة العلاقات مع الدولة العبرية.

ومن المرجح أن تكون إيران محورا رئيسيا خلال هذه الزيارة، عقب جولة رابعة من المحادثات في عُمان السبت شهدت إحراز الجانبين تقدما نسبيا.

 

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.