ترحيب ديبلوماسي بمواقف رئيس الجمهورية وخشية من تصعيد إسرائيلي يقلب الطاولة

6

«الشرق» – تيريز القسيس صعب

اثنت مراجع ديبلوماسية رفيعة في إحدى عواصم القرار على ما اعلنه رئيس الجمهورية جوزاف عون عن استعداد لبنان التفاوض مع اسرائيل.

وقالت المصادر التي تتابع عن قرب تطورات الأوضاع في لبنان، ان المجتمع الدولي ما زال يولي اهتماما كبيرا بمجرى الاحداث السياسية في لبنان، وهو يحاول جاهدا مع حلفائه العمل على تجنيب لبنان اي اعمال عدائية او اعتداءات عسكرية او حرب إسرائيلية جديدة.

واكدت المصادر ان اي تصعيد ميداني جديد قد يقلب الطاولة على كل التسويات التي حصلت، وقد أبلغ لبنان عبر الموفدين الدوليين والعرب الذين زاروا بيروت منذ اسابيع خطورة وتداعيات انزلاق الأوضاع في الجنوب، وما يمكن ان ينتج عن ذلك من ازمات سياسية واقتصادية جديدة. وان كل الافرقاء تجمع على أهمية السير بالتفاوض مع اسرائيل خصوصا وان مدير المخابرات المصرية الذي زار لبنان عرض على المسؤولين في بيروت التوسط في لعب دور لحل الأزمة، بعدما شعرت مصر من مخاوف تصعيد إسرائيل جديد بشن حرب شاملة على لبنان». وبالفعل هناك مبادرة مصرية، اذا جاز التعبير، شبيهة بما حصل في قطاع غزة، انما على أسس مختلفة، ترتكز على وقف كامل للاعتداءات الإسرائيلية برًا أو جوًا بمجرد دخول الاتفاق حيّز التنفيذ، وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من التلال الخمس، واعلان الدولة اللبنانية رسميا حصر سلاح حزب الله، وإعادة انتشار الجيش اللبناني بشكل كامل في الجنوب.

واشارت المعطيات الى أن القاهرة على تواصل وتنسيق مستمر مع الجانبين الإسرائيلي والأميركي في هذا الخصوص. كذلك الامر فان اقنية التواصل مفتوحة بين بيروت وعدد من دول القرار، وان لا حلولا في الافق الا عبر بدء تفاوض مع اسرائيل ولو ان جهات سياسية لبنانية تعارض هذا الخيار والذي لا يبدو ان هناك مفرا منه. وسالت عندما تجتمع لجنة «الميكانيزم» في الجنوب ويجلس الاطراف كلهم على طاولة واحدة ويتناقشون، الا يعتبر ذلك تفاوضا مع اسرائيل ولو ان الفريق اللبناني لا يوجه كلامه الى اسرائيل؟

وكشفت ان الاجتماع الاخير للجنة الدولية توصل الى تسوية واتفاق بتطعيم اللجنة بـ»خبراء» من المدنيين وليس ديبلوماسيين او سياسيين، وهناك توافق بين السلطات الثلاث في بيروت حول هذا الامر. واذ رأت المراجع الديبلوماسية ان لبنان ما زال ينتظر الرد الإسرائيلي حول التفاوض غير المباشر، اكدت في المقابل ان استمرار احتلال اسرائيل للنقاط الخمس، والاعتداءات اليومية على مناطق في الجنوب واستهداف مدنيين، هو خرق واضح لاتفاق وقف اطلاق النار الموقع في تشرين الثاني من العام الماضي.

وهذا التصعيد العسكري يندرج في سياق الضغط على لبنان لقبول المفاوضات المباشرة، مع عدم رضا دولي من أداء لبنان الرسمي في مسالة حصرية السلاح بيد الدولة.

Tk6saab@hotmail.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.