تقاطع حزب السلاح مع «كلنا إرادة» وأبعاد الحملة ضد الصحناوي

26

كتب عوني الكعكي:

هناك حملات تشهير برئيس مجلس إدارة بنك سوسيتيه جنرال SGBL أنطوان الصحناوي، والسبب أنه رقم صعب في الانتخابات النيابية في منطقة الأشرفية، فهو دعم المرشح جان تالوزيان الذي فاز، كما دعم النائب الحالي نديم الجميّل.

أما مجموعة «كلنا إرادة» فهي مجموعة يتظاهر أشخاصها بأنهم يشكلون جمعية خيرية اجتماعية… لكن السؤال الكبير من يدعمهم ليتبيّـن أن جورج سوروس، الذي تدور حوله علامات استفهام كبيرة هو الداعم لهم.

كما ان القاضية التي بالغت بحملاتها على الصحناوي وبنكه و «شركة مكتف» لنقل الأموال وهي القاضية غادة عون، فلم تكن تعمل في حقل القضاء فحسب بل كانت تعمل في السياسة وهدفها الوحيد فتح ملفات كلّ من هو ضد «الصهر» الفاشل.. لقد انكشف الغطاء الكامل عن «كلنا إرادة» ونشاطها المالي السرّي في لبنان قبل وبعد ثورة 17 تشرين الأول 2019.

والجدير ذكره أن «كلنا إرادة» كجمعية تعمل بشكل غير شفاف من حيث الوضع المالي والأهداف والدور على الأراضي اللبنانية، وهي عملت بشكل غير قانوني قبل حصولها على الترخيص.

إنّ الواضح من خلال التقرير المالي للجمعية، أن الجمعية لم تنشر أي توثيق لنشاطها منذ بدء نشاطها عام 2017، وهو تاريخ بدء عمل الجمعية وليس عام 2021. وهذا ما أكدته واحدة من مؤسّسي الجمعية السيدة وفاء صعب.

لقد ورّطت «كلنا إرادة» نفسها بنفسها.. فمستند قطع الحساب المقدّم الى وزارة الداخلية هو في نهاية العام 2022 وتحديداً في 31 كانون الأول 2022 أي بعد الانتخابات النيابية بأشهر، حيث صرفت الجمعية مليونين وخمسماية وعشرين ألف دولار أميركي خلال فترة الانتخابات. لقد انكشف أخيراً أن «كلنا إرادة» قد شكلت لوبي سياسي اقتصادي إعلامي ضخم يعمل ضد مصلحة الشعب اللبناني وبتمويل خارجي.

أعود لأقول إنه ومنذ أيام انطلقت حملة تشهير جديدة ضد رئيس مجلس إدارة بنك SGBL أنطوان الصحناوي، تتهمه بأنه «داعم الصهيونية». الحملة جاءت فجأة، واستندت الى مقال أجنبي، نقلت ما فيه صحيفة «الأخبار» بشكل مجافٍ للحقيقة. وتحدثت عن دعم الصحناوي لمشروع فني جمع أوبرا واشنطن وأوبرا تل أبيب، في خطوة رُوّج لها على أنها «تطبيع فجّ».

الصحيفة حوّرت الوقائع واتهمت الصحناوي بدعم الأوبرا الإسرائيلية، بينما الصحيح أنّ الصحناوي قدّم الدعم للأوبرا الأميركية التي تقيم نوعاً من أنواع الشراكة مع نظيرتها الإسرائيلية.

استغلت «الأخبار» هذه الواقعة من أجل التصويب عليه. لكن بمعزل عن تُهم التطبيع من عدمها والتي تبدو سخيفة في زمن استقبال السلطة بكل أركانها المبعوث الأميركي – الإسرائيلي عاموس هوكشتاين ثم خلفه الداعمة للصهيونية مورغان أورتاغوس والارتماء بأحضانهما. فإنّ خلف العنوان الاستفزازي رواية أخرى أكثر واقعية ولا تنسجم مع الضجيج الذي يُثار على منصات التواصل الاجتماعي.

الكل يعرف أن الصحناوي ليس سياسياً، ولم يكن يوماً في موقع اتخاذ قرار سيادي أو أمني. هو مصرفي يعمل ضمن القطاع، ويمتلك شبكة علاقات واسعة في الخارج، ومن بين تلك العلاقات تربطه صداقة مع دانيال غلايزر أحد مموّلي حفلة الأوبرا الأميركية نفسها. وغلايزر هو واحد من خبراء مكافحة تمويل الإرهاب وغسل الأموال في أميركا، ومن الذين تولّوا في عهد الرئيس باراك أوباما إدارة ملف العقوبات والتمويل غير المشروع في وزارة الخزانة الأميركية، وقاد مواجهات مالية ضد «القاعدة» و «داعش» وإيران وحزب الله. ولعلّ هذا ما يفسّر ويبرز حملة إعلام حزب الله.

أما عن تقاطع تلك الحملة بين حلف الممانعة وإعلام «كلنا إرادة» الموجّه من جماعة جورج سوروس، فتلك مفاجأة أخرى. فغرايزر يرأس حالياً شركة K2 integrity وهي الشركة التي تعاقد معها حاكم مصرف لبنان كريم سعيد مؤخراً من أجل تقديم الاستشارات المالية لـ «المركزي». ومن بين الخدمات الاستشارية طبعاً تلك المتعلقة بالأزمة الاقتصادية والمصارف. وهذا ما يجعل قرب غلايزر من الصحناوي مكمن خطر وخوف.

أما مورغان أورتاغوس، المتحدثة السابقة باسم وزارة الخارجية الأميركية، فهي الأخرى ضمن شبكة علاقات الصحناوي، وهذا تحديداً ما ضاعف من وتيرة الحملة المسعورة التي لم تجد ضالتها إلاّ بدار أوبرا «وسوالف” الصهيونية.

وبعد أن كان التخوين وتهم الصهينة محصورين بحزب الله وجمهوره وإعلامه، ابتلينا اليوم أيضاً بالإعلام المقرّب من «كلنا إرادة» الذين ينطلقون من هواجسهم السياسية الضيّقة للاستفادة من الأزمة في نظرهم. فكل علاقة بواشنطن لا تمرّ عبرهم هي تبعية، وكل لبناني ذي علاقات عابرة للحدود ليس صديقهم هو عدو.

من هنا يصبح السؤال: هل المشكلة حقاً هي في مشروع أوبرا، أم في علاقات الصحناوي بالخزانة والإدارة الأميركية (إدارة دونالد ترامب)؟

وهل الهجوم هدفه «كشف الحقيقة أم أن الهدف إخفاؤها»؟ وهل المطلوب من اللبنانيين إلتزام منازلهم كرمى لعين حزب الله و «كلنا إرادة» كي لا تطالهم الاتهامات؟

aounikaaki@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.