ثاني أكبر إنجاز طبّي في لبنان – «زراعة الكبد»
كتب عوني الكعكي:
شاركت في مؤتمر عقد في مستشفى «المشرق» لصاحبه الدكتور أنطوان معلوف للتحدث عن ثاني أكبر إنجاز طبي في تاريخ لبنان.
الإنجاز الأول كان منذ عدّة شهور، حيث أعلن الدكتور أنطوان معلوف عن إجراء عمليات بـ «الروبوت»، أي بجهاز آلي بدل استعمال جهاز يستعمل بيد الطبيب.
صحيح ان «الروبوت» يشغله طبيب ولكنه آلة يوجهها الطبيب بنفسه، وهذا يعني أن الدقة التي يتمتع بها «الروبوت» يمكن للإنسان أن يتوصّل إليها.
اما الإنجاز الثاني، فأنا أريد أن أتحدّث عنه اليوم. فلما علمت أنّ هناك مريض عنده «قصر» في الكبد، وهو بحاجة الى استبدال كبده.. ولا يوجد في لبنان أي مستشفى قادر على إجراء مثل تلك العملية.. أما الذي حدث، فهو أن الدكتور أنطوان معلوف الذي يتمتع بعلاقات مميزة مع فرنسا… استطاع من خلال أصدقائه أن يعقد اتفاقاً مع مستشفى «مونبيلييه» التابع لجامعة «مونبيلييه».. واتفق مع مجموعة أطباء أن يأتوا الى لبنان كي يجروا عملية زرع الكبد هذه. وهي المرّة الأولى في تاريخ لبنان التي تُـجرى فيها مثل هذه العمليات.
القصة بدأت حين رأى مجموعة أطباء أنّ مريضاً عمره 21 سنة بحاجة الى استبدال كبده.
سأل الدكتور معلوف الأب إذا كان مستعداً أن يعطي جزءاً من كبده الى ابنه… فوافق فوراً. وهذا ما جرى، إذ أجريت العملية التي استغرقت 20 ساعة.
أما الطبيب الذي أجرى العملية مع مجموعة من الأطباء، فقد قال لي إنه اقتطع قطعة صغيرة من كبد الوالد وزرعها في كبد الابن… والحمد للّه تمّت العملية بنجاح.
سألت الطبيب: كيف يمكن أن تقوم قطعة من الكبد بوظائف الكبد؟ أجاب: سبحان الله، الكبد هو العضو الوحيد في الجسم الذي ينمو عند زرعه وهو صغير ويكبر.
وهنا سألت سؤالاً ثانياً: كيف تحصلون على أعضاء من الكبد لزرعها؟ فقال لي: في قديم الزمان كان هناك لجنة برئاسة وزير الصحة، أعضاؤها يجتمعون ويطلبون من المجتمع التبرّع بالأعضاء بعد الاجتماع. وهذا ما كان يحصل لأنّ 80 % من المجتمعين كانوا يستجيبون لهذا الطلب.
اليوم ومن هذا المنبر أدعو الوزير، نعم وزير الصحة، أن يعمل على تفعيل لجنة الذين يرغبون بالتبرّع بأعضائهم بعد الوفاة. وعندي أمل كبير أنّ هكذا لجنة سوف تنجح لأنها تقوم بعمل خيّر يستفيد منه المجتمع، خصوصاً أنّ المتبرّع لا يتضرّر إذا تبرّع بعد وفاته بأي عضو من أعضائه.
كلمة أخيرة، أهنّئ اللبنانيين بوجود طبيب إنساني مثل الدكتور أنطوان معلوف الذي يسخّر ماله وجهده في سبيل الإنسانية.
كذلك لا بدّ من القول إنّ أعمال د. معلوف مشهورة لإعادة لبنان الى موقعه المميّز في العالم العربي، إذ كان لبنان مدرسة العرب وجامعة العرب ومستشفى العرب.
اليوم وبفضل د. معلوف نستطيع القول إنّ لبنان الطبّي عاد الى سابق عهده من التقدّم والتطوّر.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.