جعجع: الامام الصدر اكد ان لبنان وطن نهائي للشيعة
توجه رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في خطاب القاه، في احتفال «شهداء المقاومة اللبنانية» في معراب، الى «الأخوة الشيعة»، بالقول: «لا تصدّقوا أنّ السّلاح يحميكم ويحصّل حقوقكم وشرفكم، ولكم في الحرب الأخيرة دليل ساطع وواقع لا مجال لإنكاره. ولا تصدّقوا أنّ الطوائف الأخرى تشحذ الهمم والطاقات والغرائز للنّيل منكم. لا بل على العكس، لقد اشتقنا جميعا إليكم شيعة عامليّين لبنانيّين أصيلين. لا تصدّقوا ما يُصوّر لكم بأنّ البحر من ورائكم والعدوّ من أمامكم وقد أصبح الخطر محدقًا بكم من الجنوب والشرق فأين المفرّ؟ المفرّ الفعليّ هو الطريق إلى الدولة». ودعا جعجع الشيعة الى «العودة الى الوطن، وان يثقوا أنّ الدولة، التي هي لنا ولكم، وحدها هي التي تحميكم وتشعركم بالأمن والأمان وهي الملاذ والضّمانة. ولكم خير وأكبر مثال على ذلك عقدان من الزّمن بين الأعوام 1949 وحتّى 1969 عشتموها بأمان وسلام إلى أن ظهرت المقاومات المسلّحة في الجنوب وفتحت عليكم أبواب جهنّم ولم تقفل حتّى السّاعة». كما توجه الى «الثنائي الشيعي»: «تشاركون في الحكومة وتوافقون على بيانها الوزاري ثم تنقلبون عليها وترفضون حصر السلاح عندما دقت ساعة الحقيقة وحان الوقت لوضع هذا المبدأ موضع التنفيذ». وقال لـ»حزب الله»: إذا كنتم تهربون من حرب مع إسرائيل إلى حرب في الداخل فأنتم ترتكبون خطأ وخطيئة وخيمة العواقب لا تغتفر.. لا لحرب أهلية ولا أحد يريدها واذا اردتموها من طرف واحد فجميع اللبنانيين مع الدولة والشرعية». وأكد ان «لا 7 أيار من جديد ولا من يحزنون ولا من يطوقون السرايا ولا حرب أهلية ولا أحد يريدها»، مضيفا: «سلاح حزب الله لا يحمي الشيعة إنما يحتمي بهم ويتخذ منهم متراسا». وتوجّه جعجع إلى الشيعة بالقول: أنتم مكوّن أساسيّ من المكوّنات اللبنانيّة في هذا الوطن الذي أكّد عليه الإمام موسى الصّدر وطنًا نهائيًّا، والتزمتم به كذلك في الدستور المنبثق عن وثيقة الوفاق الوطنيّ أي اتّفاق الطائف. لا نرضى، نحن وأكثريّة اللبنانيّين، ولا نقبل أن يُصيبكم ما أصابنا في حقبة الوصاية السّابقة بعد أن سلّمنا سلاحنا، من إجحاف وتمييز وافتئات على الحقوق والدّور والحجم، ولا تشعروا أنّكم في خطر ومهدّدون». أضاف: «فالأيّام اختلفت والظّروف تغيّرت، فلا غازي كنعان ولا رستم غزالة، ولا سلطة وصاية جائرة تعمل لصالح نظام الأسد ووفق مفاهيمه، بل سلطة وطنيّة انبثقت بالفعل عن مجلس نيابيّ حقيقيّ، ساهمنا جميعًا، أنتم ونحن، في انتخاب أعضائه، وتحت أنظار حكومة كنتم أكثريّة فيها. سلطة وطنيّة على رأسها العماد جوزاف عون، المشهود له، مذ كان قائدًا للجيش، بتعلّقه بالقوانين في ممارسة السّلطة، وحيث كان لكم يد طولى في انتخابه. سلطة وطنيّة يرأس حكومتها رئيس مشهود له، ولو اختلفتم معه بالرّأي، بالنّزاهة وبتمسّكه الشّديد بالقانون، كما تمسّكه من دون هوادة بالحرّيّات العامّة، والأهمّ من هذا كلّه، مجلس نيابيّ يُتابع ويحاسب ويتدخّل عند الضّرورة».
وقال: «والأهمّ الأهمّ بعد، عدم وجود أيّ نيّة عند أحد بالتّفرّد بالسّلطة، خلافًا لما كان عليه الأمر مع نظام الوصاية، وعدم قدرة لأحد أصلًا بالتّفرّد بعد زوال السّلاح غير الشّرعيّ وعودة مؤسّسات الدّولة، خصوصًا الدستوريّة منها إلى الحياة الطبيعيّة». وأشار جعجع الى انه «تجرأنا حيث لم يجرؤ الآخرون، ليبقى لبنان وتبقى لنا الحرية والسيادة، ونجرؤ اليوم وسنجرؤ دائما وأبدا، لنبقى ونستمر في وطن عزيز، ودولة ناجزة السيادة (…)». وشدد على انه «لن نقبل بعد الآن إلا ان يكون القرار لبنانيّا مئة بالمئة. لن نقبل بعد الآن بأيّ قرار مهما صغر أو كبر خارج إطار المؤسّسات الدّستوريّ (…)». وإذ رأى أن «محور الممانعة تورط في حرب إسناد وأخطأ التقدير وخسر الحرب»، توجه لهذا المحور قائلا: «أخذتم لبنان رهينة وصادرتم قرار الحرب والسلم وتحمّلون الدولة مسؤولية ما آلت اليه الأوضاع وكنتم البادئين بعدم الالتزام باتفاق وقف اطلاق النار(…)».
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.