حديث الاثنين – بقلم وليد الحسيني – “خوازيق” مؤجلة

9

ُاُنظر حولك… وتفاءل إن استطعت.

واذا تحامقت وتفاءلت بالقسم الرئاسي والبيان الوزاري، فهل يمكنك إنكار خوفك المبرر من أن ينتهي تنفيذ القسم والبيان إلى حرب أهلية أكثر وحشية من سابقتها؟.

وفي المقابل، ينافس حزب الله الدولة في حرصه على الإلتزام بالقرارات الدولية، والتأييد الأعمى للقسم الرئاسي والبيان الوزاري… وغالباً يجد الحزب من يصدقه، لولا أنه يحمل النقيض وضده معلناً أن من يطلب نزع سلاحه سينزع الحزب روحه… وستقطع يده.

إذاً، المتنافسان لا يلتقيان.

الدولة لديها الرغبة في نزع السلاح، لكنها لا تملك القدرة على تجنب الحرب الأهلية.

وحزب يملك القدرة، لكنه لا يملك الرغبة حتى لو أدى ذلك إلى حرب أهلية.

في هذا الصراع ، الذي لا يمكن أن يحسم، بين القدرتين والرغبتين، يبدو أن لبنان سينتهي من حيث بدأ.

وهذا يعني طبعاً أن إسرائيل ستعاود تشغيل معدتها الجغرافية  وأنيابها الصاروخية مجدداً، وبالتالي، يترتب على اللبنانيين الإستعداد لاستقبال الخوازيق من جديد.

لقد أدى الجميع دوره باحتراف.

تحقق النصر للثنائي الشيعي، وللدولة العنيدة.

لا هزيمة ولا مهزوم.

الفريقان وجدا من يصفق لهما.

التنفس السياسي متاح الأن أقله إلى نهاية العام الحالي، حيث تنتهي مرحلة الخوازيق المؤجلة، لتبدأ مرحلة المخاطر الجدّية.

كما قلنا، كان الآداء المسرحي رائعاً، حين تم إخراج القرارين الخالدين.

انسحب وزراء الثنائي من جلستي تكليف الجيش بنزع السلاح وإقرار ورقة أهداف باراك… بعد أن حفظوا ماء وجه خامنئي… وانطلقت مسيرات دراجاتهم مهذبة  على غير ما درجت عليه أيام فائض الإستفزاز والإستعلاء والإستعداء.

ومثل الثنائي، أدلت الدولة بدلوها، وحوّلت نصوص قسمها الرئاسي التاريخي، وكلمات بيانها الوزاري النارية، إلى قرارات انتصرت فيها الدولة على الدويلة لأول مرة، بعد خضوع وخنوع طال زمانه.

وبما أن هذه القرارات تحمل في موادها أسباب المماطلة في التنفيذ بحيث لا يحين موعدها إلا وقد انتشر بين اللبنانيين أتفه شعر قاله العرب:

“إذا دعوا للحرب قلت لهم.. دعوني فإني آكل العيش بالجبن”.

أما وأن الصواريخ البالستية تقلق إسرائيل… فإن ما يكفي ليقلقنا بضعة آلاف من القمصان السود المسلحة بتعليمات إيران.

لو قيل لك أن الجيش سينتزع سلاح حزب الله آخر السنة… هل ستصدق ذلك؟.

العقل يقول لن تصل إلى هذه المرتبة من الجنون.

هذا يعني أن الترحيب الأميركي والأوروبي والخليجي بقرار حصر السلاح بالدولة اللبنانية ليس أكثر من وهم.

إن أبواب جهنم المفتوحة على كامل الأرض اللبنانية تؤكد أن حزب الله قد عاد اليوم وكأن شيئاً لم يكن وأن لبنان ما زال لعبة بين يديه.

وليد الحسيني

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.