حديث الاثنين – بقلم وليد الحسيني – طز
قبل البدء، لا بد من التوضيح أن طز ليست كلمة بذيئة، كما يعتقد المتمسكون بمكارم الكلمات.
طز تعني الملح باللغة التركية، واستُخدمت شعبياً، بمعنى”الفافوش”، بعد أن أعفى العثمانيون الطز، أي الملح، من الضرائب التي فُرضت على كل ما تستورده الإمبراطورية.
عندما كان رجل الجمارك لا يجد في الشحنة التي يفتشها سوى الملح المعفي من الضرائب، يتوجه إلى زملائه صارخاً بغضب: طز… طز… لا الدولة قبضت ولا نحنا قبضنا… يعني طلعنا “فافوش”.
من هنا سادت الطز لتُطلق إدانة على كل عمل فاشل لا قيمة له.
والآن نبدأ.
تُرى كم ألف طز تستحقه الأمة العربية وقد تكفّنت بالذل… وتحوّلت من رأس إلى ذنب؟.
نبدأ؟.
ولكن من أين؟.
لا يهم، ففي كل منا وفي كل ما نفعل كميات من الطز، كلما اعتقدنا أنها اكتفت طلبت المزيد من الطز الذي يليق بما نتصرف كأفراد، وبما نقرر كدول.
إذاً، لنكن نحن البداية.
اذاً، طزٌ بنا.
-طز بجامعتنا العربية.
-طز بقمم تقرر وتحيل قراراتها إلى مزابل مجهولة المكان.
-طز بجيوش كلما اشترت سلاحاً أعدّت له ما يناسب حجمه من مستودعات، بحيث يكون فتح الاندلس أسهل من فتح أقفالها المنسية.
-طز بنواب لبنانبين ينكرون فضل الحظ في وصولهم إلى النيابة.
-طز في قانون انتخابيّ يميز بين نواب ينتخبهم العالم ونواب ينتخبهم الزاروب.
-طز في الرأي العام الدولي، اذا اعتقد أن باستطاعته مواجهة الرأي العام الأميركي.
-طز في الأمجاد ووقفة العز ونحن نعيش أذل ذلّ عرفه التاريخ. وكي لا ينالنا منه المزيد، يكون إكرام العربي في دفنه حيّاً.
-طز في ثورة السودان التي لم تُبق على أهلٍ لنسميها حرباً أهلية.
-طز بنتنياهو. فليفعل بنا مايريد… فما لجرح في ميتٍ إيلام.
-طز في عروبتنا… تشاهد مآسي غزة فتبكيها بألسنتها إدانة واستنكاراً.
-طز في الوطنية… فجميعنا يقول “الوطن غالٍ” ويبحث عن شاري.
-طز في السلاح… فالعرب يشترونه تماماً كما يشتري الأعمى التلفزيون.
-طز في الصدق… فعندما نصدق ما نسمع من تصريحات عربية علينا أن نكذب ما نرى.
-طز في أشواك العالم، فهي أعجز من أن توخز ضمير أميركا.
-طز في الصبر… فهو تأجيل لإعلان الفشل.
-طز في شهداء غزة… فلولا نتنياهو لما دخلوا الجنة.
-طز في دبلوماسية الدولة… فقد فشلت في تحقيق ما تعهدت به.
لذلك يستطيع الآن حزب الله أن يتحرر ويُحرّر.
-طز في هيئة الأمم المتحدة. فاعتراف 142 دولة بفلسطين لا يعني الأكثرية… فالأكثرية تتمثل في دولتين… أميركا وإسرائيل، ولا ثالث لهما.
-طز في الممانعة…
اسرائيل تقتل والممانعة لا تمنع ولا تمانع.
-طز بقرارات الحكومة… هي تقرر حصر سلاح حزب الله بيدها، وحزب الله يقرر حصارها بسلاحه.
-طز في علي بابا… فعدد اللبنانيين آكثر بكثير جداً من أربعين.
وليد الحسيني
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.