حديث الاثنين _تحاوروا… إن كنتم صادقين
بقلم وليد الحسيني
لم نزل، ومنذ أكثر من 20 عاماً، ننقع الحوار ونشرب ماءه… ولن ندري إلى أي جيلٍ سنورّث الحوار والنقع وشرب مياه القرارات المنقوعة؟.
نحن لا نقطع الوقت، بل نترك لسيفه أن يحضّر رؤوسنا للمقصلة.
ياما تحاورنا واتخذنا قرارات، لو وقعت أوراقها بيد أطفالنا لحولوها إِلى طائرات هوائية.
ترى ماذا ننتظر، وسوريا أعطت إسرائيل ما تريد من علاقات، وإسرائيل لم تعطها سوى اقتراب صواريخها من القصر الجمهوري، والتجوّل في ساحة الأمويين، الرمز الدمشقي العريق، مستهدفة مبنى رئاسة الأركان التاريخي… فلماذا إذن ستعطي لبنان الذي لم يعطها سوى الحبر والورق؟.
وعلى قاعدة “يا مين يعيش”، تعالوا وتحاوروا وقرروا استراتيجية دفاعية إن كنتم صادقين.
تصارحوا وتصالحوا إن كنتم صادقين.
تحاوروا وانقذوا كرامة النازحين من عار افتراش الأرصفة، إن كنتم صادقين.
تحاوروا ولا تذلوا العزة بتجريدها من الشعار الحسيني الكبير “هيهات منا الذلة” إن كنتم صادقين.
تحاوروا وتكاشفوا واكشفوا نوايا بعضكم لبعضكم إن كنتم صادقين.
هذا، وإلا سيتكرر ما كان قبل الهدنة، حيث سيهدر السلم الأهلي بهدير “التكبير” الغوغائي… والتضخيم العشوائي لدور السلاح، الذي كلما حلّت به هزيمة، جيرها الحزب واثقاً إلى قوائم هزائم العدو الإسرائيلي المتخيلة.
أما إذا ارتضيتم الحوار مخرجاً، فلا تخرجوا وقد زادت خلافاتكم خلافات، كما عودتمونا.
لكن هل يعي من دخل حوار الطرشان الداخلي أنه يُخرج لبنان من الحوار الدولي؟.
ألا يعني ذلك أننا سنتحول إلى دولة منسية لن تجد من يشفق عليها؟.
لا سلام ولا كلام.
و إذا ترك لبنان للنسيان الدولي، فعندئذ لن ينجو من الحرب الأهلية، التي يلغيها المتفائلون من حساباتهم، على اعتبار أنها لا تنشب إلا بتحارب فريقين، وكأن البلد يخلو من فريق قاتل وآخر قتيل.
الفريقان هنا، وهنا أيضاً حوار الثوابت المتحركة والمواقف المتحولة.
لا شك أن حواراتنا كانت وستكون بلا آذان… وبألسنة كثيرة.
اخيراً علينا الاعتراف بأن لبنان ابتلي بطبقة سياسية، لو لم يخلق الله جهنم لما عرفت هذه الطبقة إلى أين تذهب… بعد عمرٍ طويل.
وعلى هامش الحوار المزمع والمزعوم، وإطلاقاً للتهيؤات والادعاءات، نقول للعهد وحكومته وشعبه، ان التراجع عن “الصح” فضيلة أيضاً… فتراجعوا عن قرار نزع سلاح حزب الله، قبل أن يصيبنا الندم بشروره.
يا لبنان العظيم إعلم أن الأمة العربية في خطر.
نتنياهو قرر تحريك معدته الجغرافية وإقامة دولة أسرائيل الكبرى.
إن فعلها فمن سيردعه؟.
وعندئذ من سيحرر مصر وسوريا ولبنان والعراق والسعودية؟.
باسم ملوك ورؤساء وأمراء وشعوب الأمة نناشد لبنان بأن يتحمل ويصبر على سلاح حزب الله.
إنه الحامي والمحرر، فسلاحه وحده ينصره الله… وعناصره وحدهم هم الغالبون.
يا فخامة عون ويا دولة سلام، تناسيا القسم والبيان مؤقتاً وامنحا حزب الله فرصة إنقاذ الوطن العربي من ابتلاع إسرائيل للفرات والنيل… علّ التاريخ يقدر لكم سعيكم لاستعادة دولة هاجرت إلى إيران.
وليد الحسيني
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.