حديث الاثنين _ هل تذهب الدولة … ويعود ميقاتي؟
بقلم وليد الحسيني
حيث تمتد عيوننا، من جهات لبنان الأربع إلى سهوله وجباله الأوسع، سترى الفوضى.
وآخر الفوضويات اللبنانية كان في ضجة، لا تستحق الضجيج، اهتزت لها قمة صخرة الروشة. لكن كان الذي خفنا أن يكون… فقد انكسرت الجرّة بين قرار الحكومة بمنع إضاءة الصخرة بصورة السيد حسن نصرالله… وبين إصرار حزب الله على الإضاءة تحدياً واستفزازاً.
ولأن حزب الله هم الغالبون، فقد تحوّلت ضجة الخلافات الصغيرة إلى ضجة كبرى كادت تطغي بعوائها المخيف على صوت السلم الأهلي.
وأشد ما نخشاه أن تستغل شظايا الجرّة المكسورة في شرخ العلاقة بين اللبنانيين ومؤسساتهم العسكرية… فإن تنصر هذه المؤسسات إصرار حزب الله على الإضاءة، وتكسر قرار الحكومة على المنع، فهذه بادرة تصل إلى إحدى فرضيتين: العجز أو التمرد.
الفرضيتان تتساويان في السوء وتؤديان إلى إحباط، بعد فرحة، ما طالت أعمارها وما دامت أفراحها.
يحدث هذا بوجود نواف سلام، كبير أطباء الدستور وسيد المحافظين على سيادته.
الرجل لم يعش عصور تبويس اللّحى وعفا الله عما مضى.
إنه رجل دولة… لا يرى أحداً فوق القانون، مهما علا شأنه، ولا يرى احداً تحت القانون، مهما صغر شأنه… معه لا مفر من الكي كأبسط دواء لبسط سلطة الدولة.
وعند سلام فإن أقل الكي يبدأ باعتقال اللجنة المنظمة للمناسبة، والتي لم تحافظ على ما تعهدت به للمحافظ.
ورغم أن هذا هو القليل الذي قد يرضي رئيس الحكومة، إلا أنه كثير على قوى أمنٍ لم تجرب قدرتها على الاعتقالات في عمق الضاحية، التي تعتبر عاصمة الدولة العميقة.
أما إذا كان المطلوب الكي الأقصى والأقسى ، أي اعتقال وفيق صفا، فالخشية في أن تتحول مؤسساتنا العسكرية إلى مؤسسات في دول عدم الإنحياز، وأن يغيب صوت نبيه بري عن سمع الضاحية.
وأخشى ما نخشاه أيضا أن يقتنع من أقنعنا بالدولة أن لبنان لا يصلح للإصلاح.
وهذا يفرض علينا مغادرة قطار الدولة الذي يتحرك بوقود لبناني وبقيادة نواف سلام.
لم يبق لنا سوى قطار دولة نجيب ميقاتي.
فهل نَصعد وننطلق إلى الهاوية مجدداً… أم أن الرئيس عون سيتذكر قسمه وينتزع الدولة مجدداً من حزب الله ودولته العميقة؟.
وليد الحسيني
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.