حديث الاثنين_تفاؤل الوهم وتشاؤم الواقع
بقلم وليد الحسيني
نتمنى لكم، دولةً وأكثريةً شعبيةً ساحقة، أن تتفاءلوا وتجدوه حياً يرزق.
لكن “اللكن المُشككة” تنحاز إلى الشؤم والتشاؤم.
نحاول عبثاً أن نقنع بقناعاتكم، بأن حزب الله يتوعد بالحرب الأهلية ولا يعد عدتها وأنه لن ينقل الصراع من إسرائيلي لبناني إلى لبناني لبناني.
سنُصدقه ونصدق قناعاتكم.
نعود إلى زمن النفوذ الذي مضى، والذي بقي منه الكثير.
يومها، واحتجاجاً على نزع شريط هاتف أرضى، اجتاح فيلق القمصان السود شوارع بيروت، وصعدوا بغضبهم جبلاً وإلى حيث يمكن نشر الرعب بنشر الهيبة الإلهية.
نزع أسلاك هاتفية دُفنت تحت سنتيمترات من التراب كادت تشعل حرباً أهلية… فماذا يقول تفاؤلكم والنزع هذه المرة يتعلق بصواريخ بالستية وذكية ودقيقة، أنفقت على حفر أنفاقها ملايين الدولارات؟.
هل سأل “تفاؤلكم العبيط” عن دور حزب الله بلا سلاح؟.
بلا سلاح يعني بلا المليار دولار التي كانت تنقل من فم الإيراني إلى فم الحزب ومؤسساته… ومن أحزاب والته فتولاها داعماً، وطبعاً لكل حزب من حجمه نصيب.
بلا سلاح… أي بلا رواتب ولا أسر شهداء… ولا… ولا… ولا.
بلا سلاح… أي بنواب لا دور لهم سوى المطالبة بنقطة نظام أو بمداخلة لا أثر لها محلياً ولا دويّ لها إقليمياً ودولياً.
بلا سلاح… أي بكتل نيابية خارجة عن التصويت بـ “السحسوح”.
بلا سلاح… أي بلا فائض نفوذ… أي بانفضاض المؤيد والمؤازر، باستثناء من غلبت عقيدته الاستشهادية عقده الحياتية.
تري هل يقبل حزب الله أن ينتهي إلى ما انتهى إليه “المرابطون”؟.
بالتأكيد لن يرضى، وبالتالي، فهذا لن يحصل.
اذاً، فالأمر لا علاقة له بالتفاؤل والتشاؤم، إنه عالق في إيران حيث يقيم الأمر الناهي.
أما القول أن الدولة قد قامت وقررت ولن تتراجع، وأن جيشها جاهز لينزع ويمنع، ولو أدى ذلك لسحق العنب وقتل الناطور.
لا يمكن للدولة أن تغامر وتغمر البلد بالدم والجثث… كما لا يمكن لحزب الله أن يتسبب لنفسه بمحاكمات شعبية إضافية واتهامات لا يمكن إنكارها… فويلٌ للدولة إن صدقّت قوّتها وويلٌ للحزب إذا تابع الدفاع عن لبنان بقتل اللبنانيين.
إذاً ما الحل؟.
الحل ليس عندنا… فدائماً هناك طرف ثالث في لبنان يُثير الفتن ويُخمدها.
المهم أن لا يكون الشيطان ثالثنا.
وليد الحسيني
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.