حديث الاثنين_ بقلم وليد الحسيني – طاولة القرارات ومتاريس التنفيذ
المبالغة في ضعف حزب الله كالمبالغة في قدرات الدولة.
في المبالغتين يبالغ الطرفان في تشددهما.
الحزب يرى أن سلاحه أمانة إلاهية… حتى لو أدى إلى عودة إسرائيل بصواريخها وجرائمها… وحتى لو أدى فرضه سلاحه على اللبنانيين إلى إطلاق القمصان السود في الجبل وشوارع بيروت مرة أخرى.
أما الدولة فهي على يقين بأن اليوم الدولي المشمس، الذي يغدق عليها بأشعة الذهول والإعجاب بشجاعة اتخاذ قرارات نامت عليها إرادات الجبناء.
ومما زاد في نشوة القرارات الجريئة التصفيق الجماعي المدوي المحلي الذي رافق قرار حصر السلاح ونزعه.
لكن لكل من الحزب والدولة ثمة ما يحجب عزة التفوق على الآخر… فالحزب سلبت إرادته عندما حجز الحرس الثوري آذانه في إيران وأطلق لسانه في لبنان… والدولة ستبحث عبثاً عن يومها المشمس عندما يجتاحها الشتاء العاصف برعوده وصواعقه وغيومه الملبدة، التي ستحجب عنها الدفئيْن المحلي والدولي.
في لحظة ما سيكتشف الطرفان أنهما وصلا إلى الخيار الأخطر… فإما أن تنسى الدولة قراراتها التاريخية، متخلية مرة أخرى عن قرار الحرب والسلم، تاركة ذلك لسباق بين إسرائيل وحزب الله… وإما أن تزلزل الأرض وتثبت أن لا إرادة تعلو على إرادة الدولة… وحينها نخشى أن تحين نهاية لبنان… وحينها فعلاً يا شماتة نتنياهو بلبنان.
ما أسهل أن يجتمع الوزراء حول طاولة مجلسهم ويتخذون إجرأ القرارات… وما أصعب تنفيذها إذا كان التنفيذ لا يتم إلا من خلف المتاريس ومن وسط الخنادق.
وما بين أصوات وزراء الطاولة، الذين اختلفوا على ما كانوا قد اتفقوا عليه.
لا أدري سر ثنائية مواقف الثنائي الشيعي… وكأنه لا يميز بين اللّا والنعم.
على كلٍ، لن تكون هذه الإزدواجية هي القضية اليوم.
اليوم يدور صراع مخيف بين الطاولة والمتراس .
أي، إما أن تنسى الدولة قراراتها التاريخية… فتخسر العالم… وإما أن تصر على المواجهة، فتنقل البلاد من طاولة الحكومة إلى حكم المتراس… فتخسر نفسها وتخسر لبنان.
ترى ماذا سيختار لنا حزب الله؟.
ترى أي الشريْن؟. وأخشى ما نخشى أن يختار الشريْن معاً.
ويا ليت الحزب يقرأ جيداً ورقة باراك التي أقرها مجلس الوزراء… ولن نستغرب بعدئذٍ إذا اتهم نعيم قاسم الأميركان بسرقة شروط وأفكار الحزب.
وليد الحسيني
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.