حربا إسرائيل على الحزب وإيران أسقطتا جدوى السلاح… تسليم لا حوار

10

نجوى أبي حيدر
على نتائجها الكارثية وتداعياتها البالغة السلبية، جاءت الحرب الاسرائيلية- الايرانية لتبدّل الاولويات اللبنانية التي كان في مقدمها سحب السلاح غير الشرعي، بدءا بالفلسطيني وصولا الى حزب الله تمهيدا لحصره بيد الشرعية.
ووقت كان الجميع ينتظرون انطلاق المرحلة الاولى من مخيمات بيروت الثلاثة امس ولم يحصل، بدا حزب الله مرتاحاً ، ما دام التأخير سيطال سلاحه حكماً، بحوار او من دونه، علماً ان في رأي مصادر سياسية قيادية، يفترض بالحوار ان يتناول مواضيع سياسية واصلاحية وقانون الانتخاب والتركيبة والصيغة الفضلى لمنع تعطيل النظام وآلية العمل وتفعيل المؤسسات، وليس ارساء حلول لمسألة السلاح، بحسب ما يطالب مسؤولو حزب الله مقابل التخلي عن سلاحهم. وتؤكد ان لا حوار حول السلاح، فوجوب تسليمه مبتوت والقرار اتخذ والمطلوب اعلان اجندة ممرحلة حول تسليمه، ذلك ان الثنائي الشيعي بموافقته على اتفاق وقف النار انهى صلاحية ودور السلاح، كما وافق على خطاب القسم، حيث حصر حمل السلاح بيد الدولة، وشارك في حكومة نص بيانها الوزاري على ان لا سلاح خارج الدولة. وتبعا لذلك لا مجال للحوار حول تسليم السلاح.
وتؤكد المصادر ان اضافة الى كل ما تقدم، اثبتت الحربان الاسرائيليتان على حزب الله في الخريف الماضي وعلى ايران راهنا ان السلاح التقليدي عديم الجدوى ولزوم ما لا يلزم، فهو لم يردع اسرائيل المتفوقة تكنولوجياً عن هدم معاقل الحزب في الجنوب وبيروت واغتيال هيكليته القيادية كاملة، ولا مكّن مُصَنِعته ايران المُخَصِبة نوويا من مواجهة “الاسد الصاعد” الذي افترس علماءها النوويين وقادتها العسكريين وما زال وقد دكّ كل مواقعها الحيوية وأعادها عشرات السنوات الى الوراء. فما فائدة بقاء هذا السلاح اذاً؟
وتضيف المصادر سائلة، اذا كان الحزب لا يزال يعتبر السلاح ضروريا ويصر على التمسك به كسلاح مقاوم امام عجز الجيش واجهزة الدولة الامنية، كما يدعّي، فلماذا لا يتولى اخراج العدو الاسرائيلي من التلال الخمس وحماية الحدود واجواء لبنان ومنع الخروقات الاسرائيلية والاغتيالات اليومية لعناصره؟ وتردف: لا يمكن للثنائي ان يطلب من الدولة تحمل مسؤولياتها وهو في الوقت نفسه ، يعرقل تحركها ويستمر بحمل السلاح، فبذلك يعرقل اعادة بناء الدولة والمؤسسات ويشكل خطرا على لبنان وشعبه، لا بل هذا يقترف خيانة وطنية عظمى يعاقب عليها الدستور لانه يجر الويلات والدمار على لبنان….. فكل من يعمل على استجلاب قوة خارجية الى الداخل للتدمير والخراب يتحمل المسؤولية وتطلق عليه صفة الخيانة.
ان كان الحزب لبنانياً، يقدم مصلحة وطنه بعدما نضبت مصادر تمويله وانتفت مقومات بقائه حياً، ما عليه سوى إفساح المجال امام الدولة ومؤسساتها واجهزتها لتقوم بواجبها في اعادة بناء نفسها، فيُسلِم سلاحه وينخرط في العمل السياسي كأي حزب لبناني، ويعود لبنان الى حياده المدرج في اعلان اعلان بعبدا الموثّق اوروبيا وعربيا ودوليا، في الامم المتحدة ، وقد اثبتت التجارب على مرّ التاريخ ان السلاح لم يحمِه مرة بل الحياد ولا شيء سواه.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.