حكومة نواف سلام دخلت التاريخ

10

كتب عوني الكعكي:

بالرغم من أنّ جزءاً مهماً من أهالي البلد مغتاظون بسبب اتخاذ الحكومة التي يرأسها القاضي نواف سلام قراراً بجمع السلاح، إلاّ أنّ هذا الغضب لا مبرّر له.

في الحقيقة، لولا وجود رئيس جمهورية مثل جوزاف عون ليس تابعاً لأحد، همّه الوحيد إعادة بناء لبنان كما كان أيام الرئيس فؤاد شهاب. وهو جاء من مدرسة لا تعرف اللفّ والدوران وتدوير الزوايا والاتفاقات تحت الطاولة. فالرجل لا يخفي ما يريده، فكلمة يؤمن بها يقولها بجرأة. ومن حسن حظ اللبنانيين أنها المرّة الأولى التي يصادف فيها رئيس جمهورية من نفس مدرسة رئيس الحكومة الذي جاء من أعلى محكمة دولية في العالم. ويكفيه أنه حكم على المجرم رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو بحكم لا يتجرّأ أي قاضي في العالم غيره أن يتخذه.

ولكن استقامة الرئيس نواف وإيمانه بالعدالة دفعته لاتخاذ قرار حكم تاريخي ولأوّل مرّة في التاريخ.

كل التهجّم بدءاً بالتظاهرات التي يقوم بها أنصار الحزب، والتي يقوم بها إخوتنا في الوطن، نقول لهم: انتهى عهد السلاح ودخل لبنان مرحلة جديدة، ولا يمكن بعد الآن أن نحمل سلاحاً بسبب فشل هذا السلاح في حماية لبنان منذ عام 2000 أي منذ 25 سنة، والحزب يحاول أن يحارب العدو الإسرائيلي، والنتيجة كانت فشلاً عام 2006 بعد الشعار الذي أطلقه شهيد فلسطين القائد حسن نصرالله وهو: «لو كنت أعلم».

ثم الى القرار التاريخي الذي اتخذه في الدخول في 8 أكتوبر لمساندة أهل غزة. ولا أحد عنده ضمير إلاّ ويقدّر عالياً ذلك القرار. وللمناسبة، هذه فضيحة كبرى الى كل محور الممانعة والمقاومة بدءاً بإيران ثم العراق والأهم سوريا التي أدّى سقوط نظام المجرم الهارب بشار الأسد، لأنه دفع ثمن كذبه وفشله في الحكم الى خروجها من محور الممانعة. إذ كيف يعقل أن يقتل رئيس مليوناً ونصف مليون مواطن من شعبه، ويهجّر 12 مليوناً أي نصف الشعب السوري، ويريد أن يحكم… على كل حال الشعب حاسبه والطريقة التي سقط فيها النظام الحديدي في سوريا خلال أسبوع كانت سريعة. هذه الحادثة يجب أن تدرّس في الجامعات وتكون عبرة لكل حاكم ظالم.

اليوم في لبنان، انتخب رئيس بعد انتظار سنتين بسبب تعنّت الحزب ورفضه انتخاب الرئيس جوزاف عون أوّل الأمر، والحمد لله انتصر العدل وجاء الرئيس جوزاف عون رئيساً.

ثم جاء قرار مجلس النواب بتكليف القاضي الرئيس نواف سلام بتشكيل حكومة.

لأوّل مرّة تشكل حكومة منذ أكثر من 50 سنة معظم وزرائها من ذوي الاختصاص، و14 منهم من خريجي الجامعة الأميركية. وفي نظرة الى باقي الوزراء ترى أن كل واحد منهم يتمتع بشهادات عليا ومحترمة.

أخيراً، أكثر ما يعجبني بالرئيس نواف سلام أنه لا ينظر الى الوراء، وأراه مرتاح الضمير، ولا همّ عنده إلاّ إنقاذ البلاد من الفوضى والحروب التي قضت على فرص كبيرة: وهنا تصوّروا لو لم تكن هناك حروب منذ عام 1975 أي منذ 50 سنة «وين كان صار لبنان».

aounikaaki@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.