رئيس الجمهورية: الورقة الأميركية صارت لبنانية

5

في وقت تترقّب الأوساط السياسية اللبنانية زيارة الموفد الأميركي توم براك، ونائبة المبعوث الخاص للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس إلى بيروت في زيارة تحمل في طياتها أفكاراً جديدة حول خطة حصر السلاح بيد السلطة الشرعية. أكد رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون في مقابلة مطوّلة مع قناتي “العربية” و”الحدث”، أنّ إيران دولة صديقة للبنان على قاعدة الاحترام المتبادل وحفظ السيادة، مشدداً على أنّ لبنان لا يسمح لنفسه بالتدخل في شؤون أي دولة، كما لا يقبل التدخل في شؤونه الداخلية.

وتطرّق الرئيس عون إلى ملف سلاح حزب الله، معتبرًا أنّه “شأن داخلي”، وأنّ المؤسسات الدستورية هي المعنية حصراً بمعالجة هذا الموضوع، وقال: “لا أعتقد أن أحداً على مساحة الوطن لديه مشكلة مع مبدأ حصر السلاح بيد الدولة، فهذا ما نصّ عليه اتفاق الطائف بوضوح”.

وفي ما يتعلق بالمبادرة الأميركية، أوضح عون أنّ لبنان “وضع ملاحظاته على الورقة الأميركية فباتت ورقة لبنانية”، مشيراً إلى أنّها لا تصبح نافذة قبل موافقة الدول المعنية عليها. وأضاف: “أكدنا على مبدأ خطوة مقابل خطوة، وأمامي خياران: إما الموافقة على الورقة والمطالبة بموافقة إسرائيل عبر المجتمع الدولي، أو عدم الموافقة، وهو ما قد يؤدي إلى رفع وتيرة الاعتداءات وعزل لبنان اقتصادياً”.

وشدد على أنّه لم يتلقَ أي تهديد مباشر في حال رفض الورقة، لكنه كشف أنّ الجانب الأميركي أبلغه بأنّ لبنان سيُستبعد من أجندته إذا لم يوافق على المقترح. وأكد قائلاً: “أنا رجل دولة جئت لأبني بلداً، ليست لدي حسابات انتخابية أو حزبية أو تطلعات سياسية لاحقة. أولويتي تحقيق الأمن والاستقرار”.

وتوقف الرئيس عون عند الوضع الداخلي، قائلاً: “همّي أن يعود لبنان ويفك عزلته ويحقق الأمن والازدهار، لأنه من دون استقرار سياسي وأمني لا يمكن تحقيق أي انتعاش اقتصادي”. وأشاد بالدعم العربي قائلاً: “نرحّب بكل من يريد مساعدة لبنان من دون التدخل في شؤوننا، ونشكر المملكة العربية السعودية على جهودها ومساندتها الدائمة”.

وعن العلاقة مع سوريا، شدّد على أنّ “التنسيق الأمني والعسكري موجود ومستمر”، مضيفاً أنّ لبنان “بانتظار أي موفد سوري لتفعيل العلاقة بشكل رسمي”، مثمناً الموقف السوري الداعم للملاحظات اللبنانية على الورقة الأميركية، ومؤكداً السعي إلى تحسين العلاقة مع دمشق وترسيم الحدود برعاية سعودية.

كما تناول مسألة التهويل من الفتنة الداخلية، فقال: “تخويف اللبنانيين من بعضهم مجرد كلام غير مبرر. الجيش موجود على الحدود وفي الداخل، والجميع متفق على مبدأ تحييد لبنان، وهذا ما يحصّنه ويقوّيه في مواجهة التحديات”. وأكد في ختام المقابلة: “أنا منفتح على مناقشة أي موضوع تحت سقف الدولة اللبنانية ومؤسساتها”.

ردود بالجملة

من جهة ثانية، وغداة  كلام امين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم التصعيدي الذي عكس كلمة سر ايرانية حملها لاريجاني، بضرورة الذهاب حتى النهاية في معركة “حماية السلاح”، والرد السريع لرئيس الحكومة نواف سلام الذي اعتبر ما قيل في حق الحكومة والسلم الاهلي، كلاما مرفوضا و”حراما”، تواصلت المواقف الشاجبة والمدينة لخطاب الامين العام للحزب. 

 في السياق، رأى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في بيان “ان خطاب الشيخ نعيم قاسم،، هو خطاب مرفوض بالمقاييس كلها، إذ يشكّل تهديدًا مباشرًا للحكومة اللبنانية بالدرجة الأولى، وللأكثرية النيابية التي منحت هذه الحكومة الثقة بالدرجة الثانية، وللمؤسسات الدستورية كافة في لبنان، وفي طليعتها رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة. وهو تهديد مباشر أيضًا لكل لبناني حر”.

10% تأخذ 90%!

ووسط مطالبات بمحاكمة قاسم على كلامه التهديدي، قال عضو كتلة الكتائب النائب الياس حنكش ان “هناك شرعية في لبنان وهناك من يتمرد على هذه الشرعية، وقاسم هدد من خلال خطابه الاخير الشرعية اللبنانية واللبنانيين والبلد الامر الذي لم يعد يحتمل، والجدير بالذكر أن هذا التصعيد أتى بعد زيارة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني.” وفي حديث تلفزيوني، أكد أن سلاح حزب الله لم يمنع إسرائيل من التدمير ولم يحمِ قياداته إنما أتى بالويلات الى لبنان، لافتًا الى أن قاسم يهدد اليوم اللبنانيين بحرب وباستعمال سلاحه ضدهم وبالتالي سلاح حزب الله لم يعد ضد إسرائيل”. وتابع “حزب الله أتى بالاحتلال الاسرائيلي الى لبنان بعد حرب الاسناد، لذلك يجب تنفيذ القرار الحكومي بالتزامن مع التحرك الدبلوماسي لايقاف الخروقات الاسرائيلية اليومية، حزب الله ليس أكبر من الدولة وأمامه فرصة ليساهم في بناء لبنان الجديد”. وختم “هناك دولة في لبنان وهناك فرصة حقيقية لبناء بلد على مستوى طموحات الناس لذلك لا يمكننا تطيير الفرصة من أجل أجندة إيرانية إقليمية، فاليوم 10% تأخذ 90% من اللبنانيين الى الدمار أما تهديد الحزب فمرفوض ومردود”.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.