رصد دولي لأبعاد الانسحاب الاميركي من المنطقة وأوروبا متخوفة
منسّى يزور “اليونيفيل”... الجيش يكشف على مبنى في الضاحية
كل الانظار الداخلية والاقليمية والدولية تشخص في الاتجاه الاميركي رصداً لأبعاد الخطوات الاميركية المفاجئة بنقل أفراد الطواقم الديبلوماسية الأميركية من منطقة الشرق الأوسط وخفض عدد موظفي سفارتها في العراق لأسباب أمنية، ونقل آخرين من سفارتيها في الكويت والبحرين واعلان الرئيس دونالد ترامب نقلهم “لأنه قد يكون مكاناً خطراً”.
ووسط تتبع لكل اجراء تتخذه واشنطن وتل ابيب التي تتحيّن الفرص لتسديد ضربة للجمهورية الاسلامية، تعزز حظوظه المعلومات المُسربة عن منحى سلبي تسلكه المفاوضات النووية عشية جولتها السادسة الاحد المقبل في مسقط ، دخلت اوروبا على الخط مع اعلان مسؤولة السياسة الخارجية والأمنية الأوروبية اليوم ان “مخاوفنا حيال إيران تتجاوز البرنامج النووي فهناك أيضا مسألتا دعمها لروسيا واعتقال مواطنين أوروبيين في إيران”.
خلفيات وابعاد الحراك الاميركي سينقلها الى بيروت توماس برّاك سفير واشنطن في تركيا والمكلف ملف سوريا حينما يزورها الاسبوع المقبل، مستطلعاً اسباب تأخر لبنان في اتخاذ اجراءات عملية لحصر السلاح بيد الدولة والشروع في الاصلاحات بحسب النصيحة الرئاسية الاميركية وعدم تفويت الفرصة الاخيرة، علما ان السفير السابق ديفيد هيل الذي غادر بيروت امس سيرفع تقاريره في هذا الشأن الى الادارة الاميركية انطلاقا من ادارته موقع دراسات يتابع ملف لبنان ويشرف عليه مباشرة، وسيزود بها برّاك حكماً.
وبين المستجدات الاقليمية المتسارعة على الخط الايراني – الاميركي ، والوضع الجنوبي لناحية تطويق ذيول الاعتداء على اليونيفيل، توزع الحدث اليوم.
منسى واليونفيل
في هذا الاطار، دان وزير الدفاع ميشال منسى الاعتداءات على اليونيفيل التي “تخدم العدو الاسرائيلي”، واكد “ضرورة التجديد لليونيفيل من دون أي تعديل”، وأمل أن “تنجح الجهود بذلك”. واشار الى ان “الهدف هو تثبيت الاستقرار في جنوب لبنان وبدء عملية إعادة الإعمار”. موقفه جاء خلال زيارته مقر قيادة “اليونيفيل” في الناقورة، والتقى القائد العام الجنرال آرولدو لازارو، في حضور عدد من ضباط “اليونيفيل” والجيش، وعقد إجتماع تم خلاله البحث في الإشكالات بين “اليونيفيل “ والأهالي التي تكررت في بعض البلدات. وألقى الوزير منسى كلمة، قال فيها: جئتم رسل سلام، حاملين رسالة أمل وواجب، تنفيذا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 425، لضمان إنسحاب إسرائيل من لبنان، وإستعادة الأمن والسلام ومساعدة الحكومة اللبنانية على إعادة بسط سلطتها الفعلية في الجنوب. ضباط وجنود الأمم المتحدة، مع اقترابكم من إتمام خمسة عقود من مهمتكم النبيلة، أصبحتم جزءا لا يتجزأ من حياة الشعب اللبناني – وخاصة في الجنوب. لقد شاركتم أحزانهم وأفراحهم، واحتفالاتهم وتقاليدهم، وقصصهم وذكرياتهم. صرتم إخوة وعائلة وأصدقاء، ولكم مكانة عزيزة في قلوبهم ومشاعرهم وأثر دائم في ظل الظروف الراهنة، نؤكد أهمية تجديد ولاية اليونيفيل من دون تعديلات”. وتابع منسى: “فهذا التجديد أساسي للحفاظ على الاستقرار والسلام اللذين رسختهما مهمتكم على مر السنين. ونأمل أن يكلل مساعيكم الحثيثة بالنجاح في تجديد الولاية ما يضمن استمرار عملكم الحيوي في لبنان. لا يمكننا أن ننسى عدوان عام 2006، ولا الحرب الأخيرة المروعة والمدمرة التي حولت، على مدى أشهر، الجنوب وجزءا من بيروت والبقاع ومناطق عدة من لبنان إلى مقابر. أنقاض ودمار”. واستطرد: “خلال هذه التحديات الهائلة، بقيتم صامدين، ثابتين على رسالتكم، مدفوعة بنزاهتكم الأخلاقية والتزامكم الإنساني الراسخ.اسمحوا لي أن أغتنم هذه الفرصة لأعرب عن عميق امتناننا للجنرال لازارو، مع اقتراب نهاية ولايته كقائد لليونيفيل. لقد كانت قيادته في واحدة من أكثر مناطق العالم تقلبا وحساسية مصدر قوة لوحداته وللشعب اللبناني. في الوقت نفسه، ندين بشدة جميع أعمال العدوان ضد اليونيفيل.ان مثل هذه الأعمال لا تخدم سوى العدو من خلال عرقلة المهمة المشتركة التي نسعى بها جميعًا الى دعمها والحفاظ عليها”. وأردف منسى: “واليوم يمر لبنان في مرحلة مفصلية وحاسمة، تتطلب استعادة الاستقرار في الجنوب وعلى كامل أراضيه. يكمن هذا التحدي في التنفيذ الكامل للقرار 1701. وهذا يتطلب التزاما ثابتا من جميع الأطراف التي وافقت على القرار منذ عام 2006، دون أي تأخير أو خرق او انتهاكات أو تجاهل لإرادة المجتمع الدولي.
تننتي
ليس بعيدا، أكد المتحدث باسم “اليونيفيل” أندريا تنينتي “أن قوات اليونيفيل تواصل دعم الجيش اللبناني، مطالبًا إسرائيل بالانسحاب من جنوب لبنان”. وأضاف في حديث تلفزيوني، “أن الاستقرار في الجنوب هش، وبعض الأطراف تؤثر على تحركات “اليونيفيل”، وأن القرار 1701 يتيح لها التحرك دون الحاجة للجيش اللبناني”. وأوضح أن بعض سكان الجنوب لا يفهمون دور “اليونيفيل”، وأن ما يُقال عن إنهاء مهمة القوات إشاعات لا أساس لها من الصحة.
وكان رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون استقبل قبل توجهه الى الفاتيكان اليوم، قائد الجيش العماد رودولف هيكل، واطلع منه على الأوضاع الأمنية عموما وفي الجنوب خصوصا في ضوء الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة.
في الضاحية
ايضا، توجه الجيش اللبناني بعد الظهر نحو حي الأميركان في الضاحية الجنوبية للكشف على احد المباني. وفي الجنوب، أزالت قوة من الجيش اللبناني خرقا اسرائيليا لخط الانسحاب في مرتفعات السدانة مقابل موقع رويسات العلم بإزاحة سواتر ترابية عن احد الطرقات المؤدية الى المنطقة. كما سجل استهداف دراجة نارية في دير سريان – مرجعيون وغارة على بلدة قبريخا. وألقت محلقة إسرائيلية قنبلة صوتية باتجاه الضهيرة.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.