رياض سلامة: كنت كبش فداء ولست من «المنظومة»

2

قال حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة، في لقاء له عبر شاشة «العربية» من قبل المذيع طاهر بركة، إنه جرت محاولات لشيطنته وتحويل صورته أمام الرأي العام. وهذه ليست بريئة بل مؤامرة بدأت في الـ2015. ثم اكتشفناه بعد ذلك. إنه تقرير مزوّر قام به مدير المالية السابق آلان بجاني أن يأخذ عليه تصديق من شركة وموظف في هذه الشركة أحضر لي التقرير. الهدف هو شيطنة هذا الرجل لعدة أهداف، منها سياسية ومنها نجاح القطاع الذي أعمل فيه (مصرف لبنان)، لم أسعَ الى الرئاسة بل كان اسمي متداولاً. هذا التقرير استعمل في ما بعد بهدف انهيار القطاع المصرفي، ويتحدّث عن مليوني دولار حوّلتها الى الخارج. بالفعل، لم أكن واحداً من «الشياطين»، وعندما توقفت أوقفت 13 شهراً اعتبرها ظلماً بثلاث مذكرات توقيف ولم التقِ القضاة إلاّ ساعتين.

صرت كبش فداء وأثرت على صحتي، وبعدني تحت العلاج ولم أعد قادراً على ممارسة الحياة الطبيعية.

مالياً- قبل أن أستلم حاكمية مصرف لبنان كان معي 23 مليون دولار وعقارات 7 أو 8 مليون دولار، سلمت تقرير بثروتي لسليمة الحلى إذ كنت أعمل في شركة «ميريل لينش». عام 2021 طلبت التدقيق في كل حساباتي، فتبيّـن أنه لم يدخل الى حسابي دولار واحد من مصرف لبنان. كان التلاعب حين احتسبوا ثروتي منذ تسلمي حاكمية مصرف لبنان عام 1993 متناسين عن قصد ما جمعته قبل تسلمي الحاكمية، إذ بدأت العمل في شركة «ميريل لينش» عام 1973 وتدرجت فيها بين بيروت وباريس حتى صرت نائباً للرئيس ومستشاراً ماليا. فلماذا تجاهلوا ما جمعته في هذه المدة»؟. أضاف سلامة: إنّ الانهيار المصرفي والاقتصادي الذي شهده لبنان، لم يكن نتيجة قرارات مصرف لبنان وحدها بل بسبب حكومة الثنائي الشيعي والتيار العوني، ونفى أي دور له بخسارة أموال المودعين، وأكد ان السياسات الحكومية وقرار التخلّف عن سداد اليوروبوند كانت وراء الانهيار. وأكد الحاكم السابق انه غير مدان اليوم في أي من الملفات القضائية المفتوحة في لبنان وفرنسا أو أي دولة أوروبية.

تابع سلامة: إنّ ما تعرّضت له ليس ملفاً قضائياً عادياً، بل مؤامرة سياسية منسّقة، هدفها ضرب القطاع المصرفي، وإسقاط هندسات مالية وضعت لحماية الليرة اللبنانية. فأنا كنت كبش محرقة. إذ كان المشروع الأساسي -كما ذكرت- تدمير المصارف لتدمير البلد، ثم إنشاء مصارف جديدة. وأنا ليس عندي ميليشيات، لذا كنت «سهل» الاستهداف.

وكشف الى ان الحرب السورية كلفت لبنان ما بين 25 و30 مليار دولار. كما ان الانهيار ناتج مما تعرّض له لبنان عام 2019 من عجز مستمر للموازنة خلال 30 عاماً… كما يتحمّل المسؤولية الثنائي الشيعي والتيار العوني. ومما زاد الطين بلّة دعم الأسد. وتحدّث سلامة عن فترة سجنه، مشيراً الى ان حركته كانت محدودة، وأنه أمضى وقته في القراءة. كما ذكر ان المعاملة كانت أخلاقية… لكن صحته تدهورت. وشدّد على ان أحد أهم أسباب انهيار النظام المصرفي كان نتيجة دعم فرقاء لبنانيين في الحكومة لبعض «المحاسيب». وختم أخيراً بأنه كان كبش فداء، لكنه لم يكن يوماً من المنظومة، ولم يكن ضامناً لأحد، والسردية القائلة بأنّ مصرف لبنان سرق أموال المودعين غير صحيحة، فالدائن الحقيقي للدولة كانت المصارف التي كانت تكتتب بالدين يومياً وتسوّقه بالدولار، بينما مصرف لبنان لم يكن طرفاً مباشراً في تمويل الدولة. وأكد أخيراً الى أنّ هناك معلومات لن يصرّح بها حفاظاً على البلد وأمنه الشخصي، والاغتيال المعنوي الذي تعرّض له كان لا يستحقه أبداً. كما أكد أنّ جملته الشهيرة «الليرة بألف خير» كانت صحيحة في حينها، لكن السياسات الحكومية والإنفاق غير المنضبط إضافة الى تعطيل الاصلاحات شكّلت أساس الانفجار المالي الذي أطاح مدخّرات اللبنانيين. وشدّد على انه لم يكن محاسباً عند أحد. والحديث عن إقراض الدولة من أموال المودعين مغلوط. وأشار الى إمكانية عودة ودائع المودعين ما دامت المصارف لم تعلن إفلاسها. كاشفاً ان خطة غريبة كانت مطروحة لتفليس بعض البنوك وإنشاء أخرى جديدة، لافتاً الى انه أصدر تعميماً بين عامي 2017 و2020 لإعادة جزء من الأموال التي خرجت الى الخارج.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.