شاء من شاء وأبى من أبى… أهل غزة دخلوا التاريخ!!!

5

كتب عوني الكعكي:

من لا يعرف حقيقة الشعب الفلسطيني لا يعرف شيئاً في هذا الوجود.

هذا شعب الشهداء، شعب الأبطال.. 75 سنة وإسرائيل تقتل الفلسطينيين ليل نهار، والشعب صامد لا يتزحزح من أرضه وهو صامد صابر يناضل.

لا نقول هذا الكلام عبثاً، بل كلامنا يأتي من واقع حقيقي لما يقدّمه هذا الشعب من تضحيات في سبيل الدفاع عن أرضه، ومن يظن أنّ الشعب الفلسطيني يمكن اقتلاعه من أرضه فهو واهم.

فمهما حشدت إسرائيل من قوات عسكرية، ومهما تمادت في عدوانها تبقى روح القتال عند الفلسطينيين تلهمهم الصمود وستقودهم الى النصر بإذن الله. وأكبر دليل على ذلك، ما حصل منذ عدّة أيام في منطقة تسمّى حي الزيتون. إذ بعد إبادة «الحجر والبشر» في غزة، وبعد سنتين من القصف والتدمير إذ لم يبقَ حجر على حجر.. أقدم أبطال غزة على شن هجوم على جيش العدو الإسرائيلي فقتلوا 4 جنود وخطفوا 4 آخرين، في عملية لم يشهد التاريخ مثيلاً لها.

لذلك، أقول للذين يظنون أنهم يستطيعون احتلال غزة… هذا وهم.. ونصيحة أقدّمها: إذ بعد حوالى السنتين من الحروب الشرسة، إذهبّوا وابرموا سلاماً مع الفلسطينيين، وهذا هو الحل الوحيد.

في تصاعد التهديد الإسرائيلي باجتياح غزة بالكامل، يؤكد سكان القطاع أنهم باقون في أماكنهم رغم القصف المدمّر والجوع، رافضين تكرار النزوح الذي يرونه خسارة كل شيء… لذا فإنهم يرفعون شعار: «نموت ولا ننزح ولا نركع». ويردّد آخرون: «هنا نبقى وهنا نموت».

صحيح أن القطاع يتعرّض لأشرس هجمة عرفها التاريخ، وأنه لا يوجد أي مبرّر لعدم القدرة على وقف الفظائع التي ترتكبها «إسرائيل» في قطاع غزة، حيث يموت الأطفال والرضّع وكبار السن جوعاً منذ 23 شهراً.. ولكن الصحيح أيضاً هو الصمود الأسطوري لهذا الشعب الأبي الصامد الصابر المؤمن بقضيته.

إنّ إسرائيل -ولا شك- تنفذ حرباً مدمّرة أسفرت حتى اليوم عن إصابة واستشهاد أكثر من 224 ألف فلسطيني. ولا شك في أن حرب الإبادة هذه هي العدوان الأبرز للجرائم التي يرتكبها العدو الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني. وتتجلّى هذه الوحشية بارتكابه للمجازر ضد المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ.

إنّ الطبيعة العنصرية للعدو الإسرائيلي تظهر في خوضه لحرب إبادة ضد المدنيين الفلسطينيين، حرب يستخدم فيها أدوات تدمير كالدبابات وصواريخ الطائرات، إضافة للقصف من البوارج البحرية.

لقد انتهك العدو في حربه على سكان غزة، كلّ القوانين والمبادئ الإنسانية، وتجاوز القيَم والضوابط الأخلاقية في قصف مؤسّسات المجتمع المدني. فهاجم المدارس التي لجأت إليها العائلات المدمّرة بيوتها، والمستشفيات التي تستقبل الجرحى وجثامين الشهداء وأكثرهم من الأطفال والنساء والشيوخ، وبيوت العبادة، ودمّر البنى التحتية كشبكة الكهرباء، أما شبكة الماء فقد أصبحت ملوّثة بشكل كامل.

إنّ الإطار العام للجرائم والمجازر الصهيونية العنصرية في قطاع غزة يتمثل ببعدين أساسيين:

الأول: إنها تعطي وقائع جديدة لما سبق وارتكبه العدو الإسرائيلي في حروبه السابقة ضد القطاع منذ عامي 1955- 1956 وحتى 2008 و2009 و2012. وقبل ذلك ما ارتكبته الحركة الصهيونية في سياسات التطهير العرقي لطرد الفلسطينيين من أرضهم. هذا العدو الذي ارتكب ويرتكب الفواحش والفظائع على كامل أرض فلسطين.

وتظهر وحشيته باستعمال المزيد من فنون وآليات التدمير والقتل المتكررة ليروي عطشه من دماء المواطنين.

الثاني: البُعد الذي يجب أن نراه في الحرب على غزة وهو استمرار لحرب بدأها العدو الإسرائيلي في الضفة والقدس ومناطق 1948، هذه الحرب لا تزال مستمرة بأساليب أخرى ووتيرة متصاعدة.

إنّ هذا العدو العنصري المحكوم بشكل ممارساته الى ايديولوجية الصهيونية بأنها عنصرية. لن يتوانى عن محاولات تهجير وإبادة الشعب الفلسطيني. لكن المؤكد أن هذا الشعب المؤمن المناضل لن يستسلم وسيكون النصر حليفه في المستقبل القريب بإذن الله.

aounikaaki@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.